لماذا وإلى أين ؟

عصيد: ازدواجية مواقف البيجيدي من التطبيع ستفقده ثقة الملك والأحزاب

أعلن حزب العدالة والتنمية، في الاجتماع الأخير لأمانته العامة، عن تأسيس لجنة مركزية دائمة لدعم كفاح الشعب الفلسطيني، وذلك بعد تجميد عضويته في مجموعة العمل من أجل فلسطين، كما “تبرأ” حزب “المصباح” من التطبيع وأدانه بكل أشكاله، رغم أن الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني هو الذي وقع على اتفاق التطبيع بصفته رئيسا للحكومة.

ويرى متابعون للشأن الحزبي بالمغرب، أن  “العدالة والتنمية” يعيش على وقع “الازدواجية في خطابه السياسي”، وهو ما يثير تساؤلات عدة حول الأهداف التي يتوخاها الحزب في تعاطيه مع ملف التطبيع، ولماذا يحاول “التملص” من مسؤولية في التطبيع كحزب يرأس الحكومة.

لعبة الأقنعة

واعتبر الباحث والناشط الحقوقي، أحمد عصيد، أن “كل ما قام به حزب العدالة والتنمية منذ التوقيع على تعاقد التطبيع بين المغرب وإسرائيل، يعبر عن ارتباك كبير في صفوف حزب المصباح، وعن رغبته في الجمع بين التواجد في الحكومة وممارسة الحزب الذي يرأس الحكومة في إطار ملكية تنفيذية، وفي نفس الوقت يحافظ على مواقفه المعارضة للدولة ولسياسة الحكومة التي ينهجها هو بنفسه.

موردا أن “هذا نوع من لعبة الأقنعة لم يعد يمكن الاستمرار فيه، فالحزب ملزم بتحمل مسؤوليات وتبعات مواقفه داخل الحكومة، ولا يمكن له أن يمارس سياسات معينة داخل سياسة الدولة، ويتخذ مواقف مغايرة في مجال فيه الوطنية وأجهزته خارج الحكومة”.

فقدان الثقة

وأكد عصيد في حديثه لـ”آشكاين”، أن هذا الأسلوب نهجه بنكيران في الولاية السابقة، ويبدو أن الحزب يريد الاستمرار عليه، بينما هذا يجعل الحزب يفقد الثقة، ليس الملكية فقط، بل ثقة الأحزاب الأخرى كذلك، سواء المشاركة معه في الحكومة أو تلك التي في المعارضة”.

ولفت محدثنا أن “هذا السلوك سيؤدي به إلى أن يصبح جزيرة معزولة، لأن جميع الأحزاب تتحمل مسؤولية مشاركتها في الحكومة إلا حزب العدالة والتنمية يريد أن يتملص”، مشيرا إلى أنه “يريد المناصب وأن يرأس الحكومة وأن يبقى في دواليب الدولة، وفي نفس الوقت لا يريد أن يحاسب على السياسات التي هو جزء منها”.

مسؤولية مشتركة

وشدد المتحدث نفسه على أن  “رئيس الحكومة هو الشخص الثاني في الدولة بعد الملك، وقد وقع السيد العثماني على المعاهدة مع إسرائيل بنفسه”، مؤكدا على أن “حزبه يتقاسم المسؤولية مع الملكية وباقي الأحزاب المشاركة معه في إطار الدولة المغربية”.

“فالدولة المغربية هي التي وقعت، وحزب العدالة والتنمية جزء من الدولة، ولا يمكن له أي يضع رجلا داخلها ورجلا خارجها”، يضيف عصيد مستدركا بأن “هذا الأسلوب، متواجد عن التيار الإخواني سواء في تونس أو دول أخرى، يريدون به الحفاظ على رصيدهم الانتخابي والتملص من المحاسبة على السياسيات التي يتبنونها، إذ أنهم يتبنون السياسات ويخشون أن يفقدوا رصيدهم الانتخابي أو كتلتهم الناخبة”.

وخلص عصيد في نهاية حديث مع “آشكاين”، إلى أن “المطلوب الآن من حزب العدالة والتنمية هو أن يتحملوا  مسؤوليتهم في كل التدابير التي يتخذونها داخل السلطة، ويتوقف هذا النوع من العبث ولعبة القبعات”

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

6 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
اليزيدي
المعلق(ة)
23 فبراير 2021 10:20

حزب “لانبة” ،ومسيروه،حزب “حربائي” ،فهو يسير على مفهوم العامة”اطلع تاكل الكرموس انزل شكون گالها لك”،الذي يبين نهجه المتناقض اتجاه المواقف السيادية،اذ يعتبر نفسه “دولة” مستقلة عن الدولة الرسمية التي يقودها جلالة الملك،فاذا كان يعارض سياسة هذه الاخيرة،فما عليه سوى الانسحاب من الحكومة ،ولكن أعضاء وموردي حزب “لانبة” ألفوا بحبوحة كراسي السلطة ،وما تدر عليهم من امتيازات وتعويضات وريع …فمواقفهم جميعا عبر عنها رئيسهم السابق بترديده لمصطلح”العفاريت والتماسيح”،حتى لايمكن محاسبتهم عن الاختلالات الجمة في التدبير،وحتى يوضحوا للمداويخ أن عملهم الدؤوب بشأن التنمية يجد عراقيل معلومة،وهذه السياسة الشعبوية،الاخوانجية ،ماهي سوى ابتزاز للدولة ،وفزاعة من أجل تركهم ينعمون في السلطة،والحالة هذه،ان حزب “لانبة” ،يسعى _الى جانب ذلك_السيطرة على مفاصل الدولة،وقد تأتى له ذلك باستحواذه على المناصب والوظائف،والجمعيات ،والجامعات، مستغلا “الدين” ،و”البدع”،التي ينظر لها ذراعه الحركي ،
لقد ٱن الاوان للتخلص من حزب “لانبة” ،الذي أرجع المغرب والمغاربة الى الوراء،سنوات عدة،وذلك بمقاطعته ،وعدم الانصياع لايديولوجيته المبنية على”المتاجرة في الدين”…

ابو زيد
المعلق(ة)
23 فبراير 2021 09:57

لم نعرف في هذا البلد اندحار لمستوى و شخصية الرجل السياسي كما عرفناه في حزب البيجدي المسير بتناقضات رجالاته و خرجات زعيمه المحال على التقاعد …لكن خرجات و انتقادات السيد عصيد لا تخدمنا نحن المغاربة…
المتلقي بصفة عامة يبقى هو نفسه المغربي الباحث عن لقمة العيش و الذي لا يعنيه استهداف عقائده..و افكاره و ثقافته…اظن ان السيد عصيد يخدم بطريقة لا ارادية حملات البيجدي…

ملاحظ
المعلق(ة)
23 فبراير 2021 08:25

حزب حربائي بمعنى الكلمة يأكل الغلة ويسب الملة ان شاء الله الى مزبلة التاريخ حزب جبان يتقن فن النفاق السياسي و يقولون مالا يفعلون اسألوا صاحب التقاعد السمين.

سندباد:
المعلق(ة)
23 فبراير 2021 07:45

فعلا إنها لعبة الأقنعة. لكن المواطن فايق وعايق : الذيب احرام ومرقتو احلال !

مهاجر مغربي
المعلق(ة)
23 فبراير 2021 00:55

البيجيدي اصلا تنظيم سياسي لا يملك من قوته الا صوت الناخب الضحية لخطابات شعبوية لا تسمن ولا تغني من جوع. هذا يبين بالملموس انه عندما يتعلق الامر بقضايا كبرى ترتبط بمصير البلاد فيبقى هذا التنظيم شانه شان مواطن بسيط لا يستطيع ايجاد اية اجوبة. السؤال الان ما الذي قد يساعد فيه البيجيدي المغاربة لضمان مستقبل افظل؟؟

مواطن
المعلق(ة)
22 فبراير 2021 23:37

لم يتلق البيجيدي اي ضربة في الصميم مثل هاته.
وتحية للأستاذ أحمد عصيد.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

6
0
أضف تعليقكx
()
x