2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن ضعف التكوين والظروف الاجتماعية والاقتصادية للأساتذة وظروف العمل ونظرتهم للمهنة، من بين العوامل التي تؤثر على قطاع التعليم بالمغرب.
دوافع ولوج المهنة وضعف التكوينات
وأوضح المجلس في تقرير اطلعت عليه “آشكاين” وهم تقرارا بخصوص دراسة عن مهنة الأساتذة في المغرب، أن هؤلاء الأساتذة خاصة المنتمين للمرحلة الابتدائية أبدوا استياءهم من ضعف ومدة التكوين وجودة المكوزنين بالنظر إلى كثافة البرامج وطولها.
وسجل المجلس أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية أو البطالة هي الدوافع الرئيسية لغالبيـة الأساتذة الذين اختاروا مهنــة التعليــم في المغرب، لولوج هذه المهنة، وليس جاذبية هذه الأخيرة أو ميولاتهم الشخصية تجاه القطاع.
وأضاف أن مباريــات توظيــف الأساتذة تلقى إقبالا كبـيـرا، ففـي دجنبر 2018 ترشـح لهـذه المباريات 220000 مرشـحا للتبـاري عـلى 15000 منصـب، اختير منهـم 149000 لاجتياز الاختبارات الكتابيـة والشـفوية.
وأبرز أن هذا الرقم لا يجعلنا نســتنتج أن مهنـة التعليـم جذابـة، ذلك أن معـدل البطالـة المرتفع جدا بــين الشــباب الحاملـيـن للشــهادات الجامعيــة لا يســمح بالإجابة بإيجاب عــن هــذا الســؤال؛ خاصــة وأن مســتوى متطلبــات ولــوج هــذه المهنة منخفــض.
سلوك الأساتذة وضبابية مهامهم
وشدد التقرير على أن سلوك الأساتذة قد يقود التلاميذ إلى النجاح كما يمكن أن يحطمهم ويعرضهم للانقطاع عن الدراسة، خاصة عندما تكون هذه السلوكات سلبية كالضعف على المستوى البيداغوجي والديداكتيكي والرتابة في القسم، وعدم المبالاة بنجاج التلاميذ والمزاج السيء للأساتذة، وعدم الاحترام والميل إلى العقاب.
واعتبر ذات التقرير أن النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية يشير بشكل عام إلى مهام التربية والتعليم التي يقوم بها الأساتذة، ولا يوجد أي نص يفصل بشكل دقيق وصريح مهام الأستاذ وواجباته، وتسمح هذه الضبابية بهامش مهم من الحرية التي تمكن الفاعلين من تنظيم زمن العمل وتأويله بمرونة، لكن بعض الممارسات المترتبة عن هذه الحرية كثيرا ما تؤثر سلبا على زمن التدريس والتعلم.
ظروف عمل غير مواتية
وأبرز التقرير أن الصعوبات التي يشتكي منها الأساتذة هي ظروف العمل غير المواتية من قبيل الاكتظاظ وضعف مستوى التلاميذ، والصعوبات المرتبطة بالمناطق القروية بسبب البعد والعزلة وندرة وسائل النقل، وصعوبة إيجاد سكن لائق، يضاف إليها الوضعية الاجتماعية الهشة لتلاميذ الأحياء الشعبية الحضرية والقروية الذين ينقلون أوضاعهم الحياتية إلى الأقسام الدراسية، وانعدام الأمن والخوف خاصة بالنسبة للأستاذات.
إضافة إلى الصعوبات التي يواجهها الأساتذة في علاقتهم مع أولياء التلاميذ، ومنها ضعف التزام الآباء بتتبع تمدرس أطفالهم، والمواقف الاحتجاجية لبعض أولياء التلاميذ الذين لا يترددون في المجيء إلى المدرسة، وانتظار وقت خروجهم منها، أو يطلبون مقابلة المدير، إلى جانب مواقف الآباء السلبية من الأساتذة أطر الأكاديميات.
نظرة الأساتذة لمهنتهم
وأكد التقرير أن أغلب الأساتذة يرون أن مهنتهم قد تدهورت على المستوى المهني والاجتماعي، كما يعتبرون أن آفاقهم المستقبلية محدودة، إما التطور داخل النظام التربوي والالتحاق بهيئة التفتيش أو بالإدارة التربوية، وإما التقاعد المبكر والتفرغ لمزاولة مهنة أخرى.
وسجل أن غالبية الأساتذة يرون أن نظام الترقية لا يأخذ بعين الاعتبار المردوية والأداء، ولا يشجهم على الجهد والعطاء، ولا يترك بالتالي مجالا كبيرا لإبراز الاستحقاق، بما فيها الانتقال من درجة إلى درجة بالأقدمية الذي يكون بطيئا وعشوائيا، والظروف التي تجرى فيها الامتحانات المهنية التي تكون غالبا غير سليمة.