لماذا وإلى أين ؟

قرارات لبنكيران تفضح “نفاقه” السياسي

تفاجأ العديد من أعضاء وقياديي حزب “العدالة والتنمية” بالقرارات التي اتخذها عبد الإله بنكيران، فور انتخابه أمينا عاما لذات الحزب.

فبعد يومين فقط من انتخابه لقيادة “المصباح” من جديد، أمر بنكيران رئيس مجموعة حزبه البرلمانية بمجلس النواب، عبد الله بوانو، بالتريث في معارضة الحكومة الحالية والخفض من حدة انتقاداته لها. كما أمر أعضاء الأمانة العامة والمجلس الوطني بالامتناع عن التصريح للصحافة والابتعاد عن التدوين بمنصات التواصل الاجتماعي.

قرارات بنكيران التي كشفها القيادي بالحزب ورئيس جناحه الحقوقي عبد الصمد الإدريسي، لم تفاجئ أعضاء حزبه وفقط، بل فاجأت العديد من المتتبعين والملاحظين للشأن الحزبي والسياسي المغربي، حيت كان جلهم يتوقع أن يدشن هذا المسؤول الحكومي المعزول، مشواره الجديد على رأس حزبه بمعارضة شرسة للحكومة الحالية، انطلاقا مما أبداه من انتقادات شرسة لرئيسها، عزيز أخنوش، قبيل أيام فقط من الاستحقاقات التي قادته (أخنوش) على صدارة نتائج الصناديق ومنه إلى ترؤس الحكومة.

بن كيران الذي عزل بسبب فشله في تشكيل الأغلبية الحكومية سنة 2016، ورفض إخوته حينها التجديد له لولاية ثالثة على رأس البيجيدي، والذي خرج قبيل يومين من موعد الاستحقاقات الانتخابية الجديدة ليفتي في الدستور والصلاحيات التي منحها هذا الأخير لرئيس الدولة، ومانحا نفسه صلاحيات اختيار من يصلح رئيسا لحكومة المغاربة، بقوله “أنا مانسمحش يكون أخنوش رئيسا للحكومة”، ووجه انتقادات تجاوزت حد اللباقة لأخنوش، هو نفسه بنكيران الذي عاد بعد انتخابه ليطالب بعدم معارضة رئيس الحكومة الذي هو أخنوش !!

كما أن بنكيران هذا الذي كان لا يتوانى في الخروج علانية لينتقد أعضاء حزبه، والتحريض ضدهم، برسائل أوراق المرحاض ولايفات مستوحتى ما هو شخصي واجتماعي بينهم، وكانت من بين الأسباب في الاندحار المزلزل خلال استحقاقات 8 شتنبر الماضي، هو نفسه بنكيران الذي أصدر أمرا لأتباعه بالأمانة العامة والمجلس الوطني وبقية هياكل الحزب بعدم الخروج بتصريحات أوتدوينات في الشأن الحزبي أو السياسي، أي بمنطق حلال عليه وحرام على أتباعه.

قرارات بنكيران فضحت زيف شعارات السياسية المغلفة بخطاب أخلاقي ينهال من أدبيات الإسلام السياسي، وأوضحت، لمن لازال يحتاج إلى توضيح، أن هذا الرجل، الظاهرة الكلامية الشعبوية، لا يمكن الثقة في خطاباته ووعوده السياسية، وأن كل ما يهمه هو مصلحته الشخصية، ومن بعده فالطوفان.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
sara
المعلق(ة)
3 نوفمبر 2021 21:49

لم ولن يغير سياسة عفى الله عما سلف

لن نسلمكم اخانا
المعلق(ة)
3 نوفمبر 2021 18:41

المغاربة ينتظرون تجريد هذا الشلاهبي المسمى بنكيران من تقاعده المسروق المغتصب من مال الشعب دون أن يكدح فيه كباقي الموظفين والاجراء بعدها فليتاجر في الدين والسياسة والمناصب وتبليص الخلان والخليلات وحماية حامي الدين المتهم بقتل مغربي اعزل الشهيد ايت الجيد بن عيسى اما غرغري اولا تغرغري فذاك امر اخر

عبد
المعلق(ة)
3 نوفمبر 2021 18:18

بنكيران الوزير الاول او رئيس الحكومة الذي يعرفونه المغاربة في المدن و القرى والمداشر والجبال والسهول بما له وعليه.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x