2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

ماذا نعني باللقاحات المختلطة؟ وما دورها في خلق مناعة أكبر ضد فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″؟ وما دور المناعة الطبيعية في الوقاية من كورونا؟ وما طفرة “إي 484 كي” (E484K) من فيروس كورونا التي تخيف العلماء؟ وما أبرز آثار كوفيد-19 على المراهقين؟ الإجابات في هذا التقرير الشامل.
نبدأ من ألمانيا، حيث أشارت دراسة إلى أن المزج بين لقاحي “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech) و”أسترازينيكا-أكسفورد” (AstraZeneca-Oxford) قد يؤدي إلى تقوية المناعة أكثر من الاعتماد على أخذ لقاح واحد فحسب.
واكتشف باحثون في جامعة سارلاند (Saarland University) غربي ألمانيا، أن الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا والجرعة الثانية من لقاح فايزر-بيونتك، كانت مناعتهم أقوى من الذين حصلوا على الجرعتين من لقاح واحد بعينه، وفقا لتقرير نشرته دويتشه فيله.
وتعد النتائج التي خلصت إليها جامعة سارلاند أولية، إذ لم يتم تقييمها علميا بشكل كامل، وهو الأمر الذي أشارت إليه الجامعة في بيان صحافي بشأن الدراسة.
وقبل الإعلان عن النتائج بشكل رسمي، يعتزم الباحثون في جامعة سارلاند النظر في عوامل تتمثل في السن والجنس، وأيضا على سبيل المثال دراسة ما اللقاحات المختلطة التي قد تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة. وعبّر الفريق الذي قام بالدراسة عن تفاجئه إزاء نتائجها رغم أن التقييم الكامل لما خلصت إليه لم ينته بعد.
وقالت مارتينا سيستر أستاذة زرع الأعضاء والمناعة المعدية في جامعة سارلاند، إن هذا يعد السبب وراء “رغبتنا في مشاركة النتائج التي توصلنا إليها الآن وليس الانتظار حتى انتهاء عملية التقييم العلمية”.
تزايد الأجسام المضادة
وشارك 250 شخصا في التجارب التي أجريت في المستشفى الجامعي في سارلاند خلال الشهور القليلة الماضية، إذ تلقى البعض منهم الجرعتين من لقاح أسترازينيكا، وتلقى آخرون الجرعتين من لقاح فايزر-بيونتك، في حين تلقت المجموعة الثالثة جرعة من أسترازينيكا ثم كانت الجرعة الثانية من فايزر-بيونتك. وأجرى الباحثون مقارنة بشأن قوة الاستجابة المناعية للمشاركين في التجربة بعد تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاحات بأسبوعين.
وأوضحت سيستر “لم ننظر فقط في أعداد الأجسام المضادة ضد فيروس كورونا التي تطورت داخل أجسام المشاركين، وإنما أيضا في فعالية ما يطلق عليه الأجسام المضادة المعادلة”. وأضافت “هذا الأمر يخبرنا بمدى قدرة هذه الأجسام المضادة في منع الفيروس من الدخول إلى خلايانا”.
وفيما يتعلق بتطوير الأجسام المضادة، فقد ثبت أن التطعيم بجرعتين من لقاح فايزر والتطعيم باللقاح المختلط بين أسترازينيكا وفايزر أكثر فعالية بشكل ملحوظ من التطعيم بجرعتين من لقاح أسترازينيكا وحده. وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين حصلوا على لقاح مختلط أنتجوا أجساما مضادة أكثر بعشرات الأضعاف عن الأشخاص الذين حصلوا على الجرعتين من لقاح أسترازينيكا.
وقالت سيستر إنه بالنظر إلى الأجسام المضادة المعادلة، فإن نتائج إعطاء مزيج من لقاحين متطابقين “كان أفضل قليلا” حتى من إعطاء جرعتين من لقاح بيونتك. يشار إلى أن السلطات الصحية توصي بأخذ الجرعة الثانية من لقاح الجرعة الأولى نفسه.
التطعيم المختلط لم يوص به بعد
ورغم أن النتائج الأولية واعدة، فإن منظمة الصحة العالمية لا تزال توصي بعدم الخلط بين اللقاحات المضادة لفيروس كورونا. وقالت المتحدثة باسم الصحة العالمية مارغريت هاريس إنه لا توجد حتى الآن بيانات كافية لتقييم وحسم ما إذا كان هذا النهج الخاص باللقاحات المختلطة آمنا للصحة.
ما دور المناعة الطبيعية في الوقاية من كورونا؟
أظهرت دراسات أن المناعة الطبيعية منتشرة بشكل كبير، وتستمر لوقت طويل. وإذا كنت قد أصبت سابقا بفيروس كورونا، فإن جرعة واحدة من اللقاح تكفيك.
وقال البروفيسور مارتي ماكاري، في تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) الأميركية، إن الأخبار بشأن الوباء في الولايات المتحدة تبدو أفضل من أي وقت مضى، إذ إن حوالي 80% إلى 85% من البالغين الأميركيين يتمتعون بالحصانة ضد الفيروس، حيث إن 64% منهم تلقوا على الأقل جرعة واحدة من اللقاح، وأولئك الذين لم يتم تلقيحهم بعد، نصفهم تقريبا يتمتعون بمناعة طبيعية بسبب إصابتهم سابقا بالعدوى.
وأضاف الكاتب أن هناك أدلة علمية قوية وكثيرة على فعالية واستمرارية المناعة الطبيعية، ولذلك فإن مسؤولي الصحة في دول العالم يجب أن يهتموا بهذا الموضوع. وخضع حوالي 10% فقط من الأميركيين لاختبار فيروس كورونا وجاءت نتيجته إيجابية، ولكن 4 أو 6 أضعاف هؤلاء ربما يكونون قد أصيبوا به.
وبينت دراسة علمية نشرت في فبراير/شباط الماضي في مجلة نيتشر (Nature) واعتمدت على فحص الأجسام المضادة لدى السكان في أواخر الصيف الماضي، أن العدد الحقيقي للمصابين كان 7 أضعاف عدد من خضعوا بشكل رسمي لاختبار جاءت نتيجتها إيجابية.
وأجريت دراسة مماثلة في قسم الصحة العامة في نيونيورك، شملت الشهر الأول فقط من تفشي الوباء، وبينت أن 23% من سكان المدينة يحملون الأجسام المضادة، وهي نسبة بالتأكيد تزايدت بمرور الوقت.
استرازينيكا اصبحت ممنوعة في اوروبا