لماذا وإلى أين ؟

هل ستتجاوب الجزائر إيجابا مع مبادرة الملك لفتح الحدود؟

دعا الملك محمد السادس في الخطاب الذي وجهه أمس بمناسبة ذكرى عيد العرش، الجزائر إلى إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين، مؤكدا على أن فتح الحدود هو السبيل لنماء الشعوب وهي الوضعية السليمة بين البلدين.

وجدد الملك محمد السادس ، “الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط ، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار، لأن الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول”، معتبرا أن “أمن الجزائر واستقراره من أمن المغرب، مطمئنا الجزائر وشعبها أن المغرب لن يكون مصدر شر ولا تهديد لها.

وفي هذا الاطار، يطرح السؤال حول رد الفعل الجزائر هذه المرة، هل ستتجاوب ايجابا مع مبادرة المغرب لبسط مختلف العوائق والمشاكل لطاولة الحوار بنفس إيجابي يسعى لتجاوزها وبناء علاقات أخوة متينة؟ أم ستتجاهلها من جديد كما فعلت اتجاه مبادرات مغربية سابقة؟

أمل في مقابل مخاوف الفشل

في هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط؛ تاج الدين الحسيني، في تصريح لـ”آشكاين”، إن “هناك أمل كبير عاطفيا واستشرافا لمستقبل زاهر للبلدين وللمنطقة في أن تستجيب الجزائر لهذه المبادرة”، معتبرا أن الدعوة الملكية الحالية تتسم “ببعد استشرافي كبير وتجاوز لمطبات الماضي، التي قال بصددها الملك أن “لا أحد من القادة الجزائريين الحاليين ولا المغاربة مسؤولون عن ما حدث في تسعينات القرن الماضي، لكننا مسؤولون أخلاقيا عن استمرارها في المستقبل”.

وأضاف الحسيني، أن “هناك سيناريوهات عدة إضافة إلى سيناريو الأمل، منها إمكانية الفشل، لأنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها المغرب بمبادرة في هذا الصدد، حيت سبق واقترح تشكيل هيئة مشتركة للتنسيق ونقاش المسائل العالقة بين البلدين، لكن الجزائر لم ترد عليها إلى حد الآن”،

وأشار المتحدث، إلى أن “التوتر بين البلدين وصل اليوم إلى مستويات كبيرة، ويكفي أن تطلع على محتوى الإعلام الجزائري الذي يحرض ضد المملكة والملك شخصيا، ويعتبر أن المغرب أعلن الحرب على الجزائر، لتلاحظ المستويات العالية للتوتر”.

وخلص الحسيني، إلى أن “اشتداد الأزمة يمكن أن يؤدي إلى انفراجها، كما قال الشاعر “اشتدي يا أزمة تنفرج”، مشددا على “أن زوال الأزمة يمكن أن يتم في حالتين، الأولى هي الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي الجزائري بإنشاء دولة مدنية وتسليم السلطة للمدنيين، والثانية في مراجعة العسكر لسياساته الحالية والفهم بأن التوتر وتأزيم الأوضاع سيؤثر على الجزائر أولا، وأن استمرار احتضان الجزائر للبوليساريو سيؤثر سلبا عليها، كذلك الأمر بخصوص أزمات مثل جائحة كوفيذ19 والارهاب والجريمة المنظمة وغيرها”، داعيا “إلى التقاط المبادرة والتجاوب معها ما سيمكن من بناء فضاء مغاربي قوي ومتقدم وتفويت الفرصة على الذي يريدون استغلال هذه الشعوب والدول لمصالحها وتأزيم العلاقات فيما بينها”.

أمل في مواجهة أطراف خارجية

من جهته، عبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش؛ محمد الغالي، عن “أمل كبير في أن تستحضر الجزائر،  منطق العقل والأمل والتفاؤل، للتجاوب مع هذه المبادرة”، معتبرا هو الآخر أنها “ليست الأولى ولا الثانية، بل يمتد عمرها إلى 13 سنة تقريبا، لما طرحها الملك محمد السادس في خطاب سنة 2008، بمناسبة تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب، إضافة إلى طرحه كذلك لتشكيل آلية للحوار بين البلدين قبل سنتين من الآن”.

وأضاف الغالي في تصرح لـ”آشكاين”، أنه “تم تفويت الكثير من الفرص منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، واستمر واقع الأزمة والتوتر يسود العلاقة بين البلدين، وكادت الأمور أن تتحول في فترات معينة إلى حيثيات خطيرة، ستنعكس سلبا على أمن واستقرار البلدين”، لافتا “إلى أن هناك أطراف خارجية لا تريد أن يكون هناك تقارب مغربي جزائري، حيت أن من شأن ذلك أن يهدد مصالحها الناتجة عن استفادتها من بقاء التوتر بين البلدين”.

وخلص أستاذ العلوم السياسية، إلى أنه من “مصلحة الجزائر أن تلتقط الرسالة الملكية التي قال فيها إن “أمن واستقرار الجزائر من  أمن واستقرار المغرب، والرد بإيجابية على المبادرة المغربية”، مشيرا “إلى أن وجود وساطات دولية نزيهة وذات نية حسنة من شأنها تقريب وجهات النظر وتدليل العقبات”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
حسن حسن
المعلق(ة)
1 أغسطس 2021 19:24

الجزائر سياستها واضحة و لا تحتاج الى كثرة تحليل . السياسة الخارجية الجزائرية ترتكز على عنصرين أساسيين :
1تفتيت المغرب إلى دولتين أو حتى 3 دول أو مناطق مثلما كان الأمر أيام الاستعمار ، حتى لا يطالب المغرب باسترجاع صحرائه الشرقية.
2بعد التفتيت ، الهيمنة ثم ابتلاع كل دول شمال افريقيا.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x