لماذا وإلى أين ؟

بنزاكور يعدد أسباب اللجوء لأساليب محرمة من أجل شراء الأضحية

ككل عيد أضحى بالمغرب، تضطر عدد من الأسر المغربية خصوصا ذات الدخل المحدود إلى بيع بعض ممتلكاتها أو الاقتراض  من الأبناك أو العائلة أو حتى الجيران، من أجل التسابق لشراء أضحية العيد والاحتفال ليومين وتجرع مرارة هذا الدين أو الحاجة لباقي شهور السنة.

فالبرغم من تأزم الأوضاع الاجتماعية للمغاربة ففي ظل تفشي الجائحة العالمية، التي تسببت في أضرار عدة على جميع المستويات، إلا أن الظاهرة لا تزال مستشرية لدرجة تحول عدد من الأشخاص لمتسولين  يطلبون المارة خلسة لتأمين مبلغ الأضحية، متحججين بأبنائهم وأزماتهم.

محسن بنزاكور، المتخصص في علم النفس الاجتماعي، أورد في هذا الصدد، أن أضحية العيد في المغرب لم تعد لها ذلك البعد الديني وفقط، وإنما تراجع هذا البعد لحساب الطقوس والأعراف الاجتماعية، مشيرا إلى أن البعض اليوم أصبح يلجأ إلى ما هو محرم دينيا كالاقتراض من الأبناك أو التسول في الشارع أو بيع الأثاث من أجل شراء أضحية العيد.

وشدد بنزاكور في تصريح لـ “آشكاين” أن التمثلات والدوافع النفسية لهذه الفئة من المغاربة المصرة على سلط الطرق المذكورة لشراء الأضاحي، بالرغم من كون ظروفهم المادية والأزمة الوبائية وارتفاع أثمان الأضاحي بشكل كبير، تعزى إلى دوافع اجتماعية وضغوطات نفسية ولا علاقة لها بما هو ديني.

واعتبر محلل السلوك الإجتماعي أن بعض النكت عن عيد الأضحى زكت الحاجة إلى شراء الأضحية بأي طريقة كانت، مسترسلا “بل في كثير من الأحيان يشكل عيد الأضحى محط خلافات زوجية وأسرية قد تصل بالبعض إلى درجة الطلاق، أو بيع كل ما يملكون من أجل تلبية رغبة اجتماعية لا علاقة لها بالبعد الديني للمناسبة.

وأشار بنزاكور إلى أن هذا العيد ليس بفرض وإنما سنة، تستوجب أن يتعامل معها المرء بحسب مستواه المادي، مبرزا أن الشغيلة المغربية التي تتقاضى الحد الأدنى للأجور المتمثل في 3000 درهم تشكل 70 في المائة من الساكنة النشيطة، وبالتالي فإن هذه الفئة وبحكم كثرة المصاريف وغلاء الأسعار تجد نفسها هي الأخرى محصورة في العيد وتبعاته.

وطالب المتحدث الحكومة المستقبلية بأن تكون على وعي تام بظروف المغاربة والعمل على تغييرها بشكل ديمقراطي بحيث يشمل جميع الشرائح، بالإضافة إلى العمل من خلال مختلف قطاعاتها على ان مفهوم العيد ليس مفهوما اجتماعيا محضا وإنما سنة دينية لا أقل ولا أكثر .

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
اليزيدي
المعلق(ة)
14 يوليو 2021 13:16

مقاربتك للموضوع -تحترم-،ولكنها تتضمن حلقات ناقصة،لم تتطرق اليها،من أهمها:-أن الدولة ،هينفسها تكرس هذا العيد،كما تشجع على مايرتبط به من عمليات-تجارية- على الرصيف…،فتتحول المدن الى فضاءات عشوائية،ترجع المغرب الى القرون الوسطى،ناهيك عن ماتخلفه من أزبال ونفايات تساهم في تلويث الفضاء العام،كما تساعد على ظهور بؤر من -البراريك-قد تبقى أبدية…-حالات النصب والاحتيال التي ترافق ماقبل حلول العيد،حيث يكثر السماسرة، ووسطاء البيع والشراء(الشناقة)،وحالات السرقة،وظواهر الاجرام،-استغلال بعض الجمعيات (التي تدعي أنها اسلامية)لهذه المناسبة بتوزيع الاكباش لاغراض ايديولوجية، وضمنها بعض الاحزاب اليمينية،-انتشار بعض الامراض ومنها(كورونا)،من جراء الاحتكاك وسوء التدبير من السلطات الترابية،وغياب النظافة ووسائلها والمرافق الصحية ،-غزو المدن منطرف قوافل من الشاحنات والعربات التي تحولها الى ساحة حرب …،-سكوت العلماء ،حيث يغيب التوجيه والتأطير بشأن هذا العيد الذي ليس فرضا واجبا بل هو سنة فقط…لذلك كان على الدولة أن تتحمل المسؤولية وتلغي مثل هذه الشعائر التي لايحسن الغالبية استعمالها بهدف المساهمة في تعزيز روح التضامن والتراحم،والتعاون بدل المنافسة الشرسة…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x