لماذا وإلى أين ؟

خبير يُفكك خلْفيات التّقارب القَطري الجزائري وأثرَه على مصالح المغرب

كثـفت الجـزائر اتصـالاتِها مع دول المنطقة العربية، خاصة مع من عُرفوا بقربهم من الطرح المغربي، محاوِلَةً إعطاء اتصالاتها طابعا سياسيا أكبر من حجمه، إذ ظهر في الآونة الأخيرة تقارب ملحوظ بين الجزائر و قطر، وهو ما ترجمته لقاءات وزيارات متكررة لمسؤولين جزائريين لقطر.

وكان آخر تجليات هذا التقارب محادثة لوزير الخارجية الجزائرية، رمطان لعمامرة، أمس الإثنين 3 يناير الجاري، مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر، حيث “استعرض الجانبان وضع العلاقات الثنائية والتحضيرات للاستحقاقات المنتظرة، ومستجدات الأوضاع على الساحة العربية”.

وتحمل هذه التحركات الدبلوماسية الجزائرية تأويلات عديدة خاصة في ظل الوضع الإقليمي المتوتر، كما تطرح تساؤلات عن علاقتها بمصالح المغرب مع دول الخليج على رأسهم قطر.

وفي هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية و تسوية النزاعات والشؤون الأمنية، عصام لعروسي، أن قطر هي البلد الخليجي، الأقل تقاربا مع المملكة المغربية، مقارنة مع الإمارات و السعودية، لكن، لا يمكن الجزم بأن المواقف القطرية هي مواقف معادية للمطالب المغربية و الوحدة الترابية، خاصة قضية الصحراء المغربية”.

وأضاف لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “خلال الإجتماع الأخير لمنظمة تعاون دول الخليج العربي، لم تغرد قطر خارج السرب بخصوص الموقف من الصحراء المغربية، وكان هناك  إجماع”.

موردا أن “الترتيب للقاء ثنائي في إطار التحضير لقمة جامعة الدول العربية، قد يدخل في إطار محاولة الجزائر لفك العزلة عنها من خلال المحيط العربي، لكن هذا اللقاء قد يكون له طابع اقتصادي أكثر منه سياسي وعسكري، خاصة أن موضوع الغاز أصبح مطروحا بشدة بعد إغلاق الجزائر للأنبوب المغاربي، ما جعلها تبحث عن بدائل اقتصادية أخرى، علما أن قطر من الدول الرائدة في تصدير الغاز المسال في العالم”.

وأكد أن “هذا التعاون له طابع اقتصادي، لأن المواقف القطرية المعبر عنها في الإعلام القطري، خاصة قناة الجزيرة، منذ فترة غير قصيرة لم تبدِ أي تعاطف مع الجزائر و البوليساريو، من خلال استقبال وجوه محسوبة على البوليساريو أو أعضاء منها، أو متابعة بعض القضايا الشائكة التي يكون فيها انتقاد للمغرب”.

وشدد المتحدث على أن “دولة قطر تلعب ما يسمى بسياسة الوسط من خلال مسك عصا علاقاتها مع المغرب و الجزائر من الوسط، و هناك احتمال أن تكون قطر دولة وسيطة لمعرفة جذور الأزمة ما بين المغرب والجزائر”.

واستبعد محدثنا “وجود أي تقارب ضد المصالح الثابتة للمغرب، و أنه لقاء عادي لا يمكن تحميله أكثر مما يحتمل، خاصة في هذه الظرفية بالذات، إذ لا يمكن في إطار شمولي أن ننتقد علاقات ثنائية على أنها ضد المغرب، في ظل ظرفية حساسة، إذ لا يمكن القول إن قطر تحابي الجزائر ضدا في مصالح المغرب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
محمد من المملكة المغربية
المعلق(ة)
4 يناير 2022 21:03

هذه اللقاءات أو المباحثاث بالطبع كانت بطلب النظام الجزائري، لا لشيء سوى لجم و كم الأفواه التي تنتقد فيه النظام الحاكم ( العسكر) وأخص بالذكر الدكتور و الصحفي المتميز في قناة الجزيرة فيصل قاسم و هذا ما في الامر و كما قلت هذا النظام أصبح يعد أيامه الأخيرة . حفظ الله المملكة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x