2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

مضى على اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحراء عام بالتمام والكمال، منذ تغريدة على تويتر للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في 10 من دجنبر 2020، التي كانت أول شرارة للاتفاق المغربي الأمريكي الإسرائيلي الذي تضمن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء مقابل تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل.
وجرت الكثير من المياه الدبلوماسية تحت جسر ملف الصحراء المغربية، كانت كفيلة برسم معالم جديدة لهذا النزاع الإقليمي الذي عمر لأزيد من أربعة عقود ونصف، وهو يجعلنا نعيد رصد ما تحقق في هذا الملف بحلول الذكرة الأولى للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “مرور سنة على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يعكس الاستمرارية فيه، والتي حافظت من خلالها إدارة بايدن على الاتفاق، في الوقت الذي كان يظن فيه خصوم المغرب أن الاتفاق هو اتفاق بين المغرب وإدارة ترامب”، موردا أن “هذا الأمر تأكد اليوم باعتبارها اتفاقية أمريكية وليست اتفاقية مغربية مع إدارة ترامب”.
وأورد الشيات في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “من ناحية ثانية فإن تأثير الموقف الأمريكي على القرار الأخير لمجل الأمن الذي اتضح بشكل كبير، من خلال اعتبار مقترح الحكم الذاتي هو المسار الأساسي بالنسبة للعملية التفاوضية، والتي هي عملية وحيدة بالنسبة للأمم المتحدة، وهو ما يتنافى مع النهج الذي تريده الجزائر من خلال مسار ما تسميه الكفاح المسلح للشعب الصحراوي، وهو مسار متناقض مع المسار التفاوضي الذي تريده الأمم المتحدة”.

وشدد على أن “القرار الأمريكي أثر على النهج في إطار مجلس الأمن والأمم المتحدة وفي إطار الحل النهائي الذي يتماهى مع التصور المغربي الذي يطرحه
المغرب لحل هذه الأزمة”.
ويرى الشيات أن مرور عام على الاتفاق يبين “استمرار التعاون الأمريكي والمغربي على مستويات متعددة، اقتصادي، والدعم الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية للمغرب، والمناورات العسكرية”.
وأشار إلى أن هذا الاستمرار يظهر أيضا “من خلال اعتبار الأقاليم الجنوبية للمغرب منطلقا للسياسة الأمريكية الجديدة في إفريقيا، باعتبار أن الاتفاق المغربي الأمريكي بني على أساس وجود هذا التصور الأمريكي الموجه إلى إفريقيا من خلال المغرب، والدور الذي سيلعبه المغرب مستقبلا في هذه الاستراتيجية”.
وخلص محدثنا إلى أن “هذه السنة هي سنة تفاؤل، حيث سيتم تمتين هذه العلاقة على مستويات متعددة، بما فيها الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي، في السنوات المقبلة، وتمكين الأمم المتحدة من هدية أساسية لإنهاء الصراع عن طريق التفاوض من خلال الحكم الذاتي الذي وضعه المغرب وتتبناه الولايات المتحدة الأمريكية”.