2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

انطلقت اليوم الخميس، القمّة الأوروبية الإفريقية التي ستجمع قادة و كبار مسؤولي حكومات أكثر مِن 50 دولة أعضاء في الاتحادَيْن الأوروبي والإفريقي، يومي 17 و18 فبراير الجاري، والتي تهدف إلى تجديد وتعميق الشراكة بين الاتحادين وإطلاق حزمة استثمار إفريقية أوروبية طموحة وبحث التحديات العالمية الراهنة.
وحسب صور حصلت عليها “آشكاين” فقد وصل زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، صباح اليوم الخميس 17 فبراير الجاري، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في هذه القمة، في ظل الرفض الواضح للمغرب.
حضور غالي في هذه القمة يثير الكثير من التساؤلات عن مستقبل العلاقات المغربية مع الإتحاد الأوربي، خاصة أن هذه القمة ستعرف مُـشاركة المغرب الذي يُــعدُّ شريكا استراتيجيا للاتحــاد الأوروبي، كما أنها تأتي في ظل اعتراض المغرب على قبول مشاركة غالي، حيث اعتبر البرلمان المغربي في رسالة إلى نظيره الأوربي، ان قبول هذا الامر “سيؤثر على مستقبل العلاقات بين البلدي”، وهو ما رد عليه البرلمان الأوربي بكون موقفه من “ملف الصحراء مازال ثابتا”.
وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي والباحث في الشؤون الإفريقية، محمد شقير ، أن “المغرب حسم في هذه المسألة من خلال موقفه داخل الإتحاد الإفريقي، رغم احتفاظ هذا الإتحاد بما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية” برئاسة جبهة البوليساريو، كما أن المغرب تجاوز ما يمكن تسميته بالكرسي الفارغ، وبدأ يناهض الجزائر و البوليساريو داخل دواليب الإتحاد الإفريقي، نظرا لكونه أحس أن سياسة الكرسي الفراغ لم تعد تجدي نفعا”.
وأكد شقير، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “المغرب حاول أن يتعامل مع دول إفريقية مُعتَرِفَة بالبوليساريو، وأحسن دليل على ذلك تعامله مع نيجيريا وغيرها، ما يعني أن هذه الركائز التي استند عليها في هذا التعامل تم تجاوزها”.
وعلى هذا الغرار، يضيف شقير، فإن “الإتحاد الأوربي لم يثبت لحد الآن أنه اعترف بالجمهورية الصحراوية ، وهو ما يجعل المغرب في أريحية من التعامل مع هذه القمة والمشاركة فيها بشكل أساسي، خاصة أن رهانات كبرى ستصدر عن هذه القمة”.
وشدد المتحدث على أن “مشاركة غالي في هذه القمة ليس بوصفه رئيس دولة، وهو ما أكدته المفوضية الأوربية وباقي مؤسسات الإتحاد الأوربي بأنها لا تعترف بالبوليساريو كدولة، وهو ما سيرفع أي حرج مع القمة الإفريقية الأوربية”.
موردا أن “هذا لا ينفي كون حضور المغرب داخل القمة سيسهل عليه مواجهة أي تحرك أو أي توصية أو خطوة يمكن أن تقوم بها الجزائر أو ممثل البوليساريو لتحقيق أي مكسب سياسي على هذا المستوى، خاصة أن الوضع الحالي للمغرب وقعت فيه عدة تطورات، خاصة مع رجوع العلاقة الألمانية المغربية، دون أن ننسى قوة ألمانيا و أوراقها داخل الإتحاد الأوربي”.
وأشار شقير إلى أن “كل هذا سيشجع المغرب بأن يُكَرّس تواجده في هذه القمة وأن لا يترك أي فرصة لا لممثل البوليساريو أو الجزائر لاستغلال هذه القمة لضرب مصالح المغرب أو الضرب في المكتسبات التي راكمها المغرب بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وفتح العديد من الدول لقنصلياتها بكل من العيون والداخلة، وهو ما يجعل المغرب يشارك في هذه القمة بموقف قوي ومُدَعّم أكثر من البوليساريو و الجزائر”.
وخلص المحلل السياسي نفسه، إلى أن “العلاقات المغربية الأوربية لن تتأثر بمشاركة غالي في هذه القمة، نظرا للتطمينات التي عبرت عنها المفوضية جعلت المغرب يشارك بكل أريحية لضمان مكتسباته وإبراز دوره الحيوي والأساسي لدى أوروبا في مواجهة كل المتغيرات الحالية في المنطقة الإفريقية ويبين الدور الإقليمي الذي يمكن أن تلعبه المملكة في تحقيق المصالح الأوربية، خاصة في ظل الصراعات الحالية على إفريقيا سواء من طرف الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية”.