لماذا وإلى أين ؟

أفغانستان و نشوة نصر الإسلام السياسي

د. مراد علمي

كنعرفوا أتباع الإسلام السياسي فى المغرب اللي أكيد كيفرّقوا اليوما الحلوى أو التهاني بيناتهم بطريقة سرية، لأنهم كيعتابروا نسحاب الدول الغربية من أفغانستان فوز ليهم، فوز على دول حاولات تفرض على شعب كولــّـو نظام أو مؤسسات غريبة عليه، لا من حقوق الإنسان، حرية التعبير، تحقيق الذات، المساواة بين الراجل أو المرأة، الحريات الفردية، بالأخص الديمقراطية.

كاينين حتى بعض رموز السلفية الجهادية المغربية اللي عبــّـروا على فرحتهم “علانية”، البعض منهم مقرّب گاع من الحزب الإسلامي المغربي اللي ستقبل إسماعيل هنية  أخيرا كرئيس دولة، هاد السيد گالس اليوما كيمجـّـد فى حركة طالبان أو كيترامى الورود أو رسائل الود بينو أو بين كبار الطالبان، لا داعي للنقاش: من حق الفلسطينيين تقرير المصير فى دولة مستقلة بجنب إسرائيل.

اللي ما خصـّـناش ننساوْا أن حركة الطالبان منظمة خاضعة للاملاءات الإسلام السياسي، كولـّـها حقد، خراب أو دمار، غير فى 8 من ماي 2021، قبل من عيد الفطر شي شوية، كثر من 50 طفل أو طفلة ماتوا فى هجمة إرهابية فى كابول كولــّـها غدر أو ضغينة، القنبولة اللولة تطرطقات فى باب الثانوية، باش إخرجوا التلامذ بالزربة من المؤسسة التعليمية، غير كانوا معرّمين فى الباب ستقبلاتهم 2 قنبولات خرين، الرسالة واضحة “لا غبار عليها”: التخلف،  الركود أو الحنين للعصور الوسطى حسن بكثير من  التعليم، العلوم أو إنجازات الحداثة، ولوْ مقاطع معبّرة عرّات على تناقضات الإسلام السياسي لمّا كتشوف مقاتلين طالبانيين فرحانين بحال شي مراهقين كيتسلا ّوْا فى “دوامة الخيل”، “كاروسيل” بالفرانساوية، ولا ّ فى صالات “الـدّجيم”.

هادوا اللي كيستعملوا الخدع غادي تيق بيهم المرّة الجـّاية؟ بحال اللي كذب عليك مرّة، واش تيق بيه عاودتاني؟ “لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين”، يعني التيقة، المصداقية تبخــّـرات، أو جميع الأنظمة التعسفية، التوتاليتارية كتمتهن الكذوب أو تلفيق التهم، فى عوط ما تركــّـز على أخطائها، مشاكلها أو تلقى ليهم حلول ناجعة، بحال الجارة الشرقية على سبيل المثال، كتفضـّـل تعـلــّـق فشلها على غيرها.

من المحتمل أن بعض السلفيين الجهاديين المغاربة غادي يلتاحقوا من جديد بهاد المشروع الإسلامي الإرهابي كيف ما طرى مع تنظيم داعش، ملف المعتقلين المغاربة أو أولادهم اللي قابعين فى حباسات سورية أو العراق باقي مطروح لحد الآن، أو هادوا كلهم يمكن لينا نعتابروهم قنابل موقوتة اللي ضروري تعرف الأجهزة الخاصة كيفاش تتعامل معاهم، جميع الدول متخوفين من جلب رعاياهم من دوك البلدان، ولو هاد القوم كيتسـنــّـاوْا بالرّيق الناشف فوقتاش إرجعوا للمسقط الرأس، ولكن السؤال يبقى مطروح: شنو اللي غرّهم حتى تخـلا ّوْا على بلدانهم الأصلية؟ واش كانوا واعيين بأنهم لتاحقوا بمنظمة إرهابية ولا ّ كانوا كيحلموا بعينهم محلولين؟ خـصــّـهم ياخذوا غير عبرة من المثل المغربي الحكيم: “مع من شفتك شـبــّـهتك”، من حق الدولة تحمي المواطنات أو المواطنين من كيد، مكر أو حقد الإرهابيين الإسلاميين، أو التاريخ شاهد عليهم: الهجمات الإرهابية فى الدارالبيضا، مراكش، شمهروش، سلا، المطلية بصباغة الدين أو الملة، ولوْ الدين كيف ما كان نوعو بلاصتو الطبيعية ديما المعبد ولا ّ الجامع، خلط الدين بالسياسة ما عمـّـرو غادي ينجح، لأن الدين مسألة شخصية أو شؤون السياسة مسألة الشأن العام، أو جميع الأنظمة الدينية كتدخول فى مواجهة دامية مع عامة الشعب حتى كتطرد من الحكم كيف طرى فى السودان أو مصرى، الإخوان المسلمين، خوت الإخوان فى المملكة، ولا ّ كتشييـّـد نظام سفـّـاك، سالب للحريات، كولــّـو خبث، غلول، بحال فى إيران فاين كثر من 5000 شخص كيتشنق ولا ّ “يرمى بالرصاص” كولا ّ عام.

لا الطالبان لا جميع المدمنين على الإسلام السياسي عندهم مشكل مع المرأة، مع حقوق المرأة اللي كيعتابروها مصدر جميع آلام حريق راس البشرية، ما نسيناش كيف وبـّـخ مسؤول كبير منتامي للحزب الإسلامي المغربي برلمانية اللي ما كانتش لابسة حوايج معينة حسب ذوقو، أو ها هوما الطالبان كيحجبوا من جديد تصاور العيالات  الموجودة فوق بيبان المتاجر بصباغة كحلة بحال الغيام، الضبابة، الغمـّـة اللي جابوا معاهم.

الطالبان عندهم اليوما مشكل كبير: اللي بغى يحكم، خصـّـو الفلوس، ما كتبقاش فى التصاور، فى رغبة التباهي، النشوة بالنصر فى القصر الرئاسي، لأن أفغانستان كتعتابر من أفقر دول العالم، تقريبا 40 مليون نسمة، أو الدخل الخام ما كيفوتش 19 مليار دولار، أو كثر من 40 فى الميا كولــّـها مساعدات مالية خارجية، يعني الدولة ما كتحقق لا تقدم، لا زدهار معرفي ولا ّ قتصادي، غير تفريخ البؤس، الفقر، التخلف أو الصراعات القبلية باسم الإسلام السياسي، أو الأمية متفشية لحد الآن بشكل رهيب، لأن حسب طريقة تفكير الطالبان غير القراية فى المسيد سُـنة، أمـّـا القراية فى المدارس، الثانويات ولا ّ گاع الجامعات معصية، حتى بداوْا كيرفضوا من جديد إسمحوا للطالبات الولوج للجامعات.

أغلب الدول المساهمة دول غربية اللي جمّدات اليوما جميع المساعدات المالية، حتى الصندوق النقد الدولي وقــّـف الإمدادات حتى تتضح الصورة، أكيد أن الطالبان كيتوفروا على مداخل اللي كتراوح بين 300 مليون حتى مليار دولار، ولكن مساهمات الدول الغربية كتفوق هاد المبالغ بكثير، حتى 15 المرة، بالنسبة للانصار الإسلام السياسي ما فيه حرج إيلا كان مصدر تمويل هجماتك من عمليات إجرامية، من المحرمات من الإسلام بنفسو، بحال التجارة فى الأفيون، ولكن حتى الابتزاز بالتهديد أو ختطاف الأبرياء بغية الاستفادة من الفدية.

كـتعتابر أفغانستان اليوما أكبر مصدر للأفيون فى العالم بمباركة، تزكية فرسان الإسلام السياسي، ماشي غير آلف، آلفاين كينشطوا فى هاد القطاع، ولكن مئات الآلاف، يعني ستئصال هاد الظاهرة غير وارد فى السنوات المقبلة، زيد عليها الضرائب اللي فرضوها الطالبان على جميع المواطنات، المواطنين فى المحافظات اللي بسطوا عليها يدهم.

على ما كنلاحظوا اليوما كبار مسؤولين الطالبان كيحاولوا تهدئة مخاوف المجتمع الدولي، التاريخ بوحدو هو اللي غادي يحكم عليهم، لحد الآن يلا ّه تركيا، الصين أو روسيا اللي رحـّـبوا بتصريحات الطالبان، تكتيكات، مناورات سياسية لا غير، لأن لا الصين لا روسيا متخوفين من حماس، حـُـرقة الطالبان الفياضة، نظرا للأقليات المسلمة اللي عايشة فى أوسط شعوبهم، الصين فى العمق غير معنية بصراعات الآخر، اللي كيهم أحفاد ماوو هو جني المال أو الجاه، أو جميع الاعتبارات لوخرين غير ثانوية.

باش غادي إسييــّـروا الطالبان الدولة؟ بالشعارات، بصور تذكارية، بسورات ربـّـانية؟ كثر من 9 مليار دولار من حتياطي البنك المركزي متواجد فى الخارج، حتى “ويسترن يونيين” وقفات جميع العمليات البنكية فى البلاد، حتى تدهورات العملة الأفغانية، أو هادا كيأدي “قسريا” للزعزعة الاستقرار، الاستقرار ضروري كيف ما جا فى خطاب عاهل المغرب الأخير.

الاستقرار السياسي أو الاقتصادي هو مفتاح الفرج، أو يمكن لينا نعتابروه من مسلمات الدول الناجحة، هو اللي كيضمن العيش الرغيد، الرفاهية، الازدهار المعرفي أو الاقتصادي، الرقي أو كيشكل الإطار المناسب للمستثمرين الخصوصيين أوْ المؤسساتيين، أو الاستقرار هو اللي كيقوم بتسويق، ترويج صورة مشرقة للبلاد، للمنتوجاتها أو كيردّها أكثر جاذبية، لأن المنافسة على جلب حصة مهمة من الاستثمارات الأجنبية ديما كتكون حامية الوطيس، أو كون ما كانوش مئات المليارات ديال الدولارات اللي ستثمرات الدول الغربية فى الصين ما عمـّـرها تعرف هاد القفزة النوعية حتى رجعات ثاني قوة قتصادية فى ظرف وجيز، ما كاينش ما حسن من الأمن، الأمان أو الاستقرار السياسي أو الاقتصادي، أمـّـا العين بالعين، كيف قال غاندي: “ما يمشي حتى يرجع العالم  كولــّـو عـْـمى”.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.      

 

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
marocain
المعلق(ة)
7 سبتمبر 2021 01:34

ان الله يفعل ما يشاء لا ما تتقول به الله أكبر

ابو زيد
المعلق(ة)
7 سبتمبر 2021 01:03

المرجو ان تتابعوا موضوع الانسحاب الامريكي من أفغانستان عبر القنوات الامريكية!!
اي من المعنيين الأصليين بالموضوع!
مثلا خسرت امريكا ملايين الدولارات على حرب لم تجني منها شيئا!!
في امريكا يرى اعلامها انهم حاولوا فرض ديمقراطية فاقدة للشرعية على شعب باكمله!!
في احدى البرامج الامريكية أكد عدد من الصحفيين ان الرئيس الذي هرب الى الإمارات نهب من الأموال ما استطاع تحميله في طائرته و ترك وراءه…
في احدى البرامج أيضا و مستهزئا دعى احد الصحفيين الى إلزامية تدريس اخفاقات دولتهم العسكرية كفييتنام، حتى لا يعيدوا الكرة!!
اما هذه الأنواع من التحاليل فهي سطحية مزاجية لا تغني حتى …
نحن نريد و نطمح الى محللين لديهم رؤية مستقبلية تفيدنا في تحليل الوضع العالمي!!@

طارق الكندي
المعلق(ة)
7 سبتمبر 2021 00:52

الكاتب ينظر من منظار راسمالي بحث و تناسي عدة مشاكل خلفها النظام المتوحش،ماذا تفيد الراسمالية الفقير سوى استنفاذ جهده لهتا وراء قضمة ماكل وماخلفه من سرقة المال ااعام بدعوى تامين البلد و المشاريع الكبرى و سرقة الميزانيات ،و مايعيبه الكاتب هو شرع الله فوق سبع سماوات
فرحنا لطالبان و تحررها في انتظار من سيحرر جمهوريات و ممالك ساكس و پيكو

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x