لماذا وإلى أين ؟

ما حقيقة نقاط الباكالوريا؟

عجت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالمغرب بالتدوينات والأخبار التي يكون موضوعها الوحيد هو نتائج امتحانات الباكالوريا الصادرة قبل أيام قليلة. وطبعا مرحلة الباكالوريا تعتبر محطة هامة في المسار الدراسي للمتعلم وفي حياته بشكل عام، إلا أن الملاحظ أنه يتم اختزال النجاح في هذه المحطة بالحصول على معدلات لا تقل على 20/19.

لقد أصبح النجاح في الباكالوريا في عهد “السوسل ميديا” و”التعليم الخصوصي” هو الحصول على نقاط كان من المستحيل الحصول عليها في عهد سابق حيث كانت للمدرسة العمومية وللاستاذ هيبة ووقار في المجتمع، قبل أن يصبح مربي الأجيال في عهد حكومة “الاسلاميين” عرضة للضرب والسحل والركل من قبل أعوان السلطة.

20/20

هل يمكن الحصول على معدل 20/20 في البالكالوريا خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي؟ طبعا لا لأسباب يكثر تفصيلها، فكيف إذن يحصل تلاميذ اليوم على نقطة 20/20 أو أقلها بقليل؟ هل هؤلاء التلاميذ أكثر ذكاء من تلاميذ أوخر القرن الماضي في الوقت الذي يستنكر فيه الجميع تردي محتوى المقررات الدراسية حاليا؟ أم أن هناك أسباب أخرى من قبيل “النفخ في النقاط”؟

قد يستسيغ البعض حصول تليمذ أو تلميذة على نقطة 20/20 في المواد العلمية التي تعتمد على العمليات الرياضية، لكن هل من المنطق أن يحصل التلاميذ على 20/20 أو أقلها بقليل في المعدل العام؟ خاصة أن المقرر الدراسي يحتوي على المواد العلمية والادبية؟ فهذه الأخيرة تعتمد على مستويات عدة؛ من قبيل الإملاء والنحو والتحليل والتسلسل في الأفكار ثم الاجابة على السؤال المطروح!؟ أمر عصي على الفهم طبعا.

النفخ

في السنوات الماضية استنكر عدد من الحقوقيين والتربويين وبعض من جمعيات حماية المستهلك ما سموه “النفخ” في نقاط المراقبة المستمرة من طرف بعض مؤسسات القطاع الخاص”، منددين في بلاغات وتصريحات كثيرة بـ”تواطؤ” بعض المسؤولين في الاكاديميات الجهوية مع هذه المؤسسات بهدف الرفع من نسبة النجاح في البكالوريا والبحث عن سمعة غير مستحقة.

وفي هذا الإطار، نشرت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في عهد الوزير محمد حصاد، أسماء المؤسسات التعليمية الخصوصية التي قامت بزيادة نقاط غير مستحقة للتلاميذ، وعددها 32 مؤسسة تعليمية خصوصية في جل جهات المملكة، أغلبها بجهة الدار البيضاء – سطات. ومنذ ذلك الحين تم “التطبيع” مع هذه الظاهرة، إلى أصبحنا نسمع معدلات من قبيل 20/20 و20/19 في الباكالوريا.

فقدان البوصلة

الأستاذ والناشط النقابي؛ عمر أوزكان، يعتبر أن الفرق الشاسع وغير المبرر في “نفخ” نقاط المراقبة المستمرة مقارنة مع ما يحصده التلميذ في الامتحان الجهوي أو الوطني الاشهادي، يزكي أمرين اثنين، أولهما غياب الإرادة وفقدان بوصلة الأولويات التي ينبغي أن تكون من أجل مصلحة التلميذ أولا.

ويزكي النفخ في النقاط، بحسب حديث أوزكان لـ”آشكاين”، غياب خطة عمل محكمة تغطي عمليات المراقبة المستمرة في كل مراحلها، بدء من التأطير مرورا بتتبع التنفيذ وصولا إلى التقويم واستثمار النتائج كما تنص على ذلك مقتضيات المذكرة 175، متسائلا “لماذا يتم التراخي في مراقبة نقط المراقبة المستمرة والتحقق من مصداقيتها رغم أنها متوفرة على منظومة مسار؟”.

تعويم النقاط

من جهة أخرى، شبه الاستاذ الباحث ورئيس جمعية آفاق لحماية المستهلك بأكادير؛ يوسف البودربيلي، النفخ في النقاط بتعويم العملة أو سعر الصّرف العائم، الذي يعتمد على مبدأ العرض والطلب في تداول العملة ذاتها مقارنة بالعملات الأخرى، معتبرا أن المنظومة التعليمية خاضعة كذلك لقانوني العرض والطلب، وزيادة العرض يقابله انخفاض الطلب.

وشدد البودربيلي في حوار مع “آشكاين”، أن النفخ في النقط يؤدي إلى الزيادة في العرض المتعلق بالحاصلين على الشواهد وينقص من قيمة النقطة، مسترسلا نجد أن معدل 16/20 في الباكلوريا مثلا لا يمكن التلميذ حتى من ولوج مدرسة عليا للتكنلوجيا، في حين أنه كان يكفي معدل 11/20 لدخولها في متم سنوات التسعينات.

“أصبحنا نسمع بمعدلات أقرب من الخيال”، يضيف رئيس جمعية آفاق لحماية المستهلك بأكادير، مستدركا “كأن يحصل تلميذ على معدل 20/20 في إمتحان جهوي لم يكن متاحا فيه حتى تعدي معدل 15/20 لأسباب موضوعية ومتعلقة بالمواد الممتحن فيها. كما أنه كان من سبع المستحيلات في الإمتحان الوطني، تجاوز نقطة 12/20 في مادة الفلسفة في سنوات التسعينات حتى أصبحنا مؤخرا نسمع عن 17 و18/20 في نفس المادة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

18 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
عبد الله سي
المعلق(ة)
27 يونيو 2024 11:02

الموضوع مهم جدا، لكن طريقة تناوله يبدو ضعيفا من ناحية الأدلة والحجج، حيث أن مثل هذا الموضوع يحتاج الحديث فيه إلى التطرق إلى أبواب كثيرة.
رغم اني أوافق صاحب النص الرأي بالكامل.

كما نشكره كذلك.

Yassmine
المعلق(ة)
19 فبراير 2024 16:47

السلام عليكم انا تلميدة ادرس في تانية باكالوريا حصلت في لجهوي على 8.80 لا اعرف ماذا سأفعل كي انجح كيف سأعوض هدا المعدل السيئ هل من احد يفيدني ارجوكم 😭 فأنا خائفة

Halima
المعلق(ة)
27 يونيو 2021 14:16

أرى أن أغلبية الاساتذة يشتكون خلال الموسم الدراسي من تدني مستوى المتعلمين وبعد ذلك يصرح الاستاذ بالجملة المشهورة ” هي نسلكو معاهم .والدفع يعني نفخ ” وكتلقى أساتذة تيزيدو عدة نقاط فكل فرض فقط كي لا تشتكي منه الادارة ……. ونهار الامتحان يفتضح المستور هذا ان كانت الحراسة مشددة …. في جيلنا ما عهدنا هذه النقط الفروض تكون دائما فوق مستوى المتعلم عكس ما نراه حاليا مواضيع امتحانات تعتمد فقط على الحفظ اتحدث عن المواد العلمية

بدون اسم
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 22:39

بل يجب على الاشخاص المتفوقين الحاصلين على نقاط عالية تكرار الامتحان بمراقبة حاسمة تضم 4 اساتذة فما فوق في كل قسم لاثبات جدارة واستحقاق النقطة وكذلك بالنسبه لطريقة مراقبة الاستاذة للتلاميذ ايضا ، مع ازالة جميع ادوات التواصل، في هذه اللحضة لو اصبحت نسبة النجاح عالية و بتفوق فهذا يثبت تطور العلم ( مع ان النقطة ليست هي الأساس بل ما يحمله العقل من معلومات) كلامي لم ياتي من الفراغ بل من تجربة عشتها على ارض الواقع واحاول كشف عن حقيقتها، الاستاذة بنفسه في الماضي حصل على معدل 16/20 كعلامة ناجح بامتياز اذا من المستحيل ان يصبح التلميذ استاذ فما بالك بالحصول على امتياز ب 20/20 هذا يثبت لكم انه اصبح قوقل وطبعا باستثناء البعض فلي سبب ما في يومنا هذا اصبحت الارقام مهمة اكثر من ما يحمله الشخص من ثروات وتجارب الى ان يجد هذا الشخص الاخير نفسه متساوي مع شخص جاهل واتاسف عن قول هذا اللفظ لان مايوجد في الواقع وبالنسبه للشخص الجاهل يجد نفسه في عالم البطالة الا طبعا الاشخاص (باك صاحبي)، واتاسف عن قول هذا ايضا، اتمنى ان يحل هذا المشكل لانه اصبح كالفيروس ينقد البعض ويسبب اضرار للبعض ويهلك البعض اقصد ( الاشخاص الذي يهلكم الخوف ويتصرفوا بشكل كانهم يغشون) لهذا يجب علينا التطور قليلا ودراسة حولة السلوكيات لتفريق بين الاثنين وشكرا جزيل على القراءة واود القَول انني احترم جميع الاراء واتقبلها كما احب ان تتقبلوا رايي واعتذر عن الأخطاء الإملائية المرتكبة.

Hamza
المعلق(ة)
الرد على  محمد شاكر
26 يونيو 2021 22:18

لي فهمت في هاد المقال هو انكم باغين طيحو تلميذ و لي فهمت عوتاني هو ان 19 و لا 20 هههه كانت حلم ديالكم و تم ضغط على المدرسة الخصوصية باش تقمع النقاط و لاكين هيهات ديرو مبغيتوا كنقراو و مكنقراوش بالمدارس و مكنتبعوش الاطار وزارة التربية و تعليم و مكنتبعوش الاستاذ و كنغيبو و لا كين كنمشيو عند اساتذة يستحقون لقب اساتذة و كنقراو بليل و 10 كنكسيو و يوتوب و كنمشيو للفروض و كنضربوا النقاط الاولى الحمد الله بفضل اساتذة الدعم و تقوية و يوتوب كنجحو اما المدرسة را غي غاية و صافي مزيدا مناقصة و نظام التعليمي فاشل

امينة
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 17:10

اتفق مع الغاء المراقبة المستمرة و ان يصبح الامتحان الجهوي وطنيا ايضا لان هناك جهات تكون فيها الامتحانات سهلة وجهات اخرى اختباراتها صعبة فمن اجل تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين وبما ان نقطة الامتحان الجهوي تحتسب في معدل الباكلوريا من الافضل ان تصبح جميع الاختبارات وطنية

Rachid
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 16:40

Tres bonne choses
Ils sont excellents. Savent comment faire
Pour atteindre le haut niveau
Bonne chance

Manto
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 16:38

La merde c favoriser qqlls uns au depond des autres
Khalihome aynafkho
Al 3ibra bi Al khawatime
Fi kole bika3e Al 3alame…taykono. Mazyanine. Ara w’ Kane
Najahhhhhheeee
Likome. Jmi3e

Oumaïma
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 14:48

ارى أنه لا يجب إزالة نقطة مراقبة المستمرة من نقطة نجاح في الباكالوريا ولكن يجب وضع كاميرات في قاعات إجتياز الإمتحان لكي تراقب وتفضح كل شخص يستخدم الغش كوسيلة لنجاح

فاروق
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 14:07

السلام عليكم .
اولا للتصحيح قيمة الاستاذ ضاعت منذ اواخر التسعينيات والضرب و الرفس بل حتى الاعتقال ليس وليد اليوم.اسالوا اساتذة سنوات السبعينيات والثمانينيات .قيمة الاستاذ ضاعت عندما تغيرت البرامج والمناهج إلى الأسوأ ،منذ ان اصبحت الخريطة المدرسية هي التي تتحكم في مصير التلميذ ،منذ ان بدات الوزارة تعتمد على الارقام لقياس جودة التعلمات .
تدني المستوى وارتفاع معدلات النجاح هو مخطط وزاري تمرره السلطة المكلفة بالتربية والتعليم لتطبيق مبدأ الفوارق وضرب مبدأ تكافؤ الفرص .
ارى شخصيا انه يجب حذف الامتحانات الاشهادية والابقاء على المراقبة المستمرة وتحكيم ضمير الاستاذ في تقويم وتنقيط تعلمات التلميذ .هناك فرق بين النقطة ومستوى التلميذ .لم تعد هناك مصداقية .يجب ان تتوفر لدى التلاميذ الكفابات الضرورية وليس النقط المبالغ فيها النقطة ليس لها قيمة ومعنى بدون مستوى جيد .

مجد
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 13:52

يجب تعميم المباريات على جميع المقبولين في الباكلوريا حتى لا يتم الولوج للمدارس بنقط منفوخة لا تعبر عن المستوى الحقيقي

Khaoula
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 13:48

حكومة الإسلامين مالنا حنا بنا ليك إيهود و تضخيم نقاط ؟ في دول الأوروبية لديما تديروها كالمثل الأعلى عندهم نقطة 21/20 فالمعدل العام فأين هو المشكل في 20/20

Chamiلا
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 13:34

لا تستطيع وزارة التربية الوطنية الاستغناء على المراقبة المستمرة لأنها تضمن لها نسبة النجاح التي تتباها بها مع العلم ان أغلبية الناجحين لا يعرفون حتى كتابة أسمائهم.

Hassan
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 11:33

مشكل تضخيم المعدلات من طرف المدرسه الحرة هو العتبات.

لحنين عبد السلام
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 05:46

قداتفق مع الاساتذة المحترمين حولالغاء نقاط المراقبة المستمرة التي افسدت التعليم بالطول والعرض،لكن هل يكفي هدا للخروجمن المأزق؟طبعا لا،فالقضية متشابكة وكل عنصرمنها يحيلك على عنصر آخر.ماذا نفعل في المؤسسات والمدارس العليا التي ترفع سقف ولوجا الى مستويات خيالية،ولنفترض اننا وجدنا حلولا لهذه المعضلات مادا نفعل في معضلة تدني المستوى والنبغ في ابتكار اليات الغش؟لا احد يجهل اليوم ان اكثر من 50في المائة يغشون بالانترنيت.تلميد لا يستحق في الرياضيات حت 2عل 40يحصل “بالكيت”على 18 او19على 20.
ثم الطامة الكبرى مادا نقول ونفعل مع مجموع الاساتدة الدين يبيعون الدمم بمائة اومائتي درهم.اعتقد ان المنظومة فاسدة والفساد مستشري فيها حتى النخاع ،ومعلجتها تتطلب في اعتقاد مجهود جبار لفك جميع الغازها…….

محمد شاكر
المعلق(ة)
26 يونيو 2021 01:01

اتفق تماما مع العودة الى النظام القديم واحتساب الجهوي والوطني فقط دون المراقبة المستمرة ، مع اتخاذ التدابير اللازمة من اجل تصحيح اوراق الامتحان بنزاهة وضمير وذلك بإعطاء الاساتذة الوقت الكافي من اجل التصحيح بدل اعطائهم عددضخم من الاوراق للتصحيح في وقت وجيز ، كيف لهذا الاستاذ ان يقرأ كل الاوراق خصوصا في المواد الادبية لكي يعطي التلميذ النقطة التي يستحقها ، ومحاربة التضخم الحاصل في نقط الامتحانات بشكل عام حتى اصبح معدل 19و20 هوالسائد مماجعل معدل 15و16لايسمح بدخول المدارس العليا وهذا له تأثير كبير في تكافؤ الفرص، و الزيادة في تعويضات التصحيح بالنسبة للاساتذة لكونهم يكونون تحت ضغوطات ويبذلون مجهود كبير للتصحيح والله الموفق لما فيه الخير والصواب .

الصحراوي المغربي
المعلق(ة)
25 يونيو 2021 22:52

الواجب اخده بعين الاعتبار هو تصنيف الحاصلين على المعدلات الاولى في المغرب الاعتماد فقط على نقطة الجهوي والوطني هنا يمكن ابعاد اي تاتير من ناحية المراقبة وهنا تكافؤ الفرص بين ابناء الشعب وكما اطلب ان تحدف نقطة المراقبة في الاحساب المعدل للنجاح والاعتماد فقط على الجهوي 40% والوطني 60%

Abdelhak
المعلق(ة)
25 يونيو 2021 21:19

الحل هو الرجوع الى النظام القديم : لا مراقبة مستمرة في احتساب معدل الوطني . المراقبة المستمرة تحتسب فقط للمرور الى المستوى الاعلى . اما الوطني يحتسب معدل المواد . ثم الرجوع الى الشفوي في الانجليزية والفرنسية . مثلا سنة 1979 شخصيا اجتزت الوطني و رسبت في الدورة الاولى ثم نجحت في الدورة الثانية .و اتتذكر جيدا ان شعبة الرياضيات لم ينجح اي مترشح في الدورة الاولى.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

18
0
أضف تعليقكx
()
x