لماذا وإلى أين ؟

ما هي أسباب وخلفيات زيارة مساعد وزير الخارجية الامريكي إلى المغرب؟ .. خبير يجيب

يقوم القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي؛ “جوي هود”، بداية الأسبوع الجاري، بزيارة إلى المغرب قادما من الجزائر، حيث ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، أن “هود” سيلتقي بمسؤولين حكوميين مغاربة وقادة أعمال محليين وقادة المجتمع المدني، كما سيزور معرض المفوضية الأمريكية في المكتبة الوطنية بالرباط.

زيارة القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي إلى المغرب في هذه الظرفية، تثير أسئلة حول الدور الأمريكي في المنطقة، خاصة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة التي تعد هذه الجولة أول زيارة لمسؤول لها للمنطقة، وفي سياق عدد من التطورات التي شهدتها مؤخرا.

وفي هذا الصدد، قال عصام العروسي المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في تصريح لـ”آشكاين”، إن توقيت زيارة القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للجزائر والمغرب، يعطي انطباعا بأن الادارة الأمريكية تحاول أن تستوعب مواقف البلدين في الآونة الأخيرة، خاصة بعد سلسلة من الأحداث التي طبعت هذه المرحلة، ومنها المرتبطة بقضية الصحراء، والتلويح المغربي بملف القبائل، وكدا محاولات التشويه والاساءة للمغرب، من طرف جهات خارجية إثر اتهام المملكة، باقتناء واستخدام برنامج التجسس الاسرائيلي بيغاسوس”.

وكشف العروسي أن “الجزائر كانت دائما طرفا في المؤامرات التي تحاك ضد المغرب، في الأزمة مع المانيا واسبانيا، وداعمة بالمطلق لكل تحركات وأعمال البوليساريو ضد المغرب، وعانى المغرب كثيرا من ضرب الجزائر لقواعد السيادة وحسن الجوار”، لافتا إلى أنه “ومنذ سنة 1994، والجزائر تصرف خطابا تحريضيا ضد المغرب، كونه مصدرا للإرهاب والمخدرات وغير ذلك…”

وشدد المتحدث على أن “تصريح عمر هلال جاء ردا على هذا التعامل والعدوان الجزائري المستمر على المغرب، وعزف على نفس الوثر الذي تعزف عليه الجزائر، ومعاملة بالمثل”، منوها “إلى أن المغرب لا يدعم حركات الانفصال، وتصريح هلال هو رد على التغول الجزائري الكبير في معاداة المغرب، وليس دفاعا عن الانفصال”، معتبرا “أنه لو كان الأمر كذلك لدعم استقلال كاطلونيا والباسك في اسبانيا، لكن موقف المغرب تابت وواضح في رفض الطروحات الانفصالية”.

وأضاف المحلل السياسي، أن “هذه الزيارة يمكن أن تتطرق لملفات عدة، منها العلاقات الثنائية بين البلدين، في ضل التطورات الحاصلة، مرجحا أن تتناول إضافة الى أزمة المغرب والجزائر، واقع الأزمة مع اسبانيا، وكذلك ملفات محاكمة بعض الصحفيين وحقوق الانسان، بالنضر إلى تركيز الادارة الأمريكية الحالية على مجالات حقوق الانسان في سياستها الخارجية”.

وقلل العروسي من نتائج هذه الزيارة، قائلا “أن هذه الجولة لا يمكن أن تجد حلولا قطعية، بالنظر لعوامل عدة أهمها درجة الوسيط ، فهو مساعد وزير الخارجية الأمريكية، وكون الجزائر لن تتجاوب كثيرا مع الوسيط الأمريكي، فضلا عن الحيادية التي من المفروض أن يتصف بها الوسيط “، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستحاول الضغط على المغرب للكف عن التلويح ملف القبائل، وعلى الجزائر بالتوقف عن التصعيد ضد المغرب”.

وختم أستاذ العلاقات الدولية بالقول “إن المغرب شريك استراتيجي للولايات المتحدة، كما أن الجزائر شريك اقتصادي مهم لها، وبالتالي فأمريكا تلعب لعبة التوازنات، غير أنها تعي جيدا التموقع الجديد للمغرب، كقوة إقليمية لا يستهان بها، وحقق نجاحا اقتصاديا وسياسيا كبيرا في إفريقيا وبالتالي فلم يعد هناك مجال لتجاهل مواقفه وموقعه”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x