2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
وزارة الدفاع الأمريكية تعتمد على الجيش المغربي في تدريبات “فلينتلوك”

لأول مرة منذ انطلاقها في سنة 2005، تقرر وزارة الدفاع الأمريكية الاعتماد على مدربين غير أمريكيين لتأطير تدريبات “فلينتلوك” العسكرية المتعلقة بمجال مكافحة الإرهاب والتعاون الإقليمي العسكري بين الجنود الأفارقة، بإشراف “أفريكوم” القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا، وذلك بالاعتماد على القوات المسلحة الملكية المغربية، إلى جانب الجيش السنغالي.
وبحسب القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا، فإن التدريبات التي شاركت فيها القوات المسلحة الملكية المغربية، بجانب قوات من 10 دول من منطقة شمال وغرب إفريقيا، تتعلق بعمليات إنقاذ وإسعاف المصابين داخل ميادين القتال، بجانب ما يتعلق بمهارات استخدام الأسلحة والمشاركة في الاشتباكات القتالية القريبة، وجرت محاكاتها في موريتانيا إلى جانب محطة خارجية في السنغال.
تاريخ طويل من التعاون
وفي هذا الصدد أوضح حسن بلوان، متخصص في العلاقات الدولية، أن “اختيار القوات المسلحة المغربية من أجل المشاركة في تدريب وتأطير القوات الإفريقية يأتي ليتوج تاريخ طويل من التعاون والتنسيق العسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية، كما يؤكد المكانة المتميزة التي تحتلها القوات المسلحة الملكية في النسيج العسكري الإقليمي من حيث التدريب والخطط والانضباط”.
وزاد بلوان في حديثه مع “آشكاين” أن ثقة وزارة الدفاع الأمريكية في المغرب “لم تأت من فراغ وإنما جات لتتوج مسارا طويلا من العمل الميداني المشترك بين الجيش الأمريكي ونظيره المغربي، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الساحل والصحراء، كما يأتي ليؤكد أهمية المغرب كحليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية خارج حلف الناتو”.
وفي السياق ذاته، أورد بلوان أنه يمكن النظر لهذه الشراكة من خلال ثلاث زوايا متداخلة، تتعلق أساسا بأن “المغرب فرض نفسه عسكريا كحليف موثوق لدى الدول العظمى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي أنهت معه مؤخرا مناورات عسكرية ناجحة على مختلف الأسلحة خاصة سلاح الجو، وأن القوات المسلحة الملكية أصبحت رقما صعبا في المعادلة الإقليمية والافريقية، وبذلك جاء هذا الاختيار نظرا للمهنية العالية والتدريب الجيد الذي يتمتع به الجيش المغربي، فضلا على أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تثق إلا في حلفائها التقليدين الموثوقين، خاصة إذا تعلق الأمر بمهمات جيوستراتيجية ولها صلة بقطاع حساس كالتدريب العسكري، وقد خبرت الجيش المغربي كشريك معول عليه في هذا المجال”.
استعدادات لمناورة الأسد الإفريقي
جدير بالذكر، أن مشاركة المغرب في تأطير تدريبات “فلينتلوك” العسكرية المتعلقة بمجال مكافحة الإرهاب والتعاون الإقليمي العسكري بين الجنود الأفارقة، يأتي كذلك بالتزامن مع استعداده بجانب الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم مناورات الأسد الإفريقي الأضخم من نوعها بالقارة السمراء، والتي سيكون ميدانها الصحراء المغربية، لأول مرة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، حيث اختارت القيادة العسكرية الأمريكية ونظيرتها المغربية مدينتي طانطان والداخلة إلى جانب منطقة المحبس المحاذية للحدود الجزائرية والقريبة من مخيمات جبهة “البوليساريو”.