2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تشهد العلاقات بين الجزائر وفرنسا توترات حادة عقب تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، التي اعتبرها النظام العسكري الجزائري مسيئة له، ورد فعل الأخير الذي اعتبر “عنيفا وغير مدروس”.
توثر هذه العلاقة بين البلدين وصل إلى حد استدعاء الجزائر سفيرها بباريس وإغلاق المجال الجوي أمام لطائرات العسكرية الفرنسية، وذلك وصف ماكرون للنظام الجزائري بـ “المنهك” ونعت رئيسه، عبد المجيد تبون بـ “العالق داخل هذا النظام”.
أسباب وراء تدهور العلاقات بين الجزائر وفرنسا
وفي هذا الصدد، أورد محمد شقير، المحلل السياسي والخبير في الشؤون العسكرية، أن من شأن توتر هذه العلاقات أن تتزايد في الساعات المقبلة وتتصاعد، على اعتبار أن النظام الجزائري معروف عنه القيام بردود فعل عنيفة، وهو ما انعكس في استدعائها بسرعة لسفيرها بباريس للتشاور وإغلاق الأجواء الجوية أمام الطائرات العسكرية.
وأوضح المتحدث في تصريح لـ “آشكاين” أن التواجد الروسي في شمال إفريقيا والساحل أغضب فرنسا ليطلق رئيسها تصريحات ضد النظام العسكري بالجزائر، كما أن الأخير متخبط في محاولة إيقاف صدور كتاب جديد حول النخبة العسكرية الجزائرية وأسرار النظام الحاكم، حيث أسفرت هذه العوامل ضمن أخرى عن توتر في العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.
تصاعد لتوتر العلاقات.. لكن لن تصل للقطيعة
ويرى شقير أن بإمكان هذه العلاقات أن تشهد منحى تصاعدي بالنظر إلى الأزمة الداخلية للجزائر وحساسية الملفات التي تجمع بين الجانبين آخرها تقليص تأشيرات السفر إلى النصف بالنسبة للجزائريين والمغاربة والتونسيين.
إلا أن الوضع، يردف المحلل السياسي لن يصل إلى حد قطع الجزائر علاقاتها مع فرنسا كما فعلت مع المغرب، لأنها لن تتجرأ على ذلك في ظل امتلاك بلاد الإفرنج لأوراق وأسرار ضد الجارة الشرقية من قبيل وثائق عن ملف القبايلية والمعارضة الجزائرية.
التوتر الحاصل في صالح المغرب
وشدد المتحدث على أن توتر العلاقات بين البلدين لم يكون إلا في صالح المغرب، الذي يجب أن يستغل هذا الأمر للتأكيد للمنتظم الدولى على أن الجزائر أصبحت في عزلة حادة، مبرزا “يمكن للمغرب أن يوظف هذه الورقة لإعلان أن النظام الجزائري نظام استفزازي عنيف لا يمتلك لا اللباقة السياسية ولا الدبلوماسية”.
واعتبر شقير أن هذه الأحداث ستكون بمثابة إعادة جسور التفاهم بين المغرب وفرنسا، بعد الركود الذي شهده البلدان معا في الآونة الأخيرة، إذ يجب أن يتم التفارب فيما بينمها من أجل وضع حد للنظام الجزائري ومواجهة تحركاته.