عين الملك محمد السادس، أمس الأحد 17 أكتوبر الجاري، وزير الاقتصاد والمالية في الحكومة السابقة؛ محمد بنشعبون، سفيرا للمملكة المغربية، وذلك باقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
ويأتي هذا التعيين في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات المغربية الفرنسية نوعا من التوتر والفتور، وآخرها قرار فرنسا تقليص عدد تأشيرات المغاربة إلى النصف (إلى جانب الجزائريين والتونسيين”، الأمر الذي اعتبره المغرب “غير مبرر”.
وفي هذا الصدد، أورد الباحث والمحلل السياسي، محمد شقير أن منصب سفير المغرب بفرنسا له صبغة خاصة وأهمية كبيرة تتميز عن باقي السفارات، مبرزا “ولعل اختيار بنشعبون في هذا المنصب، في اعتقادي، مرتبط باعتبارين اثنين”.
أولهما، يبرز شقير في تصريح لـ “آشكاين”، هو اعتبار سياسي وأساسي ينعكس من خلال أن جل المنتجعات الملكية وجل زيارات أفراد العائلة الملكية بل وعدد منهم مقيمين بهذا البلد، وبالتالي فإن السفير ستكون من مهامه هو التعامل مع العائلة الملكية المقيمة هناك”.
أما الاعتبار الثاني، يردف المحلل السياسي يكمن في أن هناك علاقة خاصة بين البلدين بحكم الإرث التاريخي وأهمية العلاقات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية، مبرزا أن “اختيار بنشعبون كوزير اقتصادي سابق له تكوين مالي واقتصادي وكذلك تدرجه في قطاعات مهمة كالبنك الشعبي يدل على أن هذه الخلفية لعبت دورا في اختياره بهذا المنصب.
وعن الملفات التي تنتظر بنشعبون وسياق تعيينه في هذه الظرفية التي تشهد تشنجا في العلاقات بين البلدين، يقول شقير إن الظرفية تتسم بنوع من التوتر والفتور واختيار شخصية تقنوقراط في منصب سفير الرباط بباريس رسالة مفادها أن المملكة تحاول إعطاء دفعة جديدة لهذه العلاقات.
واعتبر شقير أنه بالإضافة إلى تعيين بنشعبون سفيرا لفرنسا فإن تعيين يوسف العمراني سفيرا للاتحاد الأوروبي في ذات المجلس الوزاري المنعقد يوم أمس الأحد، والتي تأتي في إطار شد وجذب بين المغرب والاتحاد الأوروبي بشكل عام هو محاولة إعادة الدفئ السياسي والقتصادي والمالي لهذه العلاقات.
ويرى المتحدث في ختام تصريحه للموقع، أن إعطاء الأولوية لتعيين سفير مغربي بفرنسا، يعني بحسبه، أن صانع القرار في المغرب يحاول إعادة مد الجسور مع هذا البلد الأوروبي.