2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يبدو أن العالم لن يتخلص من المتحورات الجديدة لجائحة كورونا التي تهز العالم للعام الثاني على التوالي، في الوقت الذي كان سكان الأرض يمنون النفس للخروج من عنق الزجاجة، سيما مع اختراع اللقاحات وبدء عمليات التلقيح في عدة دول ولو بوتيرات مختلفة.
المغرب ليس بمنأى عن السياق العالمي، حيث تعرف المملكة دخول السلالة البريطانية التي تنتشر في 9 جهات وكذلك تسجيل إصابات بالسلالة الهندية بجهة الدار البيضاء- سطات، طبعا بالإضافة إلى السلالة العادية لكورونا أو ما يعرف بالسلالة الكلاسيكية.
وبحكم ظهور هذه السلالات التي تقض مضجع المغاربة المتعطشين للعودة للحياة الطبيعية، أصبح غير معلوم أي السلالات الأكثر انتشارا بالمملكة، ما جعل “آشكاين” تجري حوارا مع البروفيسور، جعفر هيكل، الأخصائي في الأمراض المعدية والطب الوقائي بالدار البيضاء، لتسليط الضوء أكثر على الموضوع إلى جانب التطرق لنقاط أخرى تهم بالأساس متى ستنتهي كوابيس هذه المتحورات.
نص الحوار:
في بادئ الأمر، ماهي السلالة المنتشرة في المغرب حاليا بروفيسور، علما أن بعض أعضاء اللجنة العلمية لكوفيد19 أوردوا أن السلالة البريطانية أخذت وتأخذ مكان الكلاسيكية ؟
السلالة البريطانية منتشرة بكثرة في أوروبا بالأخص بريطانيا وفرنسا، وهي السلالة التي تكون تقريبا 90 في المائة من الحالات، بعدما كانت في الأول تكون فقط 3 أو 4 في المائة.
في المغرب، صحيح أن السلالة البريطانية منتشرة، لكن لا تزال السلالة الكلاسيكية متواجدة بأكثر، وبطبيعة الحال، فإنه في إطار أي ديناميكية وبائية فإن المتحور البريطاني هو الذي سيطغى مع الوقت.
وليس هذا فقط، فإنه حتى بالنسبة للسلالة الهندية (أو أي سلالات جديدة)، فإذا ما أعطيت لها الفرصة، فستنتشر هي الأخرى وقد تشكل نسبة كبيرة من إصابة الحالات الجديدة بالمغرب.
مقاطعة، السلالة المنتشرة حاليا هي الكلاسيكية؟
نعم، المراقبة الوبائية اليوم بالمغرب والمختبرات الوطنية المخول لها إجراء التحاليل بينت على أن السلالة الأكثر انتشارا هي السلالة الكلاسيكية وتتبعها السلالة البريطانية ثم السلالة الهندية، هذه الأخيرة لا تظهر أي مشاكل صحية خطيرة لدى المصابين بها، لحد الساعة.
طيب، هل اللقاحات المعمول بها في المغرب ناجعة في مواجهة هذه السلالات الموجودة بالمملكة؟
لقاحي “سينوفارم” الصيني و”أسترازينيكا” البريطاني المعمول بهما في المغرب يعطيان نتائج جد مهمة لا ضد السلالة الكلاسيكية ولا ضد السلالة البريطانية، إلا أنه بخصوص السلالة الهندية، فلا زلنا لا نتوفر على بحوث أو بعد زمني من شأنه أن يؤكد لنا هذا المعطى.
لكن علميا، فإن السلالة الهندية تنتشر أكثر من السلالة الكلاسيكية بنسبة 28 في المائة، فيما السلالة البريطانية تنتشر هي الأخرى بنسبة 70 في المائة أكثر من السلالة العادية، ما يفسر ارتفاع في عدد الإصابات.
فما هي توقعاتكم بخصوص سيناريوهات انتشار السلالة الهندية في المغرب؟
هل ستنتشر السلالة الهندية بكثرة في المغرب أو ستخلق لنا مشاكل؟ في الحقيقة تبقى أسئلة لا يمكنني الإجابة عنها في الوقت الراهن، لكن ما يمكنني القول هو أن الحالة الوبائية اليوم بالمغرب تحت سيطرة معقولة.
حسنا، أنتم كمختص في الأمراض المعدية، هل تتوقعون خلاصا قريبا للعالم من المتحورات التي تظهر لنا كل مرة في بلد ما؟
أعتقد أننا لن نتخلص من السلالات الجديدة لكورونا، لأن في تاريخ الأوبئة على الصعيد العالمي تظهر أمراض وأوبئة وسلالات معدية تتطور مع تطور العالم والمناخ وأيضا العلاقات الإنسانية التي تجعل الفيروسات تنتشر في زمان ومكان بكثرة.
ولكن السيطرة ومواجهة هذه الأوبئة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال التدابير الاحترازية وعمليات التلقيح والحجر الصحي.