لماذا وإلى أين ؟

قالوا عن الجامعي .. إعلاميون وحقوقيون ينعون عميد الصحافيين المغاربة

شكل خبر رحيل الصحافي المخضرم والمحلل السياسي؛ خالد الجامعي إلى دار البقاء اليوم الثلاثاء فاتح يونيو 2021، صدمة لدى عدد من المواطنين المغاربة في الأوساط السياسية، الحقوقية والصحافية.

فكل من طالع مواقع التواصل الإجتماعي اليوم في المغرب، سيجد أن المصاب جلل والخطب عظيم، كيف لا وقد رحل شخص أجمع اليساريون والمحافظون والإسلاميون على صدقه في مهنة الصحافة والنضال السياسي، وعاش حياته محافظا على المبادئ التي عرف يدافع عليها منذ بداياته الأولى في الصحافة ثم في السياسة بعد ذلك. وهو المناضل السابق بحزب الاستقلال، شغل منصب رئيس تحرير صحيفة (لوبنيون) الفرنكفونية التابعة للحزب، لعدة سنوات.

وكان الراحل الذي رأى النور بمدينة فاس، أيضا، كاتبا ومحللا سياسيا، عرف في صفوف مجايليه بأسلوبه المتميز في الكتابة وبمواقفه السياسية. وصدرت لخالد الجامعي الذي عمل قيد حياته لفائدة العديد من وسائل الإعلام، العديد من المؤلفات.

فَضْلُهُ على إبن عم الملك

اعتبر الأمير هشام العلوي؛ ابن عم الملك محمد السادس، المرحوم خالد الجامعي “مثالا في المثابرة والصمود في ظروف استثنائية”، واصفا إياه بأنه “هرم من أهرام الصحافة المغربية، ومارس هذه المهنة بكل إخلاص وشجاعة وزهد وجرأة، محافظا على مبادئه ومواقفه المشرفة والصادقة رغم الصعاب”.

“تعرفت عليه سنة 1975 عندما كنت أبلغ 11 سنة من العمر. ومنذ ذلك الوقت اختبرت نبل الرجل ونزاهته ووقوفه الى جانب أصدقائه مهما كانت الظروف”، يسترسل ابن عم الملك محمد السادس في تدوينة له، مستدركا “استفدت الكثير من رؤيته الصادقة للوطن. يرحل خالد إلى رحمة الله ويترك لنا جميعا ولتاريخ بلدنا إرثا نضاليا يرسم الطريق للأجيال المقبلة. رحمك الله أيها الصديق العزيز”.

سيخلده التاريخ ..

ويرى رئيس المجلس الوطني للصحافة؛ يونس مجاهد، أنه من الأكيد أن تاريخ وذاكرة الصحافة بالمغرب ستحتفظ له بصفحات ناصعة في مساره، مشيرا إلى أنه “كان من الصحافيين المتميزين في المغرب نظرا لعمله وكفاءته، ولا أحد يمكن أن ينكر الأثر الذي خلفه مساره الصحفي ومواقفه التي كان يعبر عنها باستمرار”.

“كان يعتبر نفسه رجل ذو رأي إلى آخر أيام حياته”، يؤكد مجاهد في حديثه لـ”آشكاين”، مسترسلا “هناك من يتفق مع مواقفه وهناك من يختلف معه، لكنه في جميع الأحوال كان يعبر عن آرائه ومواقفه بالنسبة للشأن العام، حيث يعتبر ذلك مسؤولية صحافي ومثقف”، مبرزا أن “الجامعي بقي ملتزما إلى آخر أيام حياته، وقد افتقدنا صحفيا ومناضلا ملتزما”.

أستاذ أجيال ..

وصف رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية؛ عبد الله البقالي، الأستاذ خالد الجامعي بأنه “أستاذ أجيال، تتلمذ على يده أجيال من الصحافيين”، مضيفا “أنا من الذين تتلمذوا على يد هذا الرجل، حينما كان رئيس تحرير جريدة لوبنيون وكنت صحافيا بجريدة العلم”، معتبرا أنه “صديق عزيز، ومناضل شهم في مساره السياسي حين واجه وزير الداخلية الأسبق؛ إدريس البصري، في أوجه”.

“هو مدافع صنديد عن حرية الرأي والصحافة والتعبير”، يقول البقالي في تصريحه لـ”آشكاين”، مشددا على أن المرحوم “وقف مناصرا لجميع ضحايا المضايقات والمحاكمات التي تعرض لها الصحافيين”، مسترسلا “حينما رحل الجامعي سقط غصن آخر من شجرة كبار الصحافيين في المغرب، الذين يصعب التصديق والإيمان بتعويضهم في الزمن المنظور”.

يسمي الاشياء بمسمياتها ..

من جهة أخرى، يقول رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؛ عزيز غالي، إن “الكلمات والجمل لا تسعف للحديث عن خالد الجامعي الإنسان، الصحافي والسياسي”، مضيفا أن “كل من عايش الجامعي سيلمس فيه بعده الإنساني والحنان الأبوي على جميع أجيال الصحافة، وكان يتعامل مع الصحافيين خاصة فئة الشباب منهم برقي وتقدير كبير، خاصة أنه كان مهموما بمستقبل الصحافة في المغرب”.

أما على المستوى السياسي، فقد صنفه غالي الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، من بين القلة القليلة من الكتاب الذين يتميزون بالجرأة، “حيث كان الجامعي يسمي الأشياء بمسمياتها ولا يختبئ خلف “البوليميك”، مبرزا أن “رحيل الجامعي خسارة لشخص يتحدث في وسائل الإعلام بشكل مباشر إلى المسؤولين في المغرب بالإسم والصفة”.

إنسان صريح وفي لمبادئه

مؤسِّسة “مركز هيباتيا الإسكندرية للتفكير والدراسات، هند عروب، قالت إن “مكتب خالد الجامعي لم يكن مجرد مكتب رئيس تحرير حيث يباشر عمله الصحفي بجريدة لوبينيون، بل كان أشبه بديوان المظالم وطلب المساعدات، وكان صدره رحبا ومستمعا لكل من قصده وإنسانيته لم تبخل بالعون كلما تـأتى له ذلك”.

وأضافت عروب في تصريح لـ”آشكاين”على مدار 23 سنة، عرفته إنسانا صريحا، حريصا على أصالته، ووفيا لمبادئه، متمسكا بمواقفه. فمن ينسى مواجهته مع وزير الداخلية إدريس البصري؟ مواجهة جعلت من خالد الجامعي الرجل الذي لا يهدد ولا يباع ولا يشترى”، مستدركة “هكذا عاش خالد الجامعي وهكذا مات صحفيا مناضلا”.

وقد تم تشييع جثمان الصحافي المخضرم والمحلل السياسي؛ خالد الجامعي، عصر اليوم الثلاثاء فاتح شهر يونيو الجاري، بمقبرة الغفران بمدينة الدار البيضاء، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والاعلامية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x