لماذا وإلى أين ؟

هل يؤثر موقف المفوضية الأوروبية من سبتة على علاقات المغرب بأوروبا؟ .. خبير يجيب

أطلقت المفوضية الأوروبية تصريحات شديدة اللهجة على لسان أحد مسؤوليها ضد المملكة المغربية، على خلفية نزوح الالاف من المواطنين المغاربة صوب أوروبا عبر مدينة سبتة المحتلة، حيث قال نائب رئيس المفوضية، مارغريتيس شيناس، إن أوروبا “لن يخيفها أحد في موضوع الهجرة ولن تكون ضحية لهذه التكتيكات”، مسترسلا “لا أحد يستطيع تخويف أو ابتزاز الاتحاد الأوروبي”.

التصريحات التي أدلى بها نائب رئيس المفوضية في مقابلة أجراها مع الإذاعة الإسبانية الرسمية، اعتبرها البعض “اصطفاف المفوضية الأوروبية إلى جانب اسبانيا في مواجهة المغرب”، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول أسباب اتخاذ المفوضية لهذا القرار وعن امكانية تأثير ذلك على العلاقات الدبلوماسية المغربية الاوروبية بشكل عام.

في هذا الاطار، يرى المحلل السياسي وعضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث التشاركية؛ كريم عايش، أن “العلاقات الثنائية المغربية الاسبانية أو المغربية الاوروبية أعمق من مجرد أزمة مهاجرين أو أزمة أخرى”، معتبرا أن “المعطيات ستتغير بعد تأكيد الاعتراف الامريكي بسيادة المغرب على صحراءه، حيث صار الآن من الضروري القبول بالامر ومصالحة المغرب وعدم التصادم معه مستقبلا، خاصة بعد بروز دور المغرب المحتمل في إقرار تهدئة بالشرق الاوسط والعودة عبر أدوار أخرى”، مشددا على أن هذه الازمة “لن تزيد إلا من قوة العلاقات ومتانتها أمام شريك مغربي منضبط وذكي وقادر على الضرب على الطاولة والضغط حتى تصحيح الوضع”.

وقال عايش في تصريح لـ”آشكاين”، إن “التحاق المفوضية الاوروبية بالموقف الاسباني يأتي بسبب التظلم الاسباني من هجرة فُهمت على أنه ضغط وابتزاز مغربي”، مضيف “أمام ما تعيشه المدن الحدودية من أزمة بسبب اغلاق الحدود وانتشار الوباء صار حلم أي شخص الهجرة للبحث عن فرص أفضل، والهجرة في حد ذاتها معطى اقتصادي واجتماعي لا يشكل أبدا جريمة، كما أن هؤلاء المغاربة دخلوا مدينتهم السليبة من دولة تعتبر نفسها ديمقراطية وتحترم القانون الدولي”.

المحلل السياسي كريم عايش

“هذا القانون الدولي عطل بعد استقبال مستشفيات مدريد زعيم عصابة البوليساريو المسلحة لذي أعلن الحرب على المغرب”، يسترسل المتحدث، مستدركا “لا يمكن الاقتناع باستعمال ورقة الظروف الانسانية؛ لأن نفس هذه الظروف هي التي قادت مغاربة وأفارقة جنوب الصحراء للهجرة واقتحام الحدود، لدى يبدو أن اسبانيا دفعت بروكسيل للمسك من منتصف العصا دون الاشارة إلى مسمى الظروف الانسانية التي طبقت على ابن بطوش أو المدعو ابراهيم غالي ولم تطبق على هؤلاء المهاجرين”.

وأكد المحلل السياسي، أن “اسبانيا وجدت نفسها محشورة في الزاوية ولم تعد حجتها ضعيفة أمام ما فعلته من إساءة بالغة لحسن الجوار والعلاقات بين البلدين، فقبولها بوجود عدو للمغرب على أرضها أمر لا يمكن أن يفسر إلا بوجود مصلحة واتفاق سري يضمن بقاء هذا المجرم حرب مطمئنا ليعالج على حساب أموال دافعي ضرائب الجزائر واسبانيا، ويفسر على أنه ايضا غدر على اعتبار ان المغرب طالما نأى بنفسه عن مشاكل تلك الدول الداخلية”.

وخلص عايش، إلى أنه “مهما يكن موقف المفوضية الاوروبية المدفوعة من طرف اسبانيا، يستحسن أن يتم التواصل المباشر معها والجلوس حول طاولة النقاش والحوار، حتى يتم توضيح كل النقط بدون حضور اسبانيا، هكذا يفهم أعضاء الاتحاد الاوروبي أسباب كل هذه الصراعات والموقف الذي وضعت اسبانيا نفسها فيه ومحاولتها توريط الاتحاد الاوروبي في الانقياد لسياستها الخارجية الاستعمارية والسلطوية”، وفق المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x