لماذا وإلى أين ؟

متاجر إلكترونية صينية تُخرب بيوت مغربية

يتزايد الإقبال على التجارة الالكترونية بالمغرب، وخاصة الاقتناء من المتاجر الإكترونية الصينية، يوما على آخر، خاصة بعد شيوع ثقافة الشراء عبر الإنترنت، وسيما في فترة الجائحة، فأصبح العديد من المغاربة يلجؤون لمواقع شراء الملابس والأجهزة الإلكترونية لاقتناء المستلزمات.

فبقدر ما يجد البعض سهولة في العملية لتعوده على اقتناء مشتريات بـ “كليك” بواسطة هاتفه وتوصله بها إلى غاية باب منزله، أو حتى الاعتماد على وسطاء أصبحت مهنتهم الشراء عبر النت لصالح آخرين، بقدر ما خلفت العملية آثار سلبية على التجارة الواقعية بالمغرب، خصوصا ما يخص ملابس النساء وكذا بعض الأدوات والأجهزة الإلكترونية.

وعن حال التجارة بالمغرب، عاينت “آشكاين” عدد من الأسواق لبيع الملابس والأجهزة الالكترونية بمدينة القصر الكبير والرباط، وتحدثت مع عدد من التجار الذين اشتكوا من غلاء المنتوجات أحيانا بضعفي الثمن الذي كانت تباع به قبل الجائحة، سواء فيما يتعلق بالملابس أو بكل ما هو إلكتروني بدءا من “كابلات” الشحن، مبرزين أن رغم اكتظاظ هذه الأسواق  بالناس، فإنهم في غالبية الأمر لا يشترون.

وأجمع محدثو آشكاين على كون ظهور كثرة المواقع الصينية المتخصصة في البيع والشراء وبأثمنة أحيانا أقل من الأسواق المغربية ودون منافسة شريفة كموقعي “شي إن” و “علي إكسبريس”، زاد من حدة أزمتهم التي تتفاقم يوما على آخر دون أن يتم الالتفات لهم ولعملهم الذي لم يعد يدر عليهم بما تحتاجه ايامهم العادية من أساسيات، مؤكدين بالقول إن “الأغلبية فينا ولات كتنش الدبان وكتفتح معطلة لأنه مكاينش شكون يشري”.

وشدد أحد بائعي الملابس الداخلية قائلا “كان هنالك إقبال كبير على الملابس خصوصا قبل الجائحة وكنا نبيع اللباس الداخل الأقل تكلفة بـ 25 درها لكن ارتفعت الأسعار إلى 50 درهم لـ “البياسة”، فكنا نعتقد أنه ربما الأزمة أثرت على مشتريات المغاربة، لكننا تفاجأنا على أن عدد كبير من المغاربة أصبحوا يلجؤون إلى الشراء عبر الإنترنت ومن مواقع صينية ك “شي إن” التي غيرت موازن التجارة بالمغرب بسبب عروضها وتباين أسعارها التي لا تخضع للرقابة”.

ومن جهة أخرى، تواصلت “آشكاين” مع شابتين وشاب من المتسوقين عبر الانترنت لمعرفة وجهة نظرهم في ازدهار التجارة الالكترونية وسبب تفضيلهم هذه الأخيرة على الخروج والتسوق بأنفسهم في المحلات، وأبرزوا أن العامل الأول يكمن في عملية الشراء دون تحمل عناء “الدوران” من محل لآخر.

وأوضح الشاب وهو في عقده الثالت، أنه منذ أزيد من 3 سنوات وهو يقتنسي مستلزماته من موقع “علي إكسبريس” الصيني، موردا بالقول “عندما أكون بحاجة لشراء منتوج ما أقوم بزيارة الموقع وأضف مقتنياتي بكليك بسيط إلى سلة المشتريات ودائما ما أبحص عن ما هو رخيص وفي نفس الوقت ذو جودة، وهذا الأمر أصبح عندي كالإدمان وأحيانا أقوم بعمليات مشابهة لأصدقائي دون أي عناء للتنقل حرفيا إلى محلات عدة قد لا أجد فيما ما أبتغيه، وقد أجد لكن بثمن لا يناسبني أو لأن الجودة سيئة”.

أما الفتاتين فقد أجمعتا على أن التسوق من المتاجر الصينية الالكترونية لا يأخذ منهن أكثر من5 إلى 10 دقائق بين اختيار السلعة وتأكيد عملية الشراء وبواسطة هواتفهم، أي سواء من المنازل أو خارجها أو في العمل أو حتى في وقت متأخر، بل الأكثر من ذلك، وهو العامل الأساسي بحسبهما، هو توفر اهذه المواقع على خيارات متعددة من الموضة و “الستايلات” التي تضاهي كثيرا ماركات عالمية وبأثمنة معقولة.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
حمادي
المعلق(ة)
21 ديسمبر 2021 18:37

التجار المغاربة أصابهم الجشع لم يعد يقنعوا بربح معقول مقبول مما جعل المغاربة يبحثون عن الجودة والثمن الرخيص وقد وجدوا ضالتهم في المنتجات الصينية عبر المواقع الإلكترونية على تجار المغرب ان يراجعوا حساباتهم تحسين الجودة واعادة الثقة في المنتوح الوطني الثمن المناسب هذه مداخل لإنقاذ التجارة الوطنية والتاجر البسيط

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x