2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يواصل النظام الجزائري سلوكه التصعيدي نحو المغرب بعد إعلانه قطع العلاقات من طرف وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، في 24 من غشت المنصرم، وذلك بعد الحرائق التي شهدتها منطقة القبايل شمال الجزائر.
وفي هذا السياق، استحدث الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون مناصب المبعوثين الخاصين لتكليفهم بقيادة العمل الدولي للجزائر، وذلك تحت السلطة المباشرة لوزير الشؤون الخارجية، تتمحور مهامهم حول 7 محاور تهدف لتعزيز قدرة الدبلوماسية على التفاعل والتأثير، ومضاعفة حضور الجزائر وفعالية عملها على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى القضايا العالمية والشاملة، حيث كان من أبرز المناصب الجديدة المستحدثة في الجزائر منصب مبعوث خاص للصحراء ودول المغرب الكبير.
هذا الاستحداث لمناصب لم تكن موجودة في الأصل في لائحة المناصب لدى النظام الجزائري، يثير العديد من التساؤلات خاصة أنها تزامنت مع فترى القطيعة بين البلدين، كما أنه جاء بعد جهود حثيثة لدول عربية حاولت رأب الصدع بين البلدين الجارين، وهو ما يجعل خلفيات هذه الحركة الجزائرية غامضة.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، ان ما قامت به الجزائر، هو “استمرار في التصعيد من الطرف الجزائري، خاصة أن منطق التعيين هو استحداث لهذا المنصب، وليس تعيين شخص في منصب كان قائم الذات”، مشددا على أن “المناورة واضحة، وهي استمرار في القطيعة، رغم وجود بعض الكلام عن وساطات عربية في الموضوع”.
وأوضح لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الطرف الجزائري عندما قرر قطع العلاقات مع المغرب فهو من جهة يكرس لهذه العدوانية التي طالت لأزيد من 40 سنة، ويكرس أيضا لتيار متحالف مع بعض الدول الأوربية، حيث أشارت بعض التقارير أن قطع العلاقات بإيعاز من فرنسا”.
وشدد والخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات نفسه، على أن “الخطاب الملكي كان واضحا بخصوص وجود عناصر مناوئة للمغرب، او دول تحاول زرع القلاقل والمشاكل في المنطقة”.
وخلص أستاذ العلاقات الدولية، عصام لعروسي، إلى أن هذا السلوك العدواني الجزائري هو استمرار في هذا الاتجاه، لان تعيين مبعوث للصحراء من الناحية السياسية يعتبر مناورة، ومن الناحية القانونية غير ممكن وغير منطقي، لأننا ما دمنا نتحدث عن حدود جزائرية، نتحدث عن تندوف في الجزائر، وعن عدم القابلية للارتباط مع شرذمة من المرتزقة، إذ أن دولة الوهم ليس لها وجود أو حدود، لذلك فهذه مجرد مناورة واستمرار في السلوك العدائي ليس إلا”.
جدير بالذكر، أن حبل العلاقات الدبلوماسية المغربية وصل حدته، إذ بلغت علاقات البلدين المنعطف الذي كان متوقعا في علاقاتهما، خاصة بعد الهجوم الصريح والمترادف من النظام الجزائري على المغرب، وكيل التهم له، حيث قررت السلطات الجزائرية، الثلاثاء 24 غشت المنصرم، قطع العلاقلات الدبلوماسية مع المغرب،
وجاء الإعلان عن قرار الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب، خلال مؤتمر صحفي نظمه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، والذي وأوضح فيه أن “قرار قطع العلاقات لن يضر بالمواطنين الجزائريين والمغاربة المقيمين في البلدين”.
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين