لماذا وإلى أين ؟

بنزكور يعدد عوامل استئثار موضوع الطفل ريان دون غيره باهتمام العالم

استأثر موضوع الطفل ريان أورام الذي توفي بعد سقوطه في بئر بعمق 32 مترا بالقرب من منزل أسرته بجماعة تموروت بإقليم شفشاون، باهتمام المواطنين وطنيا، إقليميا ودوليا.

المُثير في اهتمام المغاربة بشكل خاص والمواطنين عبر العالم بشكل عام، هو أن حجم التفاعل الذي حظي به هذا الموضوع، لم تحْظَ به قضايا أخرى ذات الأهمية ذاتها أو أكثر، ما يطرح السؤال عن أسباب اهتمام العالم بقضية ريان دون غيرها من القضايا؟

في هذا الإطار، يرى أستاذ علم النفس الإجتماعي؛ محسن بنزكور، أن استئثار موضوع الطفل ريان باهتمام فئة عريضة من المواطنين عبر العالم ساهمت فيه عدد من العوامل لم تتوفر في غيره من المواضيع، مثل موضوع الطفل الذي توفي اليوم الإثنين بعد سقوطه في بئر بمدينة تيفلت.

ومن بين هذه العوامل التي قسمها بنزكور الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، إلى عوامل موضوعية وأخرى وجدانية، أن الطفل ريان بقي على قيد الحياة أياما عدة بعد سقوطه في البئر، ما يعني أن هذا الطفل البريء الذي يبلغ خمسة أعوام متشبث بالحياة، وهو ما أثار عاطفة المواطنين.

“كما أن مواقع التواصل الإجتماعي لعبت دورا هاما جدا في التغطية الإعلامية والتحسيس الجماهيري بهذا الحدث”، يضيف المتحدث، الذي أكد أن التغطية الإعلامية الكبيرة للحدث أسفرت عن تعاطف المغاربة مع الموقف؛ قبل أن يمتد التعاطف إلى دول أخرى.

ومن العوامل المساعدة على تعاطف الناس في مختلف البلدان مع حادث ريان، بحسب أستاذ علم النفس الإجتماعي، هي أن المأساة طالت مدتها؛ من ساعات إلى أيام، وكلما طال الترقب كلما زاد شغف الناس بالموضوع، وهو ما حول الموضوع من حادث محلي إلى قضية دولية.

وأكد المتحدث لــ “آشكاين”، أن ما أضاف من تفاعل الناس مع هذا الموضوع، هي براءة الطفل ريان وعمره الصغير وتشبثه بالحياة وطول مسافة البئر، مشددا على أن هذا ما أسهم في “التحام الأمل والبراءة والعواطف الجياشة للمواطنين”.

وخلص بنزكور، إلى أن كل هذه العوامل اندمجت بينها لتكون لنا صورة رائعة جدا، كنا في حاجة إليها، وأظهرت أن المجتمع المغربي فعلا هو مجتمع متضامن وما زال ينبض بالقيم النبيلة، وأخرجت المجتمع بشكل نسبي من صورة ظلامية شكلها “رويتيني اليومي” و”حمزة مون بيبي” وأحداث أخرى سلبية، لافتا إلى أن حادث ريان كان درسا في الأخلاق و القيم وهو ما أسهم في انتشاره.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x