2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ما مصير أنبوب الغاز الجزائري المار عبر المغرب بعد قطع العلاقات؟..الكتاني يجيب

وصلت توتر حبل العلاقات الدبلوماسية المغربية إلى حدته، إذ بلغت علاقات البلدين إلى المنعطف الذي كان متوقعا في علاقاتهما، خاصة بعد الهجوم الصريح والمترادف من النظام الجزائري على المغرب، وكيل التهم له، حيث قررت السلطات الجزائرية، أمس الثلاثاء 24 غشت الجاري، قطع العلاقلات الدبلوماسية مع المغرب،
وجاء الإعلان عن قرار الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب، خلال مؤتمر صحفي نظمه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، والذي وأوضح فيه أن “قرار قطع العلاقات لن يضر بالمواطنين الجزائريين والمغاربة المقيمين في البلدين”.
تلميح العمامرة إلى تجنب إلحاق الضرر بين البلدين، يجعل الأسئلة تتناثر حول المصالح الاقتصادية والتجارية التي تدخل في صلب المصالح التي تعود بالنفع على الشعبين الجزائري والمغربي، ولعل أبرز هذه المصالح الاقتصادية المشتركة بينهما، والتي شغل الرأي العام الإقليمي، خط أنبوب الغاز القادم من الجزائر نحو أوربا مارًّا عبر المغرب، وهو ما جعل مخاوف على مصير هذا الأنبوب تطفو على سطح التطور السلبي للعلاقات بين البلدين.
وفي هذا السياق، يرى الخبير والمحلل الاقتصادي، عمر الكتاني، أن “الأنبوب وقع الاستثمار فيه، والتصريح الاخير للمديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرا، التي قالت إن المغرب لم يوقف هذا الاتفاق وأن ما يروج حوله مجرد إشاعات”، وبرر الكتاني هذا الأمر بكون “مصالح الشعوب لا تتوقف، وإن كانت المصالح والحزازات السياسية تريد أن توقفها”.
وأشار الكتاني، في تصريح خص به “آشكاين”، إلى أن “تمويل مرور أنبوب الغاز كان من طرف الشعبين المغربي والجزائري، وإذا كانت الأنظمة لديها حزازات فلماذا سيتم معاقبة هذه الشعوب”، مؤكدا على أنه “من المنطق أن يبقى هذا الأنبوب، كي نظهر على أن مصلحة الشعوب فوق مصلحة الأنظمة، خصوصا عندما تكون هذه الأنظمة لديها عقد ومشاكل نفسية”.

ولفت محدثنا الانتباه إلى أن “المغرب أظهر حكمته وأن مواقفه تتميز بالهدوء والرزانة، لذا يجب ان نحافظ على نفس النهج، وإذا أرادوا قطع العلاقات مع المغرب فلهم ذلك، على ان لا يكون عمل للسفارات وما يرتبط بالعمل الدبلوماسي، ولكن يجب الإبقاء على هذا الأنبوب، لان تمويله لم يكن من طرف النظام وإنما تم تمويله من طرف الشعبين الجزائري والمغربي”.
وتابع الكتاتني أنه م”ن الحكمة أن نحافظ على المصالح التجارية للبلدين، إلا في حالة أرادت الجزائر أن توقفها، ولكن لا يجب أن تأتي المبادر منا في المغرب، إذ يجب أن يستمر مرور هذا الأنبوب، لأنه لا وجود لأي معنى ان يتم صرف المليارات على هذا الأنبوب وينقوم بإيقافه في نهاية المطاف لخلافات سياسية”،
وذهب الخبير الاقتصادي نفسه، بوقله إن هذه التطورات في علاقة المغرب والجزائر “فرصة لنبين أن مصالح الشعوب لا تتوقف عند الحزازات بين الأنظمة”، وافترض الكتاني ان “يتم الصلح بين النظامين بعد مدة قصيرة، فكيف سيصبح وضع هذا الانبوب وهو عاطل عن العمل”.
وخلص الكتاني إلى ان “هذه فرصة أيضا لاستمرار الذكاء الدبلوماسية المغربية،إذ يتوجب ان نظهر، من خلال الحفاظ على استمرار الأنبوب، أن نيتنا في الدعوة إلى المصالحة كانت صادقة وأن التهم التي نتهم بها هي فقط في تصور مسؤولين جزائريين”، مشيرا إلى “اننا في المغرب اخترنا خط عدم التحرش بهذا الجار وسياسة اليد الممدودة، وهو ما يجب أن نحافظ عليه وستبقى حجة أمام الشعوب، وحجة أمام الأنظمة السياسية الأخرى سواء الإفريقية أو الأووربية”، موردا أن “الشعوب والمصالح تستمر والحكومات تتغير مع الوقت”.
جدير بالذكر أن المغرب نفى ما تداولته وسائل إعلام إسبانية، حول توجه الرباط نحو منع مرور الغاز الجزائرى المصدر إلى إسبانيا عبر الأراضي المغربية، إذ قالت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرا، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية الرسمية، الخميس 19 غشت الجاري، إن المغرب يدعم مواصلة عمل الأنبوب الذي ينقل الغاز من الجزائر نحو إسبانيا عبر التراب المغربي.
وشددت بنخضرا، في التصريح نفسه، على أن المغرب عبر عن موقفه من مسألة مواصلة العمل بأنبوب الغاز في محادثات خاصة وفي تصريحات علنية، مؤكدة أنه يمثل أداة للتعاون الإقليمي، لافتة إلى أن الأنبوب، الذي بنته إسبانيا منذ خمسة وعشرين عاما بهدف نقل الغاز الجزائري إليها، سيوفر نقل الغاز إلى أوروبا بأسعار عبور تنافسية، لا توفرها أي قناة أخرى.
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين
جاء في المقال ان مشروع الأنبوب مولته دولتا المغرب والجزائر وفي آخره ذكر انه ممول من طرف اسبانيا فما هو تفسير ذلك .