2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أخدت الأزمة الإسبانية المغربية منعطفا كبيرا ولافتا منذ اندلاع الأزمة الأخيرة بين البلدين، وما عقبها من استدعاء المغرب لسفيرته بمدريد كريمة بنيعيش للتشاور، في 18 ماي 2021، حيث باشر المغرب إنهاء مهام الفريق الدبلوماسي الموثوق الذي رافق بنيعيش طيلة مراحل مهامها الدبلوماسية، وهم الأشخاص الذين رافقوها منذ أن كانت سفيرة في البرتغال”.
هذا التطور الذي عرفته الأزمة بين المملكتين المغربية والإيبيرية يضع عودة العلاقات المغربية في “كف عفريت”، في ظل انسداد أفق وضع إسبانيا لرؤية واضحة لتعاطيها مع القضايا الحساسة للمغرب، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية، رغم تلويحها “المحتشم” والمتكرر بنيتها رأب الصدع في جسر العلاقات التاريخية للبلدين، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن وجهة الأزمة بين البلدين في ظل التطورات الدبلوماسية المتتالية والمتسارعة.
وفي هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات والشؤون الأمنية، عصام لعروسي، أنه “من الناحية الدبلوماسية، فإن استدعاء السفير، الذي حدث في وقت سابق من الآن، هو بمثابة السرعة القصوى في المجال الدبلوماسي للتعبير عن عنف قوة الأزمة في أعلى درجاتها، حيث يتم استدعاء السفير للتشاور”.
واعتبر لعروسي في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “إنهاء مهام البعثة الدبلوماسية، والتي يجب أن نفرق بينها وبين البعثة القنصلية التي تباشر الأعمال اليومية للمواطنين، والتي ما أن نصل إلى مستوى إنهاء مهامها، في حين أن البعثة الدبلوماسية موضوع الحديث هم الدبلوماسيون اللذين لديهم حصانة دبلوماسية، وإنهاء مهامهم يعني أن الأزمة قد وصلت إلى مرحلة صعبة جدا من الناحية الدبلوماسية”.
وشدد المتحدث على أنه “في غياب الحلول وفي غياب انفراجات، ورغم التطمينات الإسبانية، وخطاب الملك الإسباني في اجتماع بالممثلين الدبلوماسيين، ورغم وجود مؤشرات، إلا أنه ليس هناك تغيير منهجي في السياسة الإسبانية تجاه المغرب، خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهو الامر الذي لم يعد موضوع مزايدة أو تنازل بالنسبة للمغرب”.
وخلص لعروسي إلى أنه “رغم تكبد الإسبان لخسائر عديدة، من خلال إغلاق الحدود للمدينتين السليبتين سبتة ومليلية، علاوة على مؤشرات أخرى، كلها ساهمت في الرفع من مستوى الأزمة، وقد تكون الأمور وصلت إلى حد تعبير إسبانيا للمغرب على أن هؤلاء الأشخاص اللذين يمثلون البعثة الدبلوماسية المغربية بإسبانيا أشخاص غير مرغوب فيهم، وبالتالي فالمغرب ملزم بإنهاء مهامهم تجاوبا مع رغبة الدولة المستقبلة”، مشيرا إلى أنه “في غياب حلول ووسيط محايد ستظل هذه الأزمة تراوح مكانها”.
وسيظل المغاربة المقيمين بإسبانيا وغيرهم يتؤثرون بهذا الإغلا ق ..أكثر من الإسبان..