2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بين الفينة والأخرى تعود منطقة القبائل أو “القبايل” الجزائرية، لصنع الحدث، وهي بالمناسبة كانت دائما وفي مراحل تاريخية من عمر الجزائر الدولة، في مقدمة الأحداث، سواء قبل الاستعمار أو بعده، فالقبايل شكلت دوما رقما صعبا في معادلة الحكم والسياسة الجزائرية، خاصة وأنها عادة ما تتمرد على حكام قصر المرادية، وصل التمرد حد المطالبة بالانفصال، وتقرير المصير لسكان المنطقة البالغ عددهم أكثر من 10 ملايين نسمة.
القبايل التاريخ والمجال
تمتد منطقة القبائل على مساحة 25 الف كلمتر مربع، وهي مساحة تزيد عن مساحة دولتي قطر والبحرين مجتمعتين، وهي منطقة ثقافية طبيعية في شمال شرق الجزائر، وتغطي عدة ولايات وهي ” ولاية بومرداس، ولاية تيزي وزو، ولاية بجاية، ولاية البويرة، ولاية المدية، شمال ولاية برج بوعريريج، شمال ولاية سطيف، ولاية جيجل، شمال ولاية ميلة، غرب ولاية سكيكدة.”، وتطل على البحر الأبيض المتوسط، ويتكلم سكانها اللغة الأمازيغية، خاصة في مدينة “تيزي وزو”، عاصمة منطقة القبائل وكبرى مدنها.
وشهدت المنطقة على لحظات تاريخية ومفصلية في تاريخ الجزائر الحديث، خاصة وأنها كانت إحدى أكتر المناطق الجزائرية التي خاضت حروبا ضروسة ضد الاستعمار الفرنسي، وشارك أبناءها بكثافة في العمليات العسكرية التي قادتها جبهة التحرير الوطني ضد المستعمر، وبعد استقلال الجزائر، انتهجت السلطات المركزية سياسة عدائية ضد المكون الأمازيغي بالمنطقة، بسياسة تعريب شاملة وقاسية، جوبهت بمقاومة مدنية وفكرية قوية، من طرف أمازيغ القبايل، وفي العام 1963بعد عام على الاستقلال، أسس النائب الأمازيغي وأحد قادة حرب الاستقلال “حسين آيت أحمد”، المتمرد على سلطة “أحمد بن بلة وهواري بومدين”، جبهة القوى الاشتراكية، التي دافعت عن الهوية الأمازيغية والديمقراطية، وشن تمردا مسلحا في منطقة القبائل، قمعته السلطة بشدة واتهمت مقاتلي جبهة القوى الاشتراكية بـ “الانفصالية”.
و في 1980 منعت السلطات الجزائرية، محاضرة للشاعر الأمازيغي “مولود معمري”، في جامعة “تيزي ووزو”، ما فجر سلسلة من التظاهرات في منطقة القبائل والجزائر العاصمة للاعتراف بالأمازيغية “لغة وطنية”، اقتحمت قوات الأمن حرم جامعة “تيزي وزو” ، وأصيب العشرات من الطلاب، عرفت فيما بعد ب”الربيع الأمازيغي”، خلفت ما يزيد عن 126 قتيلاً وآلاف الجرحى، اتهم الدرك الوطني الجزائري لاحقا في تقرير رسمي، بمسؤوليته عن الاحداث واطلاق الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين.
اعتباراً من العام 1988 ومع الاعتراف بالتعددية السياسية، أظهرت السلطة بعض التسامح مع “الحركة الثقافية الأمازيغية” التي قادت الحركات الاحتجاجية، و أسس عدد من وجوه هذه الحركة تيارات وأحزاب سياسية قانونية للمشاركة في العملية السياسية، غير أن الانقلاب على نتائج انتخابات 1992، وعودة الدكتاتورية العسكرية للحكم ،وانزلاق البلاد إلى حرب أهلية، والتضييق الدي صار يمارس على المنطقة وعلى الحركة، دفع الحركة الأمازيغية للدعوة إلى مقاطعة الدراسة ، في ربيع العام 1995، فاندلعت تظاهرات حاشدة وإضرابات عامة في منطقة القبائل.
وفي ابريل 2001 اندلعت من جديد احتجاجات ومواجهات دامية، بين متظاهرين في مناطق القبائل والسلطات الجزائرية عرفت ب “الربيع الأسود” وشهدا أحداثا دامية، أجبرت الدولة على تلبية بعض مطالبهم المتعلقة بالهوية، كما أن القبايليين شاركوا بقوة في الحراك الجزائري الأخير، ورفعو شعارات قوية ضد الحكم المركزي، أثارت الكثير من الجدل والنقاش وأحيت من جديد مطلب الإنفصال عن الجزائر.
تأسيس “الماك” حركة الاستقلال الذاتي للقبايل
الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل هي عبارة عن تنظيم سياسي، يسعى إلى المطالبة بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل بالجزائر، وتمّ تأسيس الحركة من قبل المغني الشعبي “فرحات مهني” بعد أحداث “الربيع الأسود” عام 2001. ويعيش معظم قادة الحركة في فرنسا.
وتطالب هذه الحركة باستقلال منطقة القبائل عن الجمهورية الجزائرية، حيت أعلنت سنة 2010 في باريس، عن تشكيل حكومة مؤقتة لمنطقة القبائل يرأسها فرحات مهني، وتصنف حركة استقلال منطقة القبائل نفسها على أنها المتحدثة باسم “الشعب القبائلي” الذي يواجه الاستئصال والتعريب والقمع والتهميش كما تقول الحركة.
وقامت السلطات الجزائرية قبل أسابيع بتصنيف “الماك”، كمنظمة ارهابية في إجراء أمني جديد، بعيد الإعلان عن تفكيك خلية “انفصالية” تتبع “حركة استقلال منطقة القبائل” ، وأكدت السلطات الجزائرية أن الخلية كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات وسط مسيرات الحراك الاحتجاجي، وأفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية بأنها كشفت عن الإعداد “لمؤامرة خطيرة” تستهدف البلاد، وتقف وراءها حركة انفصالية، وأن الكشف عن هذه “المؤامرة” جاء ضمن استكمال تحقيقات أمنية مستمرة منذ مارس الماضي، غير أن العديد من المراقبين اعتبروا بيان السلطات الجزائرية مجرد دريعة وهمية، للتخلص من إطار مدني يسعى لتحقيق تقرير مصير سكان القبايل، وأن حكاية المخططات الإرهابية التي نسجتها السلطات، ليست سوى مسرحية جديدة، على غرار ما عرضه التلفزيون الجزائري إبان الحراك الشعبي في شريط فيديو لشخص اعترف بمحاولته زرع قنابل في الحراك الشعبي.
تصريح السفير المغربي، قضية القبايل الى الواجهة
هل كانت قضية القبايل بحاجة لتصريح مسؤول اجنبي للعودة الى واجهة الأحداث في الجزائر؟، طبعا لا، فالقبايل كانت دائما ما تنبعت تحت الرماد كالعنقاء، كاشفة للعالم أجمع رغبة شعب في نيل حقوقه المهضومة، والمسار التاريخي لهذا الشعب وهذه المنطقة يكشف ذلك، ويؤكد استحالة طمس واغتيال طموحات شعب، ظل تحت الاكراه لعشرات السنين، ويأبى أن تنسى قضيته، وما تصريح عمر هلال السفير المغربي إلا تذكير بكل هذا، ورغم أن التصريح خلق الجدل في العالم كله، فإن عددا من المتتبعين يرون، أنه ساهم بشكل كبير في إعادة السؤال عن المنطقة ورغبة ابنائها الى الواجهة، حرك المياه الراكضة في بركة اسمها القبايل، وسيكون له ما بعده لاشك، رغم ان السلطات المغربية لازالت تلتزم الصمت حول القضية، كما أن عدد من المهتمين يرون أن الموقف الرسمي المغربي لن ينزع للتعامل بالمثل مع الجزائر التي تدعم علنا وعسكريا وسياسيا انفصال الصحراء عن المغرب، وتدعم الماك وحركة استقلال القبائل عن الجزائر.
قضية الامازيغ هي فكرةمصطنعة. من نبافة الكيان التستعمارالعازي من اجل اضعاف الدول النغاربية وتطويهها لخلق كيانات لا قيمة لها وضرب الاسلام في عمقه خاصة ما يتعلق بلغة القرآن العربية التي لن تتأثر ولن ابدا تبقى لغة رسمية لدول المغاربية اما سكلن النغرب العربي الكبير فخم الافارقة ذوي البشرة السوداء الذين تعرضوا للابادة من قبل الدول الغازية من ولدان ورومان واستعمال غربي