لماذا وإلى أين ؟

ماذا ربح المغرب من صراعها الطويل مع الجزائر؟ خبير يجيب

بعد زهاء نصف قرن من الصراعات والخلافات السياسية بين المغرب والجزائر، ما يزال الجيل الجديد من الشباب المغربي والجزائري يعيشون في ظل صراعات خلفتها فترة الاستعمار، وما زالوا يشهدون تمظهرات وتجليات صراع لم تكن لهم يد في افتعاله.

وحيث أن أغلب المتتبعين للشأن السياسي يتساءلون عن كلفة هذا الصراع على البلدين، ماذا لو عكسنا السؤال وتساءلنا حول أرباح المغرب من وراء الصراع مع جارته الشقيقة، بحيث أنه كما أن هناك خسارة يمكن أن يكون ربح معين ؟

ومن أجل الإجابة عن هذا السؤال، ربط الموقع الاخباري “آشكاين” الإتصال بالأستاذ الجامعي والمحلل الاقتصادي، عمر الكتاني، الذي أكد أنه ليس هناك من قدم خدمة هامة للمغرب قدر ما قدمته جارته الجزائر، من خلال مواقفها “المعادية” للوحدة الترابية المغربية ورفض اليد الممدودة للسلام من المغرب.

وبرر الكتاني موقفه من خلال التأكيد على أن “المغرب كثف مشاريعه واستثماراته وشرع في التفكير في المستقبل”، مشددا على أن “المغرب لم يكن يفكر في المستقبل إلا بعدما فهم عمق توقف مشروع المغرب الكبير، وفهم أن ذلك يهدد مستقبله وشرع في تقوية اقتصاده”.

الخبير الاقتصادي عمر الكتاني

ويرى المحلل الاقتصادي في تصريحه لـ”آشكاين”، أن الصراع بين الجزائر والمغرب تسبب في تغير سريع على مستوى العقلية لدى المسؤولين في المملكة”. ويظهر ذلك بحسب المتحدث في “التفكير في المستقبل على المدى المتوسط والشروع في البحث عن حلفاء دوليين والتعاون الاقتصادي مع دول قوية”.

“المجتمعات تنتج في مرحلة الضغوطات والصعوبات”، يسترسل متحدث “آشكاين” للتأكيد على فكرته، مستدركا “للأسف مسؤولينا لا ينتجون عندما يكونون في مرحلة راحة ورخاء، وأزمة كورونا أكدت ذلك”، معتبرا أن “الأزمة مع الجزائر جعلتنا ندرك أهمية تقوية الإقتصاد الوطني، ونفس الأمر بالنسبة للمنافسة التركية والوضع في الشرق الأوسط”.

وخلص الكتاني، إلى أن المغرب تجاوز مستوى الاكتفاء بالعلاقة مع أوروبا و”نتسناوها تعطي لنا داكشي لي كيشيط عندها” وننتظر حمايتها”، مشيرا إلى أن المغرب فهم أن الحماية الأوروبية غير كافية، لذلك انتقل إلى الشراكة مع أمريكا؛ وحيث أن أمريكا “ممكن تخوي بنا” انتقلنا إلى الشراكة مع الصين، وهذا أمر إيجابي”، بحسب المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
28 أغسطس 2021 13:15

يجب الثبات على الارض، اخطر سياسة هي اللعب على حبال كثيرة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x