لماذا وإلى أين ؟

خبير عسكري يكشف أسباب مشاركة إسبانيا رفقة المغرب في مناورات بحرية برعاية أمريكية

استجابت القوات المسلحة الإسبانية والمغربية لدعوة الولايات المتحدة وأوكرانيا للانتشار في البحر الأسود، في إطار مناورات بحرية تحت مسمى “نسيم البحر21” ضمن المناورات التي ينظمها حلف شمال الأطلسي(الناتو)، والتي تثير مخاوف وشكوك روسيا.

ويشكل قبول إسبانيا هذه المناورات البحرية التي ستقام بين 28 يونيو و 10 يوليوز في منطقة البحر الأسود، مثار سؤال عن سبب ذلك، علما أنها رفضت المشاركة في مناورات الأسد الإفريقي التي شملت منطقة المحبس الحدودية في الصحراء المغربية.

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي المغربي، الباحث في العلوم السياسية والخبير في الشؤون العسكري محمد شقير، أن “هناك سببين أساسيين لمشاركة إسبانيا، أولهما أن إسبانيا اعتبرت أن مناورات الأسد الإفريقي التي شملت بعض المناطق الإفريقية وخاصة المحبس، تشكل بالنسبة إليها نوعا من عدم لتوافق مع الموقف السياسي المتخذ فيما يتعلق بمشكل الصحراء،، باعتبار أن المشكل ممي والمحبس يدخل ضمن المناطق المتنازع عليها وبالتالي المشاركة في مناورات تشمل المحبس شكل تناقض مع الموقف.

السبب الثاني، يضيف الخبير العسكري نفسه،  أن “هذا الموقف يأتي في ظل التوتر الحاصل بين إسبانيا والمغرب، وبالتالي فإن هذا التخوف هو الذي جعل السلطات العسكرية الإسبانية ترفض المشاركة في الأسد الإفريقي والتحجج بعدم المشاركة في هذه المناورات”.

وأشار شقير، في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أن “هذا جعل الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن موقف إسبانيا من مناورات الأسد الإفريقي يتنافى مع انضمامها لحلف الناتو، ويشكل رفض للانضمام لهذا الحلف، وهو ما قد يكون سببا في إغضاب أمريكا، وهو ما قد يكون انعكس من خلال عدم اهتماما الرئيس الأمريكي بايدن بالتعامل مع سانشيز على هامش قمة الناتو، وأعتقد أن هذه كانت رسالة سياسية للسلطات الإسبانية”.

المحلل والباحث في العلاقات الدولية محمد شقير

واسترسل  شقير أن “هذا جعل إسبانيا تتراجع عن موقفها وتعمل على المشاركة في مناورات البحرية التي سيشارك فيها المغرب، اعتبارا أن المشاركة في هذه المناورات ليست مسألة ثنائية، وإنما هي تدخل في إطار حلف شمال لأطلسي، وفي إطار استراتيجية لمواجهة العمليات الإرهابية والعدائية”.

وبالتالي، يستدرك محدثنا فإن “عدم تَمَرُّس الحكومة الإسبانية أو ضعف تجربتها أوقعها في الخطأ الأول، وتفادت بذلك أن تكرر هذا الخطأ وهو ما يفسر ربما مشاركتها في هذه المناورات، علما أن إسبانيا ضمن حلف الناتو، وأن مشاركة الأعضاء في مثل هذه التظاهرات هي من ضمن التزاماتهم ضمن الحلف نفسه”.

وشدد الباحث في الشؤون السياسية، محمد شقير، على أن “إسبانيا ستحرص على عدم تكرار نفس الخطأ، خصوص أن أمريكا هي التي ترعى كلا الحلفين، وتعمل جاهدة حاليا للتواجد في مختلف مناطق العالم وتتحرك بشكل أكبر مقارنة بالسياسة التي انتهجتها إدارة ترامب”.

وخلص محدثنا، إلى أن “هذه كلها عوامل جعلت إسبانيا ترجع إلى جادة الصواب وتشارك في هذه المناورات تجنبا لإغضاب أمريكا من جهة، وتجبنا لعدم وفائها بالتزامات حلف الناتو باعتبارها عضوا فيه، خصوصا أن هذه المناورات تجري في البحر الأسود، والتي تعتبر إجابة على المناورات التي تقوم بها روسيا مع حلفائها، بالتالي فهناك تحركات من طرف القوى العظمى وحلفائها وتكتلاتها، وهو ما يجعل إسبانيا تستوعب هذه المسألة وتشارك في هذه المناورات ولا تكرر خطأها في مناورات الأسد الإفريقي”.

جدير بالذكر، أن هذه المناورات في البحر الأسود، ستعرف مشاركة الولايات المتحدة وأوكرانيا وإسبانيا والمغرب، إلى جانب قوات من ألبانيا وأستراليا والبرازيل وبلغاريا وكندا والدنمارك ومصر وإستونيا وفرنسا وجورجيا واليونان وإسرائيل وإيطاليا واليابان ولاتفيا، ليتوانيا ومولدوفا والنرويج وباكستان وبولندا ورومانيا والسنغال وكوريا الجنوبية والسويد وتونس وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x