2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أثارت المواقف الغامضة لاجتماع مجلس الأمن الأخير، الأربعاء 21 أبريل الجاري، الكثير من الارتدادات الدبلوماسية لدى الدول المعنية بقرارات هذا المجلس الذي يشكل أعلى هيأة أممية يفترض فيها الحسم في مختلف الخلافات الإقليمية والدولية بشكل لا يدع مجالا للشك في ضبابية موقفها أو انحيازها لطرف مقابل طرف آخر.
ويبدو أن مخرجات مجلس الأمن الذي ناقش ملف الصحراء المغربية لم تكن جريئة بما يكفي لاتخاذ موقف حازم اتجاه الملف، رغم وجود الولايات المتحدة الأمريكية التي تمسك بزمام الملف في هذا المجلس، وهي التي اعترفت مؤخرا بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه.
هذا التردد أو عدم الوضوح الكافي في تعاطي أمريكا مع ملف الصحراء المغربية وموقفها ضمن الاجتماع المغلق لمجلس الأمن، يحيلنا على كثير من التساؤلات حول ما يجري في الكواليس بين المغرب وأمريكا؟.
وتتعزز هذا التساؤلات، بما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية من انتقادات للولايات الأمريكية المتحدة الأمريكية على لسان الشيخ السابق لتحديد الهوية، محمد صالح التامك، والذي يشغل حاليا المدير العام لإدارة السجون المغربية، حيث انتقد الأخير “صمت الولايات المتحدة إزاء تحركات “البوليساريو” والجزائر بغرض تعريض أمن منطقة الصحراء للخطر”، على خلفية لقاء مجلس الأمن الأخير.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، عصام لعروسي، إن “هذا الانتقاد ومن طرف شخصية صحراوية ومسؤول على مؤسسة رسمية في المغرب يبعث على عدم الاطمئنان”.
وأوضح لعروسي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “الاجتماع الأخير لمجلس الأمن ربما قد يكون هو الذي جعل المغرب يتوجس قليلا من عدم توضيح الأمور وتحديد المسؤوليات، خاصة أن المجلس الأخير مَرّ دون تحديد المسؤول عن خرق وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة وفق القرار 28-54”.
ويرى عصام لعروسي، أن “السيد التامك ربما يعبر عن رأي شخصي باعتباره شخصية صحراوية، لكن في الحقيقة فإن الموقف الأمريكي خاصة إزاء التطورات الميدانية والتوتر الميداني، والذي لا يتعدى مجرد كون بعض الاختراقات التي تقوم بها شرذمة البوليساريو ومن ورائها الجزائر، وهذا الأمر يبعث على عدم الاطمئنان كما قلت سابقا”.
موردا أن “عدم رجوع أمريكا إلى الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، يعني أنه ليس هناك تراجع عن هذا الاعتراف، وهذه مسألة مؤكدة لأنه لو كان هناك قرار رسمي في هذا الاتجاه لعبرت عنه واشنطن”.
“لكن عدم اتخاذ إجراءات أخرى”، يستطرد لعروسي “يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها أعضاء مجلس الأمن يتبنّوْن طرحا مختلفا يتعلق بتأجيل الحل السياسي لنزاع الصحراء، وربما يحتاج الأمر إلى البداية بتعيين مبعوث أممي جديد للصحراء، إذ أن شغور هذا المنصب يشكل حجرة عثرة في التعاطي مع هذه القضية، كما أن رفض البوليساريو لتعيين شخصيات عادية، كالبرتغالي أمادو الذي قالت البوليساريو إنه قريب من التوجهات المغربية”.
وشدد العروسي على أن “هذا الأمر يبعث على عدم الاطمئنان، خاصة بعد الزخم الذي خلفه الاعتراف الأمريكي، إضافة إلى تقارب الاتحاد الأوربي حاليا، علاوة على مطالبة المغرب لأوروبا بتحديد موقف واضحا من قضية الصحراء المغربية بالاعتراف بشكل نهائي، خاصة أن مسار قضية الصحراء عرف تطورا مذهلا في اتجاه المقاربة العقلانية الواقعية التنموية إذ أن هذه الدول تريد أن تنمي هذه المنطقة، كما أن الجانب الأمني مهم جدا”.
وأردف محدثنا قائلا: “أظن أن مجلس الأمن لم يعبر عن كل هذه المكتسبات ولم يعط ما كان منتظرا منه خاصة الموقف الأمريكي، الذي ربما تشابه مع بقية مواقف أعضاء المجلس، وأن للاجتماع لم يقرر في أي شيء واقتصر على نقاش وظل الأمر معلقا، وليس هناك جلوس على طاولة المفاوضات، وربما يظل الأمر معلقا إلى حين تعيين مبعوث جديد للصحراء، ونحن نعلم أن المينورسو تظل على رأس عملها إلى أكتوبر من السنة الجارية”.
وخلص محدثنا إلى أن “التامك يعبر عن موقفه بشكل غير رسمي، وأظن أنه لا يمكن أن نحمل هذا الأمر أكثر مما يحمل، والموقف المغربي لا زال لم يتضح، إذ أن هناك شبه عدم رضى عن نتائج الاجتماع مجلس الأمن ألأخير، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام الأخيرة من تطورات نزاع الصحراء، وأظن أنها ستكون في صالح المغرب بإذن الله”.
وكان محمد صالح التامك قد كتب مقالا مقال نشره موقع “كويد.ما” الإلكتروني تحت، وتبنته وكالة المغرب العربي للأنباء، تحت عنوان “الاجتماع الأخير لمجلس الأمن وموقف الولايات المتحدة الأمريكية المخيب للآمال”، والذي تبنته باقي الجرائد الإلكترونية بعد الوكالة.
كل ما في الامر هو ان الاقوياء اتفقوا على رأي واحد بعد جلسة مجلس اللا امن الني دعت اليها المانيا..وهو جعل النزاع مزمنا حتى يضمن الجميع ابتزاز الطرفين الحقيقين براحة واقل كلفة..وامريكا لا تخجل من بيع القرد والضحك على من شراه ..هههه
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قال أن ليست هناك حرب في الصحراء المغربية .فكيف لامريكا ان تحدد من خرق وقف إطلاق النار.و لو كانت الإدارة الجديدة تنوي التراجع عن قرار ترامب حول الصحراء، لاعلنته مباشرة دون الانتظار.
بالنسبة لي يجب اعادة تقييم الموقف الاميركي بالنظر اليه من جميع الجوانب.
فحتى اذا اعترفت امريكا بمغربية الصحراء فهناك خطوات اخرى يجب استكمالها لطي هذا الملف بشكل نهائي.
اذا كانت امريكا تبيع لنا سلاح نستعلمه للدفاع ضد هجمات المرتزقة فهذا يكفي بالنسبة في الفترة الحالية.
والمغرب سيتخذ القرارات المناسبة على ضوء كل مستجد. فالعلاقات الدولية تحكمها قاعدة المعاملة بالمثل.