لماذا وإلى أين ؟

هل سينهي إعفاء سفير ألمانيا بالمغرب الأزمة بين الرباط وبرلين؟

تتجه ألمانيا إلى إنهاء مهام  سفيرها الحالي بالرباط “كَوتز شميدت بريج”، وتعويضه بـ”توماس بيتر زاهنيسن”، المدير الحالي للمساعدة الإنسانية في وزارة الخارجية الألمانية، والذي شغل منصبا تمثيل الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وفي باريس وكابول، حسب ما كشفت عنه صحيفة مصادر إعلامية متطابقة.

هذا التغيير الذي أقدمت عليه ألمانيا بعد أزمة دبلوماسية مع المغرب أتمّت الشهر، تفتح مجال التأويل إن كانت فعلا الأزمة بين البلدين شارفت على الإنتهاء، أم أنه تغيير عادي ومازل دار لألمان على حالها؟.

وأوضح المحلل السياسي والخبير في علاقات الدولية، تاج الدين الحُسَيْني على أنه “اعتبر هذه الأزمة منذ اندلاعها سحابة صيف، مرتبطة ربما ببعض التصرفات التي صدرت عن السفارة الألمانية بالرباط والمؤسسات التابعة لها، ونعلم أن من بين هذه المؤسسات من يتعامل مباشرة مع المجتمع المدني، وينشط في المجالات الثقافية، وفي علاقات اقتصادية، أو الأحزاب السياسية وغيرها”.

وأكد الخبير في العلاقات الدولية نفسه، على أن “القرار المغربي كان واضحا في معناه ومبناه، لأنه لم يركز على العلاقات الثنائية القائمة بين المغرب وألمانيا كدولتين تتمتعان بالسيادة، ولكنه ركز أساسا على مسألة ما تقوم به السفارة والبعثات والمؤسسات المرتبطة بها الموجودة في المغرب وعدم التعامل معها”.

وذهب الحُسَيْني بقوله إن “الرسالة قد وصلت إلى المسؤولين الألمان، من خلال إعفاء السفير الحالي، وربما لو تمت المطالبة بعودة السفير أو استدعاء السفير، كما هو معروف في الأعراف الدبلوماسية، لاعتبرنا الأمر يتعلق بمزيد من التوتر في العلاقات المغربية الألمانية”.

“لكن أن تتم العملية في إطار إعفاء السفير الحالي وتعيين شخص آخر”، يستدرك الحُسَيْني فمعنى هذا أن “الرسالة قد وصلت، وأن ألمانيا بصدد مراجعة موقفها من المغرب بهذا الخصوص، وربما سيعطي السفير الجديد نفسا جديدا لهذه العلاقات لجاوز الأزمة الحالية”.

جدير بالذكر أن المغرب كان قد قرر، في فاتح مارس 2021، قطع علاقاته المؤسساتية مع ألمانيا، حسب مراسلة توصل بها رئيس الحكومة، وأعضاء الحكومة من وزير الخارجية ناصر بوريطة.

وأوضحت المراسلة، أن سبب القرار هو “خلافات عميقة تهم قضايا المغرب المصيرية بين الرباط وبرلين، الأمر الذي استدعى، قطع العلاقات التي تجمع القطاعات الحكومية والإدارات العمومية مع نظيرتها الألمانية، وكذا جميع العلاقات مع مؤسسات التعاون والجمعيات السياسية الألمانية، بالإضافة إلى قطع العلاقات الخارجية مع سفارة ألمانيا بالرباط، وجميع الاتصالات، التي تربطهما.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x