لماذا وإلى أين ؟

الحُسَيْني يعدد خلفيات التقارب الجزائري القطري وتأثيره على المغرب

بدا التقارب القطري الجزائري جليا من خلال أول مقابلة حوارية للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون مع قناة الجزيرة الفضائية،  علاوة على قرار الرئيس الجزائري الاعتماد الرسمي لمكتب القناة المذكورة في الجزائر.

وأثار التقارب بين الجانبان في هذا التوقيت، تساؤلات كثيرة حول خلفياته، وهل سيكون على حساب علاقات قطر مع المغرب، وما علاقته بعدم اتخاذ قطر خطوة مماثلة للإمارات بفتح قنصلية لها بالصحراء المغربية؟.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية، تاج الدين الحُسَيْني، أن “قطر تحاول دوما أن تأخذ العصا من الوسط في العلاقات مع كل البلدان العربية، وصحيح أنها كانت في وقت ما متطرفة وتأخذ بعين الاعتبار الحسابات التركية والإيرانية وغيرها’.

ويرى الحسيني في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “بعد عودة نوع من التفاهم بين الأطراف الخليجية أصبحت قطر تحاول أن تأخذ طريق الحياد الإيجابي في ملف الصحراء المغربية، دون أن تتدخل بشكل قوي في العلاقات بين الجزائر والمغرب، وإن كانت النكهة التي بنيت عليها الجزيرة منذ الماضي لازالت قائمة”.

واستبعد محدثنا، أن “يكون هذا التقارب القطري الجزائري اليوم، أن يكون على حساب المغرب ومصالحه في المنطقة، مبررا ذلك كون العلاقات القطرية المغربية تبقى جيدة باعتراف الجميع، ولها روابط أكيدة، وهي لن تنسى أبدا أنه في الوقت الذي استبعدت فيه من المجموعة الخليجية ظل المغرب يربط معها علاقات وثيقة، وزارها العاهل المغربي، وربطت معها عدة شراكات في المجال الاقتصادي ومجالات أخرى”.

واعتبر الخبير في العلاقات الدولي نفسه، أن “ما وقع من اعتراف بإسرائيل وإقامة التطبيع هو الذي أوصل الأمور لهذا الوضع، رغم ان قطر قد تكون في طريق الوصول إلى هذه الوضعية، رغم انتقادها لهذه الأمور، إلا أن لها علاقات مفتوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تعتبر حليقا مركزيا لها في هذه المنطقة”.

وذهب محدث “آشكاين” بقوله، إنه “يستبعد أن تبقى العلاقات القطرية مع الجزائر مستمرة، لأن الخط التحريري لقناة الجزيرة لا يتوافق مع الواقع الذي تعيشه الجزائر من هيمنة للمؤسسة العسكرية ومن تعنيف للصحافة، وربما قد تكون هذه مسألة عابرة قد تليها توترات تتبعا قطيعة فيما بعد”.

وعن سؤال “آشكاين”، إن كان هذا التقارب هو المانع من أن تقوم قطر بخطوة متقدمة في الصحراء مثل نظيرتها الإمارات، بيّن الحُسَيْني أن “مسألة الصحراء هي مطروحة بالنسبة لكل البلدان التي لها علاقات مع المغرب بما فيها الأقربون”.

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية نفسه، أن “المغرب كان يعتقد بأنه مباشرة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ستسارع كل من فرنسا وإسبانيا إلى تكثيف هذا الاعتراف وجر باقي بلدان الاتحاد الأوربي، لكن هنا تأتي إشكالية المصالح الاقتصادية لكل طرف”.

وتابع المتحدث ذاته، انه “الكثيرين يعتقدون أن المغرب ربما قد سارع إلى تأكيد الاعتراف الأمريكي لحماية مصالحه العليا، ولكنها في نفس الوقت، يرى أنه من الأجدر بها أن تكون في هذه الوضعية لان النتائج المتوخاة مما حدث هو ما يجري اليوم، مثلا مناورات الأسد الإفريقي التي توسعت إمكانياتها وطريقة تنفيذها في الدورات السابقة للدورة 17 “للأسد الإفريقي”.

وذكر الحسيني بالتنافس الكبير لدول العالم لتحظى بنصيبها من الجبل البركاني “التروبيك” الغني بالمعادن والواقع في الحدود المغربية، بما فيها أمريكا التي تدرس جديا إقامة مصنع للسيارات الكهربائية في المغرب، تصنعها من المعادن التي يتم استخرجها من هذا الجبل.

وأكد تاج الدين الحسيني، على أن “قطر رغم أنها مصدر أساسي للغاز وتتوفر على قناة الجزيرة التي هي نموذج ثاني لسياسية المكانة التي تمارسها، وقد يكتفي المغرب بتحييد قطر، من خلال لعبها دور الحياد في هذه المنطقة في قضايا بالغة الحساسية، وهذا سيكون كافيا، مع استمرار نوع من العلاقات الاقتصادية المفضلة بين الجانبين في مجال الاستثمار”.

وخلص الخبير في العلاقات الدولية، تاج الدين الحسيني، إلى أن “والد الأمير القطري الحالي موجود بشكل مستمر هو وعائلته في المغرب، وله قصر مهم في مراكش وآخر في الأطلس وغيره، بالتالي فحتى هذه العلاقات العائلية تلعب دورا أساسيا في ترسيخ نوع من التعاون بدل التعارض”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Karam
المعلق(ة)
9 يونيو 2021 13:56

تبون والجزيرة إلى مزبلة التاريخ. المغرب يأرقكم بحكمته ونجاحاته رغم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية… عاش المغرب

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x