2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
كيف يرسخ الجنس في الأمثال الشعبية الصور النمطية لمجتمع الذكورية؟ (دراسة)

بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس من كل سنة، كشفت دراسة للباحث مخلص الصغير بعنوان “المثل الجائر.. دراسة حول الصور النمطية الجنسوية في الأمثال المغربية”، عن تكريس الأمثال الشعبوية السائدة للصورة النمطية للمرأة، وتجسيدها أكثر للثقافة الذكورية.
وتضيف الدراسة المنجزة من اتحاد العمل النسائي، ومؤسسة الاتحاد الأوروبي، التي اطلعت “آشكاين” على نسخة منها، أنه “بحسب المنزع الذكوري في مجتمعاتنا، يصبح الرجل ممثلا للثقافة، وتغدو المرأة، في نظره، ممثلة للطبيعة، إذ هي عنده رمز لهذه الطبيعة، لخصبها وإنتاجيتها، لصمتها وخرسها، بينما الرجل هو الذي يستغل هذه الطبيعة ويشتغل عليها ويسخرها لصالحه، وهو الذي يدرسها، ويتحدث عنها ويحكم عليها، وهو من يتحكم في مصيرها”.
وزادت الدراسة المستندة إلى أبحاث ميدانية وأخرى نظرية ونقدية، أن “الأمثال الشعبية تلخص الموقف الذكوري من المرأة، وتعمل على تأييد هذا الموقف، عبر أمثال سائرة وعابرة للأجيال والثقافات والجغرافيات، وجائرة في حق النساء”؛ وذلك عن طريق تفكيك الكثير من الأمثال الشعبية المتداولة، في “أفق الإسهام في إعادة تشكيل متخيل جديد للعلاقات بين الجنسين، وإعادة بناء الأدوار الموكلة لكل من الرجال والنساء، سواء بسواء”.
ورصدت الدراسة في السياق ذاته، لعشر صور نمطية، مشيرة أن هناك “المرأة الحبيسة، أولا، ثم المرأة المكيدة، ثم الخاضعة، ثم التابعة، فالناقصة، وكذا المرأة المشتهاه، ثم المرأة شريرة، والمرأة المنبوذة، كذا المعنفة، وأخيرا “المرأة المنصَفة”، إذ ليس يمكن إنكار وجود أمثال مغربية أنصفت المرأة إلى حد ما، على قلة تلك الأمثال ونُدرتها”.
وتأتي مقدمة الدراسة المنجزة في إطار برنامج “مشاركة مواطنة”، بشراكة مع الوزارة المكلفة بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وبإشراف مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، أنه “في الأمثال تسكت شهرزاد عن الكلام المباح. بل لا يحق لها أن تتكلم منذ البداية، ولا أن تحكي تجربتها وسرديتها. وحدها الأمثال هي التي تتحدث نيابة عنها وتحكم عليها بما تشاء”.
وتشدد الدراسة على انتقاد الأمثال الشعبية المكرسة للصورة النمطية للنساء، بالإشارة “الرجل صانع المثل، وعلى المرأة أن تمتثل له، لِمَثَلِه ومُثُله التي اختلقها، للصور النمطية التي كرسها حول المرأة. أما هي فلا تقول، لا تتكلم، الرجل هو الذي يفعل ذلك، بينما هي موضوع فقط. صوتها “عورة”، وصورتها أيضا، إذ يجب أن لا تُرى، أن تظل في البيت، في بيت أسرتها، ثم إلى بيت زوجها، ثم إلى قبرها، كما يردد المثل: “المراة من دارها لقبرها””.
إلى ذلك، يرى مخلص الصغير، مُنجز الدراسة، أن “المثل الشعبي المغربي حين يسجن النساء في البيت فهو لا يمنحهن أي اعتبار أو قيمة تذكر، كما أنه لا يحرمهن من حرية التنقل فقط، بل هو يمنعهن من المشاركة في الفضاء العمومي، ويقصيهن من الحضور في الحياة العامة، ولأن الفضاء العمومي هو الذي يصنع الأفكار والقرارات، ويصوغ التمثلات، بما في ذلك التمثلات عن المرأة نفسها، فإن هذه الأخيرة تظل محرومة من المساهمة في صوغ هذه التمثلات، بما فيها تلك التي تعنيها وتخصها”.
هذا التمثل “الذكوري” الاجتماعي ،مبني منذ زمن بعيد_ولسوء الحظ لم يتغير ،رغم توفر غالبية المغاربة على الوسائل”الرقمية”التي جعلت من العالم “قرية صغيرة”_،غير أن المقاربة لم تبين اسباب هذا” النكوص”في حق “المرأة” ،ولم تعط البديل،ففي نظري_ومن خلال هذه الورقة الاعلامية_رصدت الاشكاليات بطريقة “منوغرافية” ،فقط،والحالة هذه ،أن من أهم اسباب هذا التدهور “الذكوري” ما يلي:_هيمنة “الابيسية” ،وهي هيمنة قديمة لم تتغير_رغم القوانين_التي تشجع “مقاربة النوع”_الفهم ” الجاهل للدين من طرف غالبية المجتمع_غياب الخطط التربوية الراصدة لهذه الظاهرة ضمن “مقررات التعليم”_ترسيخ” دونية المرأة”من طرف البعض،ومن طرف المرأة نفسها_ غياب التأطير والتوجيه الحزبي والسياسي_غلبة الامية والجهل_سيادة الفكر الميثولوجي…_دور الاعلام السلبي وتكريسه لوضعية المرأة عبر برامج “التفاهة” ،من مسلسلات وحوارات وغيرها_،وللخروج من هذه النمطية ،يجب احداث”ثورة ثقافية”،تقطع مع بعض العادات والقيم التي تجعل من الذكر السائد والمسيطر ،،،