لماذا وإلى أين ؟

عادات صحراوية رمضانية (14):  يا الله يا رحمان (+صور)

تفوح رائحة الموروث الثقافي الذي تكتنزه رمال الصحراء المغربية من بيوت أهلها، كلما أرخت ليالي رمضان سدولها على هاته الأراضي الزاخرة بتراث البيظان.

ألعاب شعبية وتقاليد وطقوس خاصة توارثتها أجيال من الصحراويين جيلا بعد جيل، تكشف عمق وتنوع الحضارة التي تزخر بها بلادنا، ما يجعل الزائر للجنوب المغربي يغوص في رحاب أجواء الحاضر التي تعود به إلى كنف الأجداد.

واختارت الجريدة الإلكترونية “آشكاين” أن تبسط سلسلة رمضانية لمجموعة من هذه التقاليد الصحراوية العتيقة التي تختزنها الأقاليم الجنوبية والتي يتميز بها شهر رمضان بالخصوص،  من خلال حلقات برنامج “عادات صحراوية رمضانية“.

وسنتطرق في الحلقة الرابعة عشر من سلسة “عادات صحراوية رمضانية“، إلى طقس من الطقوس الدينية التي تنفرد بها مدينة آسا، وهي ما يسمى بطقس “يا الله يا رحمان“.

نبذة عن العادة

وأوضح الباحث في التراث اللامادي الحساني، الدكتور بوزيد الغلى، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هذه العادة قديمة تكاد تنفرد بها مدينة آسا حسب علمي، وهو طقس يمارس في 23 من رمضان؛ حيث يجتمع الناس بالقصر قرب الزاوية بآسا؛ ويأتون بصدقات خاصة منها التمور التي لها رمزية كبيرة في رمضان، رمزية دينية أولا، نظرا لذكره في أحاديث كثيرة رفقة الماء(الأسودان)، وهو ما يكسر به الصائم صيامه”.

طريقة أداء الطقس

ويشرح بوزيد الغلى هذه العادة بكونها تتم “باجتماع الناس في القصر ويجلبون الهدايا خاصة منها التمر، وأشياء أخرى غير التمر”،  مشيرا إلى أن “الأساسي من هذا الطقس هو ان يتم الطواف على جميع أولياء القصر، والجمع الذي يطوف يتقدمه فقهاء وطلبة الزاوية ويرددون بصوت واحد: يا الله يا رحمان”.

ويرى الباحث في التراث اللامادي نفسه، بأن “ليس هناك تفسير واضح لاختيار صبيحة يوم 23 من رمضان لممارسة هذا الطقس”، مؤكدا على أن “انفراد آسا به يرتبط بالمقدس الديني عموما، خاصة ان آسا في المتخيل الديني هي مدينة الأولياء حيث أنها تؤوي 366 وليا، كما هو الحال لتمبكتو التي تؤوي ما يزيد عن 330 وليا”. موردا أن “تمبكتو آسا نسج حولها الكثير من الأقاويل على أنها مدينة البركة، كما أشرت في كتاب سابق عن المقدس الديني “آسا مدينة الأولياء” “.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

الحلقات السابقة: من هنا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x