لماذا وإلى أين ؟

أخنوش: أمامنا مَلفّاتٌ اجتماعية ثقيلة ظلّت تُـراوح مكانها مُنذ سنوات

أكّــد رئيسُ الحكومة  عزيز أخنوش، اليوم الإثنين بالرباط، أن الصعوبات التي تعيشها المقاولات الوطنية والطبقة الشغيلة، رغم المبادرات الحكومية والقرارات العمومية الجريئة التي تم اتخاذها بتوجيهات ملكية سامية للتخفيف منها، تتطلب منظورا شموليا يضخ الحوار الإجتماعي بنفس جديد.

وقال أخنوش، في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال المنتدى البرلماني الدولي السادس للعدالة الإجتماعية، إن ” حجم الصعوبات التي تعيشها المقاولات الوطنية والطبقة الشغيلة بسبب فيروس كوفيد-19 وشح التساقطات المطرية و ارتفاع أسعار المواد الأولية، رغم المبادرات الحكومية والقرارات العمومية الجريئة التي تم اتخاذها بتوجيهات ملكية سامية للتخفيف من تلك الصعوبات، يتطلب منظورا شموليا يضخ الحوار الاجتماعي بنفس جديد”.

وأوضح أن هذا المنظور يقوم على التعاون والتشارك و الواقعية للوصول إلى أفضل الصيغ لمعالجة فجوة التفاوت الإجتماعي وتقليصها إلى أقصى حد ممكن. وقال رئيس الحكومة بهذا الخصوص، إن التغيرات الحاصلة في سوق الشغل عبر عدة دول في العالم و توتر علاقات العمل وارتفاع نسبة البطالة وغيرها من المعضلات الإجتماعية تعتبر من بين التحديات التي تنبغي مواجهتها، مما يستدعي اتخاذ إجراءات لتعزيز الحوار الإجتماعي وعصرنة آلياته ومضامينه.

وفي السياق ذاته، أكد أخنوش أن النهوض بالحوار الإجتماعي أصبح اليوم تحديا مشتركا أمام الجميع، ” فأمامنا ملفات اجتماعية ثقيلة ظلت تراوح مكانها منذ سنوات خصوصا تلك المرتبطة باستكمال تنزيل الوثيقة الدستورية التي تعاقد حولها المغاربة، والتي تحتاج اليوم إلى الكثير من الجرأة والواقعية”، ولاسيما القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب، بالإضافة إلى الملفات المتعلقة بتنزيل منظومة الحماية الإجتماعية والسجل الإجتماعي، و التغطية الصحية، والحزمة القانونية المتعلقة بفئات الموظفين في بعض القطاعات، والتدابير التشريعية اللازمة لتطوير منظومة الشغل والإتفاقيات الجماعية.

وأشار إلى أن الإصلاحات المطلوبة بشأن منظومة التقاعد تظل من أهم الملفات التي تقتضي رؤية وطنية موحدة، مشددا على أن “الحكومة ستتحلى بالشجاعة السياسية اللازمة، ولن تدخر جهدا لبلوغ رؤية توافقية، مع مختلف الشركاء الإجتماعيين، كفيلة بإيجاد حلول واقعية، جدية ومستدامة للإشكاليات التي تعاني منها مختلف أنظمة التقاعد “.

وبهذا الخصوص، قال السيد أخنوش إن ” هذه الملفات الإجتماعية، تتطلب بالإضافة إلى مأسسة الحوار الإجتماعي من حيث تنظيمه و إدارته و تطوير مضامينه و تأمين استمراريته و انتظامه داخل المجال المحلي والقطاعي والترابي، تغليب لغة العقل والمنطق والموضوعية وسيطرة المصلحة العامة على المصالح الخاصة والفئوية، وقبلها وجود النية الصادقة والإيمان بالحوار كأسلوب وحيد و أوحد لصناعة الحلول “.

وأبرز رئيس الحكومة أن المناخ السياسي الجديد الذي تشهده المملكة بفعل الدينامية التنموية المتسارعة التي يقودها جلالة الملك، ومخرجات المسار الإنتخابي الطويل والمتعدد الأصناف، سيهيئ دون شك الأرضية الملائمة لجيل جديد من الحوار المسؤول والتوافقات البناءة بين مختلف الأطراف المعنية، بعد دراسة دقيقة وشاملة للأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، لافتا إلى أن هذا السياق السياسي ” يضع الحوار الإجتماعي في وضع مناسب، ليكون أفضل الآليات ولعلها الآلية الوحيدة لمعالجة مختلف القضايا الإجتماعية التي تجابهنا، لاسيما في هذا الظرف الإستثنائي الذي تفرضه تداعيات فيروس كورونا و شح التساقطات، وبلورة الخيارات الإجتماعية التي تتماشى مع الأولويات الوطنية “.

وتابع أن السياق الوبائي الذي اجتاح العالم في الآونة الأخيرة، وما خلفه من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية على كل دول العالم، شكل فرصة مواتية لإعادة تحديد موقع “البعد الإجتماعي للتدخلات العمومية” كضامن للتوازنات الوطنية بفعل الدور الذي يمكن أن يلعبه بخصوص أهداف التنمية البشرية، عبر ضبط الإقتصاد وحماية الفئات الأكثر تضررا، وقيادة الإختيارات والبدائل ذات البعد الإستراتيجي.

وأشار رئيس الحكومة إلى أن البرنامج الحكومي للفترة 2026/2021 تضمن حزمة غنية من التدابير التي من شأنها تثبيت الأبعاد الأساسية لمفهوم “الدولة الإجتماعية”، كمقاربة جديدة للتدبير العمومي تجعل المواطن المغربي في قلب السياسات و البرامج و محركها الأساسي، وتسعى إلى معالجة الفقر والهشاشة وتقليص الفوارق الإجتماعية والمجالية وترسيخ الكرامة الإنسانية.

وخلص أخنوش إلى أن للحكومة اليوم، قناعة راسخة ستقود عملها لإنتاج بدائل و اختيارات ذات نفس اجتماعي متقدم تستجيب لرهانات وتطلعات المواطنين، وتذهب في اتجاه تحسين الفعالية التقنية والمؤسساتية للسياسات وإنعاش حكامتها، كمدخل رئيسي لتحفيز التعافي الإقتصادي الوطني وتحقيق مزيد من العدالة الإجتــــماعيّة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

6 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
عبد الله
المعلق(ة)
الرد على  مواطن مغربي
22 فبراير 2022 09:39

مقاربة المشاكل الاستعجالية في العيش بكرامة بالتسويف و الخطابات الملونة لم تعد تجدي نفعا. لقد كنتم على راس وزارة الفلاحة لما يزيد عن 14 سنة و حال الفلاح البسيط لم يراوح مكانه. المغاربة يريدون الحفاظ على لُحمة البلد و وحدته و لو كان حتى بارواحهم لأن استقرار بلدنا الحبيب خط أحمر أحب من أحب و كره من كره. لا يريدون أن يأتي يوم يتسولون فيه حتى حقوقهم الأساسية في العيش الكريم لأن هذا أمر غير مقبول. المغاربة يريدون أفعالا لان مسلسل الحوار الاجتماعي أصبح فضفاضا و فاقدا لمعناه الحقيقي

التماسيح والعفاريت
المعلق(ة)
21 فبراير 2022 18:08

سلام،بالفعل هنالك ملفات ظلت في الرفوف لسنوات وبالأخص ملفات الموظفين المسجلين في لوائح الترقي منذ فاتح يناير2015من فئة السلم الحادي عشر إلى خارج السلم ثم تتم بعد ستة أشهر ترقية فئة المسجلين في لوائح الترقي منذ فاتح يناير2015من فئة السلم العاشر إلى الحادي عشر وهكذا دواليك خصوصا وأن من هؤلاء من نال تقاعده ولازال ينتظر ترقيته منذ فاتح يناير2015،كما يستحب إعفاء المتقاعدين مما يسمى بالضريبة على الدخل لكل من يتقاضى معاشات اقل من 15000درهم في الشهر والعمل على الزيادة في الأجور والمعاشات ولو بنسبة عشرين في المائة، وبالنسبة البادية حان الوقت لتصفية العقارات من مافيا العقار وتقديم المحتلين للأرض والمنزل للعدالة مع تمليك الأرض لذي الحق الحقيقي لكي يقوم بفلاحة أرضه باطمئنان،مثل ماهو واقع بكدية الصفصاف بمزارع تيورار التابعة لجماعة كماسة بإقليم شيشاوة، حيث استولت شرذمة على خمسة وثلاثين هكتارا تقريبا ومنزل لذي الحق الحقيقي(س.ل)فهل ستتدخل الجهات المختصة لتصفية العقار وتقديم المحتلين للأرض والمنزل للعدالة مع تمليك الأرض لذي الحق الحقيقي لكي يقوم بفلاحة أرضه باطمئنان

مواطن
المعلق(ة)
21 فبراير 2022 17:40

من له النية فليناقش اولا ملف المحروقات والارباح الفاحشة لشركات المحروقات

مواطن مغربي
المعلق(ة)
21 فبراير 2022 16:34

لن يفيد الحوار الاجتماعي في اي شيء لان الزيادة قليلة وارتفاع المواد الاستهلاكية في تصاعد.كما ان الاغلب ليسوا كلهم شغيلة او موظفون حتى يستفيدوا.بالاضافة الى أن المحاور والمثمتل في النقابات لم يعد موجودا منذ سنين عديدة لانهم ياخذون دعما ماليا ويخافون من قانون النقابات فهل سيتعاملون بندية لا اعتقد كما يجب ان يكون هناك تفاوض عوض حوار .

Nabil
المعلق(ة)
21 فبراير 2022 16:25

حتى أنت مند سنوات وأنت في الحكومة كنت وزير البر البحر والشجر والحجر يعني كتحكم فقوت الناس ولم تعالج هذه المشاكل ولا عاد فقتي أقسم بالله لن تنفعو هدا الوطن بشئ.

مواطن
المعلق(ة)
21 فبراير 2022 15:57

هل شاهدتم فديوهات المواطنين البارحة؟ هل تعرفون ما فعلتم بالشعب من تفقير وتجويع وحط من الكرامة؟ هل شاهدتم فديو المواطن الذي يقول انه لم يجد ما يطعم لابنائه، يشتري ضانون ويضعه في صحن “وكيغمسو فيه ولادو وكيدوزه بالخبز” ؟ بالله عليكم، الى هذه الدرجة تكرهون هذا الشعب المسكين الذي لا يريد سوى لقمة العيش؟ تعيشون البدخ والترف والشعب يعيش التشرد والفقر المضقع؟ إذا كنتم تؤمنون بمقولة “جوع كلبك اتبعك” فالامور الان تغيرت “جوع كلبك غادي ياكلك”.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

6
0
أضف تعليقكx
()
x