خبيرٌ في النحل: أبو زيـد يسْتَحْمِرُ المغاربة بربطه اختفاءَ النّحل بالتّطبيع وعليه الإعْتِذار

مازالت ردود الفعل تتقاطر على تصريحات القيادي في حزب العدالة والتنمية والنائب البرلماني السابق باسم نفس الحزب، المقرئ أبو زيد الإدريسي الذي ربط اختفاء النحل من المناحل ببعض المناطق بالمغرب بـ”التطبيع مع إسرائيل”.

وفي هذا الصدد يرى رئيس الجامعة الوطنية لحقوق المستهلك الطبيب البيطري، بوعزة الخراطي، الذي له خبرة في تربية النحل بالمغرب جمعها في كتابه “تربية النحل في المغرب”، (يرى) أن “أبوزيد رغم درايته في الميدان الفقهي، فيبدو أنه يجهل ميدان تربية النحل أو أنه يستحمر المغاربة”.

وأضاف الخراطي، في تصريح خص به “آشكاين”، أن “الظاهرة ثبت علميا أن هناك فيروسا خاصا هو الذي يسبب انهيار الخلايا”، معتبرا أن ربطها بالتطبيع، أو بالأحرى إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل نظرا لكون المغرب كانت له علاقات معها منذ عهد الحسن الثاني رحمه الله، كون إسرائيل معترف بها من طرف الأمم المتحدة وعدة دول عربية، لا يبقى إلا للأشخاص الذين يغطون الشمس بالغربال، ومنهم المقرئ أبو زيد الذي اغتنم هذه الفرصة كي يربط انهيار النحل مع ما سماه التطبيع”.

وشدّد الخبير في تربية النحل، على أنه “بالنظر إلى ما يجب أن يعرفه أنه في تاريخ المغرب فيه ثلاث أصناف من النحل: النحل الشمالي: المتواجد في المنطقة الريفية، النحل الإفريقي: المتواجد في مختلف مناطق المغرب، والنحل الصحراوي: المتواجد في المناطق الصحراوية المعروف بلونه الأصفر”.

ولفت الانتباه إلى أن “هذا النحل الصحراوي ذو اللون الأصفر جاء من مصر، حيث جلبه معه اليهود حينما هاجروا مع سيدنا موسى بعدما طرده الفراعنة، حيث ما تبقى من اليهود الفارين حينها أتوا إلى الغرب واستقدموا معهم النحل”.

وأشار المتحدث إلى أن “سبب جلب اليهود لهذا النوع من النحل راجع لكون الطقوس اليهودية تحتاج للشمع، بالتالي فأينما رحل اليهود وارتحلوا يكون معهم النحل، وهم من جلبوا هذا النوع من النحل الأصفر إلى المغرب منذ زمن موسى”.

وخلص الخراطي إلى أن “ظاهرة اختفاء النحل لا علاقة لها بما قاله أبو زيد، سواء أكانت الظاهرة مرضية أو إلكترومانيتيكية أو مناخية، وهذا يمس بعلماء الميدان، كما يمس بذكاء المغاربة، وعلى أبو زيد أن يعتذر عن تصريحاته”.

يأتي رد الخراطي بعدما خرج المقرئ أبو زيد بتصريح وصف بـ”الغريب”، حين اعتبر أن اختفاء النحل قد يكون سببه التطبيع مع إسرائيل، وذلك من خلال “تشبيه الواقعة في المغرب بنفس ما حدث في مصر بعد التطبيع مع إسرائيل، إذ شهدت أيضا اختفاء غامضا للنحل بنفس الطريقة”، حسب تعبيره

وجاءت خرجة أبو زيد التي وصفت بـ”الغريبة”، بعد أن أكّد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، في بلاغ سابق، أن اختفاء النحل من المناحل ببعض المناطق هو ظاهرة جديدة، مشيرا إلى أن التحريات الأولية استبعدت أن يكون سببها مرض ما.

واستبعدت نتائج التحاليل المخبرية، التي أجريت على خلايا النحل والحضنة، يضيف بلاغ “أونسا”، بأن يكون مرضا ما يصيب النحل هو الذي تسبب في حدوث ظاهرة اختفاء النحل في بعض المناطق.