لماذا وإلى أين ؟

محلل سياسي: الاعتقاد بإمكانية تراجع بايدن عن قرار ترامب جهل بالإسترتيجيات الأمريكية

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “لنيد برايس” في إيجاز صحفي أمس، أن موقف بلاده بشأن سيادة المغرب على الصحراء لم يتغير، مضيفا أن الإعتراف بمغربية الصحراء هو “موقف الإدارة”، في إشارته إلى أن هذا الاعتراف هو موقف الدولة الأمريكية وليس قرارا صادرا عن رئيس سابق، ولا توجد هناك حاليا أي مؤشرات أو نية للتراجع أو تغيير هذا الموقف، ويتماشى هذا الكلام مع ما سبق وكشفه  موقع “أكسيوس” الأمريكي قبل أيام،  عن  أن “بريت ماكغورك” منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في وزارة الخارجية الامريكية، أجرى  اتصالا بناصر بوريطة،  وأكد له أن الإدارة الأمريكية لن تتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء.

وفي هذا السياق قال محمد شقير المحلل السياسي والخبير العسكري، في تصريح لموقع آشكاين، أن من يعتقد أن إدارة الرئيس بايدن ستتراجع عن قرار ترامب باعتراف أمريكا بسيادة المغرب على الصحراء، لا يعرف جيدا الاستراتيجيات الأمريكية وكيف يتم بنائها، مشيرا إلى أن قرار ترامب، ليس قرارا فرديا أو شخصيا، إنما هو قرار استراتيجي للدولة ومبني على تصور ودراسة عميقة، ونتيجة للعودة القوية للولايات المتحدة إلى إفريقيا باعتبارها منطقة واعدة اقتصاديا وتجاريا، لمنافسة التواجد الصيني المتزايد فيها، معتبرا أن الموقع الاستراتيجي للمغرب، الذي يعتبر بوابة إفريقيا ومنطقة الساحل الافريقي، والتي تعرف انتشار عدد من المنظمات الارهابية، يجعل من المغرب حليفا أساسيا وموثوقا في هذه القضايا والمهام المطروحة، خاصة في مكافحة الارهاب.
واضاف شقير أن مناورات الأسد الإفريقي،  التي شملت منطقة المحبس، والتي يدرجها البعض ضمن المناطق المتنازع عليها، أكدت من جديد التوجه الأمريكي نحو عدم التراجع عن قرار الادارة السابقة بخصوص سيادة المغرب على صحرائه، رغم الضغوطات التي تمارسها كل من ألمانيا وإسبانيا على إدارة الرئيس بايدن، لحمله على تغيير موقف بلاده، بقولهما إن القرار الأمريكي متناقض مع القرارات الأممية في هذه القضية، لافتا إلى أن رفض بايدن لقاء رئيس الحكومة الاسبانية “بيدرو سانشيز”، هو رسالة سياسية لهذا الأخير، حول هذه القضية وقضايا اخرى عالقة منها رفض المشاركة في المناورات الأخيرة.

وختم المحلل السياسي بالقول أن هذا التصريح لا شك وأنه سيساهم  في تسريع    الخطوات التنفيذية لهذا القرار، خاصة مسألة فتح القنصلية الأمريكية بمدينة الداخلة، نظرا للأدوار الاقتصادية الكبيرة التي ستؤديها، سيما وأن المغرب بصدد بناء ميناء الداخلة الأطلسي الدي يعد أكبر ميناء في المنطقة، وسيوفر قاعدة مهمة للاستثمارات والشركات الأمريكية في المغرب وإفريقيا، ما سيعزز أكثر المواقف المغربية والأمريكية، حسب المتحدث.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x