2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لم يُعد المغرب لحد الساعة سفيرته كريمة بنيعيش إلى مدريد، منذ استدعائها في ماي الماضي عقب اندلاع الأزمة غير المسبوقة بين المغرب وإسبانيا بسبب استضافة الأخيرة لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي.
ويأتي التماطل في عدم إعادة السفيرة أو تعيين سفير جديد لدى إسبانيا، بالرغم من الرسائل الإيجابية المتبادلة بين تصريحات كلا الجانبين بخصوص مستقبل العلاقات بين البلدين وتجاوز الأزمة، خصوصا بعد خطاب الملك الذي دعا فيه لإعادة فتح صفحة علاقات جديدة وغير مسبوقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.
وفي هذا الصدد، أورد المحلل السياسي محمد شقير أن عدم إعادة السفيرة إلى مدريد لحد الساعة مرتبط بسياق سياسي متسم بالتوتر، مبرزا أن الرباط لا ترغب في التسرع وإعادة سفيرها خصوصا وأنها، ربما لم تتلقى إشارات واضحة لعودة العلاقات وفق ما يرغب فيه المغرب.
وأضاف شقير في تصريح لـ “آشكاين” أنه بالرغم من إرسال الملك إشارات لاستئناف العلاقات، فإن المغرب بحكم إكراهات الانتخابات وتشكيل الحكومة بالإضافة إلى عدم توصله بإشارات واضحة يفضل الإبقاء على الأمور كما هي في الوقت الحالي في ظل عدم استجابة اسبانيا.
وسجل المتحدث أن خطاب الملك الأخير بمناسبة الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء أشار إلى أصحاب المواقف الغامضة، وهنا يعني كل من إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبالأخص إسبانيا التي يريد المغرب أن تحدد موقفها وتعيد النظر في موقفها من الصحراء المغربية.
ولعل تصريحا وزير الخارجية ناصر بوريطة وخطابات الملك، يشدد شقير تعكس رغبة حاسمة في إغلاق قوس العلاقات المتوترة بين الرباط ومدريد، لكن وفق أرضية وأطروحة سياسية لصالح المغرب ووحدته الترابية التي لم يتنازل عنها.
وعلاقة بالموضوع، فإن صحيفة “إلباييس” قالت إن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس يوم السبت الماضي شكل قلقًا لوزارة الخارجية الإسبانية ليس بسبب محتواه بقدر ما هو بسبب النبرة التي تحدث بها العاهل المغربي.
وأوضحت “كان الحدث يتعلق بإحياء الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، التي أدت إلى تخلي إسبانيا عن الصحراء، وكان من المتوقع أن تعيد التأكيد على الطبيعة المغربية للمستعمرة الإسبانية السابقة، لكن الملك انتهز الفرصة لإطلاق رسائل تحذيرية إلى إسبانيا والاتحاد الأوروبي”.
وفي إشارة إلى الشركاء الأوروبيين ، قال الملك لمن “يتخذون مواقف غير محددة أو مزدوجة بشأن الصحراء، إن المغرب لن يتخذ معهم أي خطوة اقتصادية أو ثقافية لا تشمل الصحراء المغربية”، وذلك بعد أن ألغت محكمة العدل الأوروبية اتفاقيات الصيد والتجارة مع الرباط لإدراج مياه وأراضي الصحراء المغربية، التي لا تزال محط تنازع.
وأوضح المصدر “والأكثر إثارة للقلق في الخطاب الملكي كانت عبارة أخرى: “نحن الآن من حقنا أن نتوقع من شركائنا مواقف أكثر جرأة فيما يتعلق بمسألة وحدة أراضي المملكة”، مسترسلا “إن الخطاب مشابه جدا لما قاله، في يناير الماضي، رئيس الدبلوماسية المغربية، ناصر بوريطة ، الذي حث الدول الأوروبية، بما في ذلك إسبانيا، على “الخروج من منطقة الراحة” والإعلان عن موقفها من نزاع الصحراء”.
كما سجلت ذات الصحيفة استغراب إسبانيا من عدم إعادة السفيرة المغربية إلى منصبها بمدريد بعد استدعائها للمشاورات في ماي الماضي؛ كما لم يتم إعادة فتح الحدود مع سبتة ومليلية، ولا تزال الرحلة الأولى لوزير الخارجية خوسيه مانويل الباريس إلى الرباط معلقة.