لماذا وإلى أين ؟

مستجدات تُعرقل حصول المغرب على باقي جرعات لقاح “أسترازينيكا”

كشف عز الدين الابراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا بكلية الطب بجامعة محمد الخامس وعضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير جائحة “كورونا”، أنه بعد أن تراجعت كل من فرنسا وألمانيا ودول أروبية أخرى عن قراراتها بعدم استعمال أسترازينيكا للأشخاص فوق 65 سنة، سيتزايد ارتفاع طلب الدول الأوروبية على هذا اللقاح، وسيزيد ضغطها على الشركة المصنعة، مما قد يُهدد تزويد المغرب بباقي الجرعات.

وزاد الابراهيمي، في تدوينة له على حسابة الشخصي بالفيسبوك، أنه “مما نحمد الله عليه و نفتخر به كثيرا أننا تمكنا من تلقيح أكثر من 10 في المئة من المواطنين المغاربة وفي ظروف وبائية مثالية مما يجعل المغرب في مصاف الدول العشرة الأولى حسب تقارير منظمة الصحة العالمية” مشيرا “لكن هذا النجاح وكجميع الدول مقرون بالتسريع بوتيرة التلقيح الجماعي في سباق مع الزمن ومع انتشار السلالات المتحورة”.

وأضاف عضو اللجنة العلمية، أن تسريع المغرب في الحملة الوطنية للتلقيح يتطلب الحصول على كميات كبيرة من اللقاحات، مؤكدا “وهنا مربط المشكلة، فللأسف فقراءة سريعة في المعطيات الدولية تبين أن الحرب ستستعر من أجل الوصول إليها ومؤشرات كثيرة تدل على ذلك وتفرض على المغرب أخذها بعين الاعتبار”.

صحة نظر الخبراء المغاربة

وأشار الابراهيمي، بحسب المصدر ذاته، أن “الزوبعة” التي أُحدثث في دول الاتحاد الأوروبي بخصوص تلقيح الأشخاص أكثر من 65 سنة، “قد أكدت صحة وجهة نظر الخبراء المغاربة بخصوص فعالية أسترازينيكا على المسنين ومكنت من تلقيح الآلاف من المغاربة قبل الأوروبيين المسنين”، مردفا “ويوازي ارتفاع الطلب على لقاح أسترازينيكا، ويقابله “بلطجية” أوروبا في الحفاظ على الجرعات المصنوعة ببلدانها، آخرها عملية “القرصنة” الإيطالية الخميس الفائت” موضحا “منع إيطاليا تصدير ربع مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا أنتجت في الاتحاد الأوروبي وكان من المفترض أن ترسل إلى أستراليا”.

وأشار المتحدث نفسه، أنه “قد بدأت تباشير هذه الحرب في الأسابيع الماضية بموقعة أيرلندا وعملية كسر العظام بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حيث هددت أوروبا بنسف اتفاق البريكسيت من أجل عوينات اللقاحات السويدية البريطانية، وهاهي بريطانيا بدورها وبعد غنيمة الحصص الأوروبية تفعل أولويتها وتفرض توصلها بملاين اللقاحات من الكوشفيد الهندي التي كانت معدة لدول أخرى مثل المغرب”.

أما بالنسبة للقاح سينوفارم الصيني، فأوضح الابراهيمي “أظن أن الصين ستلتزم باستراتيجيتها التي تعتمد على تقطير وتقتير بعض الجرعات هنا وهناك للحفاظ على جميع التوازنات الجيوسياسية الإقليمية، وأظن أنها ستبقى وفية لسياسة ال500 ألف جرعة”.

يجب اقتناء لقاحات أخرى

وأبرز الابراهيمي، أن المغرب في ظل هذه الظروف التي تشهدها سوق اللقاحات ينبغي عليه “اقتناء لقاحات أخرى و تنويع مصادرها، فإذا كان من الصعب الحصول على لقاح جونسون أند جونسون لاحتكاره من طرف أمريكا وجنوب إفريقيا بعد انتهائها من التجارب، فإني أرى أنه توجد إمكانية للحصول على لقاحات أخرى”، مردفا “أظن أننا نتوفر على نافذة لاقتناء لقاح سبوتنيك الروسي والذي أبان عن أمان وفعالية ونجاعة كبيرة من خلال التجارب السريرية المنشورة في أكثر من مقال وكذلك من خلال الترخيص له والتلقيح به في بلدان متعددة”.

وأشار في السياق نفسه، أنه “يجب علينا كذلك التسريع بالحصول على 1.4 مليون جرعة المخصصة للمغرب في إطار برنامج كوفاكس لمنظمة الصحة العالمية، أظن أنه يجب علينا إعطاء كل التراخيص اللازمة لاستيراد هاته اللقاحات إذا أمكن وفي أقرب الآجال إن شاء الله”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
اليزيدي
المعلق(ة)
8 مارس 2021 06:23

لم تعد الدول المصنعة للتلقيح، محترمة للالتزمات الدولية،فقد كان المغرب من السباقين لاقتناء “جرعات التلقيح” ،ولكن بوادر “الحرب التجارية” ،قد تخل بهذا السبق المتميز،لذلك يستحسن تنويع أسواق استيراده لهذه الجرعات،حتى تتمكن بلادنا من “متابعة التطعيم” ،وخاصة أنه يتم في حقنتين ، لقد تبين من خلال هذا السلوك”التنافسي”للدول ،أن على المغرب وضع خطة للاهتمام ب”البحث العلمي”،وتشجيع الاطر المؤهلة في ذلك،حتى لايبقى”قاب قوسين أو أدنى”من المنافسة الشرسة لدول العالم ،تابعا،منتظرا،رغم أداءاته المالية الضخمة للحصول على ابتكارات ،غالبية المغاربة قادرين على صنع أجود منها،عاش المغرب وعاش المغاربة…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x