لماذا وإلى أين ؟

نعم للإنجليزية لا للفرنسية

نبيل بكاني*

توضيحا لكل لبس بشأن الحملة الشعبية الوطنية التي ساهم وشارك فيها مئات الآلاف من المغاربة والداعية إلى استبدال الفرنسية بالانجليزية، فإن ما ذهبت إليه بعض الأصوات التي حذرت من الخروج من هيمنة لغوية فرنسية إلى هيمنة إنكليزية، نوضح أن المبدأ الأساس الذي قامت عليه الحملة هو التحرر من الخضوع اللغوي والارتهان إلى لغة أجنبية وجعلها لغة إدارة وتخاطب مع شعب معظمه لا يتقنها، وفرضها في التلفزيون والحياة العامة على مواطنين لا تمت لتاريخهم ولا لهويتهم بأي صلة، وكل ذلك من خارج الدستور الذي ألزم باستعمال اللغة العربية في جميع المجالات، ولم يستثني منها لا تعليم ولا إعلام.

بالمختصر  هدف الحملة هو التخلي عن الفرنسية بشكل كلي لصالح اللغة الانجليزية، بحيث يتعلم المتمدرس هذه اللغة في مرحلة الإبتدائي (مع وجوب العودة إلى تدريس اللغة الأجنبية من المستوى الثالث من الإبتدائي)، وأن تكون الانجليزية هي اللغة الثانية في الإدارة، فتكتب بها أسماء الإدارات وعناوينها وتجعلها في مواقعها الإلكترونية وعلى صفحاتها في وسائط التواصل الاجتماعي وفي الوثائق خصوصا تلك التي يُعنى بها أيضا المقيمون من الأجانب، وذلك بدل اللغة الفرنسية، مع التأكيد على ضرورة التفعيل السليم والحرفي لمنصوص الفصل الخامس من الدستور الذي حدد استعمال اللغات، إضافة إلى ضرورة إصدار قانون يعزز حضور اللغة العربية ويفرض هيمنتها، حتى لا يكون لها منافس من اللغات الأجنبية.

وهنا، لسنا في حاجة لإعادة توضيح حتمية وضرورات التحول نحو اللغة الانجليزية، لأن تلك الأسباب أصبحت معروفة ويكفي ما ينشر من مقالات وتدوينات وتعليقات، وقد تحدث شخصيا باستفاضة في إحدى القنوات الإخبارية عن تفاصيل الحملة.

ولكن، كل ما يمكنني قوله هنا، هو أن التحول من الفرنسية إلى الانجليزية تفرضه إرادة شعبية عبر عنها حوالي ستة ملايين مواطن مغربي تفاعلوا بالإيجاب مع الحملة، ويفرضه الصوت الشعبي الموحد الذي عبر لأول مرة في تاريخ البلاد عن قراره حسم قضية اللغة والتخلي عن لغة مهزومة دوليا لصالح أقوى لغة في هذا العالم.

وهذا الصوت المعبر عنه لا يقل عن الصوت الشعبي المعبر عنه في الانتخابات الفارطة، وطالما أن رئيس الحكومة المكلف قد أفصح عن رغبته في الإنصات للشعب، بعد عشر سنوات عجاف من استبعاد الشعب رغم الدستور الجديد، ولأن على عاتق الحكومة المرتقبة تنفيذ تقرير النموذج التنموي الجديد، الذي أكد من جهة على إشراك الجميع، كما أكد على أهمية اللغة الانجليزية، فإن المطلوب هو:

إدراج اللغة الانجليزية في مرحلة الابتدائي وتقويتها في باقي المراحل التعليمية.

إلغاء اللغة الفرنسية في القنوات الحكومية، والإعلام الرسمي الممول من أموال المغاربة، مقابل تخصيص نشرات إخبارية واقتصادية باللغة الانجليزية.

تعزيز حضور الانجليزية في المجال السياحي، مثل المواقع الأثرية ووسط المدن الكبرى، على أن تكون لغة ثانوية بعد اللغة الوطنية.

استعمالها بعد العربية في مكبرات الصوت داخل القطارات وفي الشاشات الرقمية.

لغة ثانوية في الإدارة، في بعض الوثائق التي يكون الأجانب المقيمين معنيين أيضا بها، وإضافتها تحت العربية في يافطات الشوارع واللوحات التشويرية وعلى الطرق السيارة وعلى مداخل الإدارات.

*مدير مركز حماية الحقوق الإجتماعية والإستراتيجيات الإنمائية

إن الآراء الواردة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي “آشكاين” وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

9 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
استادة لغة أجنبية
المعلق(ة)
27 سبتمبر 2021 12:35

ليس المراد تعليما لادب و العلموم باللغة الانجليزية و انما الهدف هو جعلها اللغة الاجنبية الاولي لا غير. كل الحضارات المتقدمة تقدمت بلغتها و لا نرى دولة مهمينة عالميا في السياسة او الاقتصاد وقد علمت ابناءها بلغة أخرى غير اللغة الام. الهند لا زالت تتخبط اجتماعيا و اقتصاديا لانها لم تخرج من جلب اببريطانيا

سوسي
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2021 22:12

اضافة الى الامازيغية التي ينص عليها دستور البلاد. العربية لغة وافدة بدورها شئنا ام ابينا.

الحسن المريني فرنسا
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2021 12:56

علاش ماشي اللغة الصينية اللي خصها تكون اللغة الثانية ؟ ربحا للوقت مادامت أمريكا و بريطانيا تجنحان نحو الأسفل علميا و تكنولوجيا و مادامت الصين ستصبح القوة العالمية رقم 1 في غضون عقد أوعقدين ؟

AMAZIGH
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2021 10:56

هل الدول الغربية مكثرة باللغة العربية على غرار تلهفكم؟؟
كم دولة افريقية ناطقة باللغة الانجليزية وغارقة في المشاكل؟
الصين وتركيا ،هل اللغة الانجليزية من اوصلتهم الى ما هم فيه؟

كم من مواطن انجليزي او امريكي …لم تسعفه لا جنسيته ولا لغته الانجليزية من الارتقاء في السلم الإجتماعي،بل ويعيشون في الشوارع ومشاكل من كل نوع؟؟
لا أدافع عن أي لغة ،ولكن الإنهزامية الداخلية للبعض تعلي من شأن بريق الغرب وتتغاضى عما يتخبط فيه من مشاكل اجتماعية واقتصادية وقيمية!!
كفوا عن تسويق الوهم ،حثوا المواطن على المثابرة والإجتهاد والإصرارعلى التفوق بأي لغة وفي اي شعبة وفي اي مكان ،فالكفاءة من يصنع الفرق ،وليس اللغة!!

عصير زعزع
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2021 09:53

بكل صراحة للعالم الغربي الانجلوساكسو يتوجه للتعلم اللغة الفرنسبة و هي لغة الفقر لكن الانجليزية هي لغة العالم الاولى و تفتح لك ابواب في الدراسة و العمل . ليس كلا الناس تتحدت الفرنسية بعكس الانجليزية…
تحياتي

الحبيب
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2021 08:13

فكرة ممتازة ولكن اين هي الاطر التي ستدرس المواد الادبية و العلمية باللغة الانجزليزية . التحدث بهذه اللغة لا يعني القدرة على التدريس بها حيث لحد الساعة لا يوجد إطار anglophone يتوفر على المهارات المطلوبة ليصبح مدرسا . جل حاملي الاجازة او ما فوق في الانجليزية يتقنون la communication فقط .

Mohamed
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2021 07:30

لماذا لا يتم إطلاق حملة نعم للامازيغية؟

Ali
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2021 01:19

طزطزة لا غير.. الألماني لا يتكلم الإنجليزية وألمانيا أول قوة اقتصادية بأوروبا.. الفرنسي لا يتكلم الإنجليزية وفرنسا قوة اقتصادية ونووية لا يستهان بها.. الإيطالي والاسباني لا يتكلمان الانجليزية والناتج الداخلي الخام ل لهاتيْن الدولتين تباعاً 1652 مليار أورو، 1122 مليار أورو.. الطانزاني يتكلم الانجليزية والناتج الداخلي الخام لطانزانيا لا يتعدى 55 ملياراً .. مصر ونيجيريا وإثيوبيا وكينيا والسودان وأوغاندا والمالاوي والكاميرون وليبريا والملاوي وزامبيا وزيمبابوي وباهاماس ودومينيك وغوييانا إلخ دول أنڭلوفونية فهل هذا يعني أنها دول بالضرورة متطورة ؟ تطور الشعوب يبدأ من إدراكها أولاً أنها متخلفة وليس بالتطبيل للدجل الأيديولوجي.. نحن متخلفون لأننا أحسن بلد في العالم ولا حاجة بنا إذن للتطور.. أتساءل هل صاحب المقال يجيد اللغة الفرنسية التي درسها أزيد من 14 سنة

مواطن
المعلق(ة)
25 سبتمبر 2021 23:38

تصحيح الدستور ينص على الأمازيغية أيضا، فإذا علمت فهي مصيبة واذا لم تعلم فمصيبة أكبر، انت من المناهضين للفرنسية لفائدة العربية تحديدا وهنا يكمن الشيطان.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

9
0
أضف تعليقكx
()
x