لماذا وإلى أين ؟

منيب: لم نقاطع لجنة بنموسى ولهذا السبب لن نوقع ميثاقها

اجتمعت الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، أمس الثلاثاء 8 يونيو الجاري، مع رئيس لجنة النموذج التنموي الجديد، شكيب بنموسى، والذي اختتم بالتوقيع على “ميثاق وطني للتنمية”.

ولوحظ غياب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد ومنسقة فدرالية اليسار، نبيلة منيب، عن هذا اللقاء، الذي جمع بنموسى بالأمناء العامين لكل من أحزاب الاستقلال، التجمع الوطني للأحرار، الاتحاد الدستوري، التقدم والاشتراكية، الأصالة والمعاصرة، الحركة الشعبية، العدالة والتنمية، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”.

وكشفت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، ومنسقة فيدرالية اليسار، في تصريح لـ”آشكاين”، أسباب وخلفيات مقاطعتها لهذا اللقاء، مؤكدة على أنه “لا يمكن لحزبها أن يجتمع مع من كان سببا في ما آلت إليه الأوضاع الحالية بالمغرب، ومن هم جزء من الأزمة المركبة”.

آلية “مختلة”..و”لن نوقع مع من هم جزء من الأزمة”

وأوضحت منيب، في حديثها لـ”آشكاين”، أن حزبها التقى باللجنة الخاصة للنموذج التنموي، يوم الإثنين 7 يونيو الجاري، بمقر فيدرالية اليسار بالرباط، واستمعنا لتقريرهم المفصل كما استمعوا لقراءتها لهذا التقرير والظرفية التي جاء فيها”.

وأشارت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إلى  أن “من بين الخلاصات الأساسية، هي أن هذه اللجنة وضعت، حسب تقديرها، لتطبيق هذا النموذج آليتين على الأقل، الأولى هي ميثاق وطني يوقع عليها الفاعلون السياسيون والأحزاب الممثلة في البرلمان بالخصوص وآخرون، ليكون بمثابة التزام معنوي لتطبيق هذا النموذج التنموي”.

وأكدت منيب على أن “هذه الآلية مختلة ولن تعطي أية نتيجة ولا يمكن لنا بأي شكل من الأشكال أن نوقع ميثاقا مع من هم جزء من الأزمة المركبة التي وصلت إليها بلادنا وإلى فشل النموذج التنموي حسب تعبير أعلى سلطة في البلاد، والتي كانت وراء تشكيل هذه اللجنة والتي أعطتنا هذه الفوارق الصارخة، وأصبحت تهدد حتى السلم المجتمعي”.

“لم نقاطع اللجنة”..والنموذج “يكرس الملكية المطلقة”

“نحن لم نقاطع اللجنة”، تضيف منيب “ولكنننا أخبرناها بأننا غير معنيون بأي ميثاق وطني أو غيره لتجميع ما لا يمكن تجميعه وبالخصوص في هذه اللحظة، وليس فقط لأن هناك انتخابات، ولكن لأنه لا يجمعنا شيء في الأصل، مع من كان مسؤولا بشكل أو بآخر مع ما وصلنا إليه اليوم”.

أما الآلية الثانية، تستدرك منسقة فدرالية اليسار، هي “آلية للتتبع ارتأت اللجنة أن تضعها بيد ملك البلاد، ونحن قلنا أن في هذا النموذج، خاصة أنه حسب ما جاءت به اللجنة نفسها، يجب أن يستمر  إلى 2035، بمعنى 15 سنة تقريبا، وهذا النموذج بيد الملك”.

موردة أن “هذا  يعد تكريسا للملكية المطلقة، ويبعدنا أكثر فأكثر من المطلب الأساسي والجوهري الذي تؤكد عليه دول العالم كلها، وهو العودة إلى مركز الديموقراطية والسيادة الوطنية والقرار الوطني، فهي تبعدنا من مطلب الدمقرطة وتغيير نظامنا باتجاه الملكية البرلمانية، بالتالي فهذه الآليات نحن غير معنيون بها’.

مداخيل “تنقص” النموذج التنموي

ولفتت محدث آشكاين” الانتباه إلى أنهم “ناقشوا مع اللجنة المشروع، في شقه المتعلق بالمداخيل الأساسية التي بدونها لا يمكن أن يتم أي شيء، لأننا مررنا بمراحل ربما سينقلنا فيها نموذج معين إلى مرحلة أخرى، مثل مرحلة سي عبد الرحمان اليوسفي والتناوب التوافقي، وعندما تم الإعلان عن الإصلاح بمدخليه الاجتماعي والاقتصادي”.

واستطردت منيب، أنه “رغم الانفتاح الذي عرفته تلك المرحلة وكانت لديها أهداف أخرى، فمن هيأة الإنصاف والمصالحة التي لم تطبق تقاريرها وتوصياته، ولا قانون الأسرة الذي لم يوصلنا إلى قانون أسري ديمقراطي، من التفاف على الصحافة، فكل ذلك الانفتاح كان بهدف تلميع صورة المغرب والدخول في السياسة التي وضعها المغرب آنذاك وهي سياسة جلب الاستثمارات الخارجية المباشرة”.

وشددت منيب على ضرورة المدخل الديمقراطي في هذا النموذج، لأن أي نموذج براد لها النجاح وأن يضع المغرب على سكة العجلة الاجتماعية واحتواء هذا الغضب الشعبي العارم الذي يؤشر بانفجار الأوضاع، وبأن هذا التماسك الذي نحاول الحفاظ عليه أن ينفجر”

“كما يتطلب كل نموذج تنموي” حسب منيب دائما: “إسقاط رؤوس الفساد وإلا سيستمر الوضع على حاله، مادامت القاعدة هي الإفلات من العقاب، وما دمنا لم نشرع في إصلاح منظومة العدالة واستقلال القضاء، وأننا نعترف أن هناك نقص في الكفاءات وفي الأخلاق، ولا نضع شروط وضع مدرسة عمومية جيدة تصالح المغاربة مع قيم العمل والمبادئ الإنسانية الكبيرة، فلن نحقق أي شيء”.

وتابعت نبيلة منيب، أن “ظروف الجائحة كانت مساعدة للجنة، ووضعت جميع القضايا الشائكة تحت المجهر ما كان يفترض أن يسهل عمل اللجنة، والكل أصبح يتكلم عن رجوع دور الدولة في القضايا الاجتماعية الأساسية والحيوية، وكل هذا كان يفترض أن يشجع اللجنة أكثر لتعطي حلولا لنجد في المستقبل صحة وتعليما للجميع ونؤهل بلدنا لدخول عصره ونؤهل سياسيينا وحقلنا السياسي بما يلزم”.

وخلصت منيب، في حديثها لـ”آشكاين”، إلى أن “اللجنة قدمت عملا جيدا وهو لا ننكره، ولكن مادام الفساد والاستبداد هو المنطلق الجديد القديم، فلا يمكنا أن نأمل شيئا وهذا ما عبرنا عنه، وعبرنا عن استيائنا إذا لم تتخذ تدابير في هذا الاتجاه الذي ذكرناه”.

وتأسفت المتحدثة ذاتها، عن كون “تقرير النموذج التنموي خيب انتظارات حزبها منه، مقترِحَة أن يتم اعتماد أنظمة ناجحة عبر دول العالم في ميادين مختلفة، مستدلة بالنظام التعليمي الكوبي الذي قضى على الأمية في ثمانية أشهر مطالبة بالاحتذاء به”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

7 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
9 يونيو 2021 22:52

لماذا نآخد على كل من خالف الإجماع و ننعته بالعدمية ؟!
مع اني اشك ان أحدا اطلع على مبررات هذا الحزب المذكورة في المقال في رفض مجالسة بقية الاحزاب!!
هناك نوع من الحكم المسبق على كل دي راي مخالف!!
و هو على فكرة من مقومات الديمقراطية!!
الم يكن الصحفي المرحوم الجامعي من اولائك الذين كانوا يصدحون بمعارضتهم لكثير من القرارات الرسمية، و هو ما لم ينفي عنه صفة الوطني بوصف ملك البلاد!!
اتظنون ان الاصطفاف يغني الوطن!!

طالبي المدغري
المعلق(ة)
9 يونيو 2021 21:51

قديما حبنما يرى شخص أنه بدون وزن عند الناس فلا يحسبون له أي حساب ، ولا يعيرون له أي اهتمام ، بل هناك من لا يعرفه أصلا ، يبدأ في الصياح : “وا عباد الله ! حسبوني و اللا نحسب راسي” ههههههههه!!!

غيور على الوطن
المعلق(ة)
9 يونيو 2021 20:29

على الاقل موقف مشرف يحسب لك و لحزبك .. لكن السؤال لماذا تستمرين في تبييض وجه المخزن و المشاركة في مسرحية انتخابات محسومة مسبقا حتى لو فاز حزبك في الانتخابات و تم تعيينك رئيسة الحكومة هل تستطيعين احداث تغيير وتطبيق ما جاء في النموذج التنموي، وانت تعلمين ان نظام الحكم في المغرب ملكية تنفيذية تسود و تحكم و بقوة الدستور … انك تسقطين في تناقضات سيدتي

Mounib
المعلق(ة)
9 يونيو 2021 19:00

اريد ان اصوت لهذه السيدة، هل من الممكن علما انني اعيش في فرنسا

احمد
المعلق(ة)
9 يونيو 2021 18:49

سؤال بسيط : خذةني على قد عقلي … الأحزاب تشارك في الانتخبات باش تطلع للحكومة وتنفذ برنماجها أو جزء منه … ومادام أي حزب ما قادر يحكم لوحده .. دابا هاد الدكتورة منيب لنفرض أن حزبها أو فيدرالية اليسار جابت واحد الخمسين مقعد ما غاديش تفاوض باش تفكر تطلع الحكومة مع بعض من هذه الأحزاب ؟؟؟؟

Karam
المعلق(ة)
9 يونيو 2021 18:41

كالعادة، شعبية زائدة…
مممم: خالف تعرف!!
كلام وأسلوب واديلوجيا اكل عنها الدهر و….
لا حياة لمن تنادي. بعد كل هده السنين والتجربة… لم تتعلم هته السيدة ورفاقها كيف يتعاملون مع المغاربة.
حفريات لم تندتر بعد.
إلى مزبلة التاريخ

متتبع
المعلق(ة)
9 يونيو 2021 18:12

معارضتكم خاوية لو عرضوا عليك المنصب لاجتمعت مع الشيطان باركة من الكذب والنفاق والفهامة في كل شيء بالامس عارضت التلقيح ودائما تعارضين لاجل المعارضة فقط وهل هذا السلوك يخدم مصلحة البلاد ام تبحثين على موطئ قدم في الطاولة المستديرة احنينتي

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

7
0
أضف تعليقكx
()
x