لماذا وإلى أين ؟

الهاكا ترد على المطالبين بوقف بث أعمال فنية بداعي “الإساءة”

أعلنت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أنها لازالت “تتلقى وبشكل متواتر شكايات يتقدم بها أفراد أو جمعيات أو تنظيمات مهنية للاحتجاج على تضمن بعض الأعمال المعروضة على القنوات التلفزية الوطنية، لمشاهد وحوارات تعتبرها ماسة بمهن معينة ومسيئة لمنتسبيها”.

وقالت الهيأة في بلاغ لها اليوم الأحد 2 ماي الجاري، أنه “خلال شهر رمضان، يسجل ارتفاع ملحوظ في عدد هذا الصنف من الشكايات اعتبارا للبرمجة المكثفة للأعمال التخييلية من إنتاج وطني (مسلسلات، سيتكومات وسلسلات فكاهية) وتزايد الإقبال على متابعتها”.

وأعلن المصدر ذاته أنه بعد دراسة مجموع هذه الشكايات والتداول بشأنها والبت فيها، قرر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري خلال اجتماعه المنعقد بتاريخ 27 أبريل 2021، تجديد التأكيد على عدد من النقاط التي تهم حرية الإبداع والتمثيل النقدي لمهنة من المهن.

وشدد البلاغ على أن حرية الإبداع الفني مضمونة دستوريا، لا سيما في الأعمال التخييلية، جزء لا يتجزأ من حرية الاتصال السمعي البصري كما كرسها القانون رقم 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري والقانون رقم 11.15 المتعلق بإعادة تنظيم الهيأة العليا؛ إذ لا يمكن للعمل التخييلي أن يحقق وجوده ويكتسب قيمته دون حرية في كتابة السينايو، وفي تشخيص الوضعيات والمواقف، وفي تحديد الأدوار وتمثل الشخصيات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بعمل هزلي أو فكاهي؛

كما أكد على أن التمثيل النقدي لمهنة معنية في عمل فني سمعي بصري لا يشكل قذفا، كما هو معرف قانونا، ولا قصد إساءة، بل هو مرتبط بحق صاحب العمل في اعتماد اختيارات فنية معينة، كما أن المطالبة بتوظيف الأعمال التخييلية لشخصيات/نماذج تجسد حصرا الاستقامة والنزاهة في تقمصها لأدوار منتسبة لمهن معنية، ليس مسا بحرية الإبداع فحسب، بل أيضا تجاهلا لدور ومسؤولية الإعلام، لا سيما العمومي، في ممارسة النقد الاجتماعي ومعالجة بعض السلوكيات والظواهر المستهجنة؛

واعتبرت الهاكا أن مطالبة بعض هذه الشكايات، بإعمال الرقابة القبلية تجاه الأعمال التخييلية أو بالتدخل البعدي لوقف بثها، يحيل على تمثل غير دقيق لمفهوم تقنين المضامين الإعلامية وللانتداب المؤسسي للهيأة العليا للاتصال السمعي البصري؛ إذ أن المشرع يضمن للإذاعات والقنوات التلفزية العمومية والخاصة إعداد وبث برامجها بكل حرية، والهيأة العليا مؤتمنة على السهر على احترام هذه الحرية وحمايتها كمبدأ أساسي، مع الحرص على احترام كل المضامين المبثوثة سواء كانت تخييلية أو إخبارية أو غيرهما، للحقوق الإنسانية الأساسية، على غرار عدم المس بالكرامة الإنسانية، واحترام مبدأ قرينة البراءة، وعدم التحريض على العنصرية أو الكراهية أو العنف، وعدم التمييز ضد المرأة أو الحط من كرامتها، وعدم تعريض الطفل والجمهور الناشئ لمضامين تنطوي على مخاطر جسدية، نفسية أو ذهنية، وعدم التحريض على سلوكات مضرة بالصحة وبسلامة الأشخاص…؛

جودة المضامين الإذاعية والتلفزية المبثوثة، تضيف الهاكا، قضية مطروحة فعلا، ويستوجب الاشتغال عليها انخراط جميع مستويات ومكونات ومهن المنظومة الإعلامية، كما أن مواكبة التطور المستمر لتطلعات الجمهور المتلقي، بسائر فئاته السيوسيوثقافية، تظل واجبا ثابتا على الخدمات الإذاعية والتلفزية، وتقديم شكايات للهيأة العليا بهذا الخصوص حق أقره المشرع للمواطن المرتفق، هذا في الوقت الذي يبقى صون الحرية شرطا أساسيا لإنعاش جودة أي عمل فني وإعلامي.

وسجلت“الهاكا” في بلاغها، بأن “الغاية الفضلى للتقنين هي إعلاء قيم الحرية وتحرير طاقات المبادرة والإبداع ولفت الانتباه إلى كل ما من شأنه كبح تحقيق هذه الغاية، إسهاما في تعزيز ثقافة إعلامية وتواصلية مستنيرة“.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
سالم
المعلق(ة)
2 مايو 2021 15:38

يبقى السلاح هو المقاطعة
ملاحظة الجميع يعلن على ان الاعمال التي تقدمها قنوات الصرف الصحي مبتدلة والهاكا تعلن ان نسب المشاهدة مرتفعة اقول ان كانت اعمال مبتدلة كما تقولون فالمقاطعة هي السلاح

مغربي حر
المعلق(ة)
2 مايو 2021 14:41

غريب أمر بعض المحامين والسككيين وغيرهم من أصحاب المهن المتضايقين من الأعمال الفنية والتي تعبر عن واقع مجتمعين حقيقي يجب تغييره، فهل يعتقد هؤلاء ان مهنهم احسن من مهن الأساتذة الذين درسوهم أو الاطباء…. الذين طالما شكلوا مواضيع اغلب الأعمال الفنية و لسنين خلت!!!!

حنظلة
المعلق(ة)
2 مايو 2021 13:26

ههههه تتشدقون بحرية التعبير عندما يتعلق الأمر بالأطباء ورجال التعليم والمحامين…فلماذا تمنعون حرية التعبير عندما يتعلق الأمر بانتقاد القضاء والداخلية وغيرهما؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
تعتبرون التعرض لهم مس بالثوابت والمؤسسات ههههه
تبارك الله على حرية التعبير في أحسن بلد في العالم…
هذا يسمى تفاهة وابتذال وقلة أدب…وتشجيع للعبث!!!
حرية التعبير هي خق لا يقبل التجزيى أو الإستثناء…يا هاكا السخافة والإحتقار…..
انشر ولا تحظر ولك الشكر والأمتنان

احمد
المعلق(ة)
2 مايو 2021 13:15

واش ماكاين الخيال فيما يتعلق بالوزراء مثلا والقياد والمقدمين والقضاة.
كل مانراه يدل على ان هناك رقابة مسبقة او تلقائية.
مثلا معاناة المواطن في الحصول على شهادة السكنى وشهادة التنقل…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x