لماذا وإلى أين ؟

عضـوٌ باللّجنة العلمية لكوفيد19: حـــان وقتُ إعادة فتْح الحُدود

بعد الجدل القائم بخصوص استمرار الحكومة في إغلاق الحدود، مما أضر بالكثير من المهنيين الذين يشتغلون بقطاع السياحة، كشف البروفيسور عز الدين الإبراهيمي عضو اللجنة العلمية لمواجهة كوفيد19، “أنه حان الوقت لإعادة فتح الحدود”.

وأورد البروفيسور في تدوينة يوم الأحد 16 يناير الجاري، دبجها على صفحته الرسمية بـ “الفايسبوك”، أنه يناقش منذ أيام موضوع فتح الحدود المغربية، وحاول أن يجد سببا مقنعا للاستمرار في غلقها فلم يجد، متطرقا إلى بعض الأسباب التي من المفروض أن تدفع الحكومة إلى إعادة فتح الحدود.

وأوضح المتحدث قائلا “الحقيقة اليوم أن الإغلاق لا يرصد أي مكتسبات… لا من الناحية الصحية و لا الوبائية و لا الإقتصادية و لا الإجتماعية… و لا يُلمِّع سُمعةَ المغرب و لا يُعطي مصداقيةً أكبر لقراراته… و الإغلاق كذلك لا يحمينا من أيّة انتكاسة… نعم… كل الوافدين علينا و بشروطنا الصحية غيرُ مسؤولين عن أي انتكاسةٍ مستقبلية…”

وقال الإبراهيمي إن “جولة سريعة حول العالم تُبيِّن أن كل الدول فتحت أجواءها و حدودها… بما في ذلك إسرائيل التي كانت سبّاقة لإغلاقهما… فرغم الأرقام القياسية اليومية للإصابات… فتحت إسرائيلُ حدودها و وجهتها السياحية بإشهارات بملايين الدولارات… “.

“كذلك فرنسا تفتح الحدود لبريطانيا رغم أرقامهما القياسية و الخلافات السياسية الكثيرة… وقبل كل هذا و ذاك… ففي يوم 24 دجنبر 2021، أعلنت الولايات المتحدة رفع قيود السفر التي فرضتها، على ثمانِ دول من جنوب القارة الإفريقية و التي كانت السباقة لإعلان ظهور أوميكرون بها… فيا ترى لماذا قررت مُجمل دول العالم فتح حدودها من جديد”ـ يُردف البروفيسور.

وشدّد المتحدث على أن “كل الهيئات الصحية الدولية توصي بفتح الحدود و رفع قيود السفر عندما يكون الإبقاء عليها لا يؤثر على ارتفاع عدد الإصابات بالبلاد و لا انتقال العدوى على نطاق أوسع و كذلك بانعدام خطر نقل سلالة جديدة من بلد معين… واليوم و العالم يعيش تسونامي أوميكرون بنسب تقارب المائة بالمائة… ”

وسجّل “وبالنظر للإنتشار الواسع للفيروس في ظل هذه الظروف… فإن دخول وافدين بالشروط الصحية المعمول بها سابقا بالمغرب لم يعُد يشكِّل خطرا وبائيا أكبر مما هو عليه الوضع… علينا فتح الحدود بما يتماشى مع مُقاربتنا المغربية الناجحة والإستباقية أجل حماية صحة المواطنين و لكن، بأقل ما يمكن من الأضرار الإجتماعية والنفسية و التربوية والإقتصادية… نعم فقد كانت للإغلاق كُلْـفةٌ غالية…”

وتابع “كلما زرت مراكش هذه الأيام… إلا و عُدت بهذا السؤال الوجودي… هل يمكن أن نكون بصحة جيّدة دون رغيف خبز؟ أليست الكرامة مبنية على سلامة البدن المقرونة بعمل يضمن القوت اليومي؟ أظن أن أي قرار يجب أن يوازن بين الضرر و المنفعة المترتبة عنه و من كل الزوايا… أظن أنه حان الوقت لتمكين فئات عريضة من المواطنين المغاربة للعودة لحياة طبيعية… و مرة أخرى بتعايش مع هذا الفيروس… ”

“نعم فالإغلاق الأخير كان ضربةً بالنسبة لسياحتنا، بينما استفادت منه دول أخرى ظلّت حدودها مفتوحة مثل مصر أو تركيا والإمارات… نعم… السياح القادمون و الذين تتوفر فيهم الشروط الصحية لا يشكلون أي خطر على حالتنا الوبائية… و يسمحون لسياحتنا بالخروج من قسم الإنعاش…”، بحسب تعبير عضو اللجنة المذكورة.

وأضاف الإبراهيمي ” وجَب علينا التوقف عن التفكير في عدد حالات الإصابات، و نركز على خطورة المرض عندنا و مؤشراته. والتأكد من أننا نراقب الأعراض و ليس الإصابات… فالتعايش مع الفيروس صار مقاربة دولية… و نتذكر أننا و بقرار جماعي قبلنا هذه الإستراتيجية في مدارسنا و أماكن شغلنا و مقاهينا و الشارع و المنزل”.

وبما أن العالم، يتابع البروفيسور، يتعايش و نحن نتعايش مع الفيروس… فلسان حال المغاربة اليوم يتساءل … ألم يحِنْ بعد وقتُ فتح الوطن و حدود و أجواء البلد؟ و لكن، و من أجل تحليل عقلاني، فلنبدأ من بداية القصة…لماذا أغلقنا الحدود؟”.

ورد على سؤاله، بالقول: “يجب التأكيد أولا أن السبب وراء الإغلاق لم يكن أبدا منعه من الوصول للمغرب… فكلنا نعرف بأن الفيروسات و كورونا لا تعترف بالحدود… و لكن الهدف من الإغلاق هو استباقيا إبطاء وصول سلالة أوميكرون للمغرب حتى نتمكن من معرفة كل خاصياتها و الإستعداد لمواجهتها”.

وأكد عضو اللجنة العلمية أن “الإغلاق لم يكن أبدا لتفادي موجة أوميكرون، لأننا كنا نعرف مُسبقا أن المغرب لن يكون استثناء و أن لا يعيش بمعزل عن العالم… بل أكثر من ذلك، فالمغرب همزة وصل بين منشأ الفيروس-إفريقيا و مرتعه-بأوروبا… فالإغلاق، و وفاءً لمُقاربتنا الإستباقية، كان لرِبْحِ الوقت للتعرُّف على هذا الوافِـــد الجديد”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
RME
المعلق(ة)
17 يناير 2022 19:29

La née deriere un dariba de 3oodh jai payer 800dh Vacciné plus testé ou le problème jai mes dariba apayer

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x