ألقت السلطات الامنية في اليومين الأخيرين القبض على عدد من الأشخاص متورطين في تزوير تحاليل الكشف عن كورونا “بي سي إر” وكذا “جوازات التلقيح”.
هذا الأمر دفع وزارة الصحة لتشديد مراقبتها على المختبرات المخول لها إجراء هذه التحاليل، خصوصا مع تسجيل ارتفاع ملحوظ لسلبية نتائج المسافرين للخارج، الذين يحتاجون وثيقة “بي سي إر” للعبور.
وفي هذا الصدد، كشف البروفيسور محمد السقال، أستاذ مختص في بيولوجيا الجنين والأنسجة والجينات، بكلية الطب والصيدلة بفاس، أن عددا كبيرا من المختبرات أعماها الطمع وقدمت نتائج تحاليل سلبية لفائدة الراغبين في السفر حتى دون اجراء الاختبار.
وأوضح السقال في تدوينة دبجها على حسابه ب”الفيسبوك” أن مختبرات لم تكن تجري الإختبار رغم حصولها على 600 أو 700 درهم كمقابل، و تدلي بنتيجة سلبية غير مصرح بها في المنصة المعلوماتية E-Labs”.
و هذا، يضيف المتحدث، “ما يسعد زبائن المختبر من المسافرين. و بطبيعة الحال، ترتفع أرباح هته المختبرات الخاصة بطريقة خيالية و غير مشروعة لأنها لا تستعمل كواشفا مختبرية لهذا الغرض المحدد و تهدد حياة الناس”.
وفيما يخص بلاغ وزارة الصحة القاضي بتحديد مختبرات معينة تقوم بإجراء اختبار PCR للراغبين في السفر إلى الخارج، علق عليه السقال بالقول “جاء متأخراً”.
واستدرك قائلا ”الإجراءات التي إتخذتها وزارة الصحة اليوم صائبة و إن جاءت جد متأخرة. الدافع الأساسي وراءها (للأسف) هو تذمر السلطات الصحية للدول المستقبلة (الحريصة على الأمن الصحي لمواطنيها) من هته الأفعال الإجرامية و التي أدت إلى تلطيخ سمعة المغرب و كذا تعليق السفر إلى دولة معينة، مما سبب ضررا لكثير من المسافرين”.
وسجل السقال أن تزوير فحص PCR , ظاهرة عالمية لا تقتصر على بلادنا، لافتا الانتباه إلى أنه كان على الحكومة التنبؤ بالمشكل منذ البداية، لأن الأمر يتعلق بزبائن clients و ليس بمرضى Patients .
وختم تدوينته قائلا “والتزوير في الشواهد الطبية ليس مقتصرا على PCR للمسافرين، بل هي ظاهرة قديمة تشجعها مساطر قانونية عبثية لا جدوى منها (مثلا : شهادة قدرة الزبائن على السياقة)”.
ويذكر أن كندا، أعلنت السبت الماضي، تعليق جميع الرحلات التجارية والخاصة الآتية مباشرة من المغرب لمدة شهر على خلفية تفشي وباء كوفيد-19.
وعزت وزارة النقل الكندية قرارها في بيان إلى “ارتفاع عدد النتائج الإيجابية لاختبارات كوفيد-19 الذي لوحظ لدى المسافرين من المغرب في الأشهر الأخيرة”.
