2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

قال القيادي السابق في جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، إن المغرب سيوافق قريبا على مقترح يلوح في الأفق سيطرحه الأمين العام للامم المتحدة، انطونيو غوتيريش، بخصوص مبعوثه الشخصي الخاص في ملف الصحراء، والذي ظل شاغرا على امتداد لأزيد عامين (24 شهرا) منذ استقالة الألماني هورست كوهلر، في الأربعاء 23 ماي 2019، لدواعي صحية، كما قالت الأمم المتحدة حينها.
وأكد المفتش العام السابق في شرطة جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، على أن “يد المغرب المدودة تحرج الجزائر أمام المجتمع الدولي”، مشيرا إلى انه “في الوقت الذي جعلت الجزائر من قضية الصحراء شماعة علقت عليها كل مشاكلها، و جعلتها السبب الاكبر في قطع علاقاتها مع المغرب حسب ما أعلنه وزير الخارجية الجزائري”.
في هذا الوقت، يضيف ولد سيدي مولود، في تدوينةعلى حسابه الفيسبوكي: “خرج الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بتصريح يسحب ورقة الصحراء من يد الجزائر، كذريعة لقطق العلاقات و تازيم المنطقة، جعلت الجزائر أمام خيارين، إما ان تنخرط في مسلسل التسوية، الذي أشار انه سيعود إلى سكته في الأسابيع القادمة، أو تظهر أمام المجتمع الدولي كطرف معطل للسلام”.
واستشف المفتش العام السابق في شرطة جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من تصريح السفير هلال تلميحه بأن “المغرب سيعلن موافقته قريبا على الشخصية التي سيعينها الأمين العام للامم المتحدة كمبعوث شخصي خاص بنزاع الصحراء”.
جدير بالذكر ان ما ساتنبطه ولد سيدي مولودة، كان مما قاله السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، خلال تدخله للرد على تصريح الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، سفيان ميموني، خلال أشغال الندوة الإقليمية للجنة الأ24 لمنطقة الكاريبي، المنعقدة بدومينيكا، في الفترة من 25 إلى 27 غشت الجاري ،
وذكر هلال، في معرض مداخلته، نشرت “آشكاين” محتواها، بأن “وزراء الخارجية الجزائريين شاركوا شخصيا وبشكل كامل في المائدتين المستديرتين بجنيف في دجنبر 2018 ومارس 2019. وحذر السفير ميموني بشكل مباشر من أنه “إذا استمرت الجزائر في إنكارها، خلال استئناف المسار السياسي، الذي نأمل أن يتم في الأسابيع المقبلة، وإذا لم تعد الجزائر إلى مقعدها في المائدة المستديرة، فلن يكون هناك مسار سياسي”.
ونبه السفير هلال من أنه “من هذا المنبر أقول: إذا لم يشارك الوزير الجزائري في مسار الموائد المستديرة وفقا للصيغة التي حددتها قرارات مجلس الأمن، بذريعة أن بلاده ليست طرفا في النزاع، فعليه تحمل مسؤولية ذلك”؛ مشيرا إلى أنه” بالنسبة للمغرب وكذلك بالنسبة لمجلس الأمن، فإن الجزائر هي بالفعل طرف فاعل في النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. إنها كذلك وسوف تبقى كذلك. ومع الجزائر سيتم حل المشكل، فالجماعة الانفصالية المسلحة، البوليساريو، ليست سوى أداة في خدمة الأجندة الجزائرية”.
وكانت تقارير مسربة صدرت في وقت سابق، تحدثت عن استفراد رئيس الوزراء ووزير الخارجية الروماني الأسبق، بيتري رومان، بترشيحه في منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، وهو ما أكده رومان بعزمه الترشح لهذا المنصب الذي ظل شاغرا لقرابة عام ونصف بعد استقالة الألماني هورست كوهلر.
وكان الخبير في العلاقات الدولية، محمد زين الدين، قد أوضح في حوار سابق مع “آشكاين”، آثار تعيين رومان مبعوثا شخصيا لغوتيريش على ملف الصحراء المغربية، مؤكدا أنه من بين السياسيين الذين “خبروا ملف الصحراء وأنه ملف سياسي مفتعل”. مؤكدا على أن “بيرتري رومان رجل خَبرَ السياسة الخارجية وخبرته، وله تراكم كبير جدا في هذا المجال، وعند اطلاعك على سيرته الذاتي تجد أنها غير عادية”.
وذهب زين الدين، خلال نفس الحوار ، إلى أن “تعيين كفاءة من طينة بيتري رومان، ورقة مهمة للأمم المتحدة، لأنه إلى جانب كاريزمته وتجربته في المجال السياسي، كرئيس دولة وتجربته الطويلة جدا على مستوى وزارة الخارجية الرومانية، ولديه اطلاع جيد جدا، ويعتبر مفاوضا ذكيا في إدارة الملفات، وهو يدرك تمام الإدراك طبيعة النزاع الحاصل وعلى أنه نزاع مفتعل، وأنه ليس هناك خيار آخر سوى خيار الحكم الذاتي، وهذا يتطابق جملة تفصيلا مع القوى السياسية الكبرى، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية.
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين