لماذا وإلى أين ؟

عبد الصادق يحلل موقفُ المغرب من الحرب الروسية الأوكرانية

سارعت عديد العواصم الدولية لإبداء موقفها من التدخل الروسي في أوكرانيا يوم 24 فبراير 2022، وسط حالة من التنديد الواسعة النطاق بالحرب وتحميل روسيا المسؤولية ووصفها بالدولة الغازية، خاصة من قبل أمريكا وحلفائها الغربيين. غير أن كثير من البلدان ضمنهم المغرب جاءت مواقفهم مع ما يتماشى وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في حالة يتم قراءتها وفق الأعراف الدبلوماسية والسياسة الدولية ” بالحياد الإيجابي”.

المغرب بدوره أصدر موقفه من هذا الصراع، حيث قالت وزارة الخارجية في بلاغ صادر عنها، السبت (26 فبراير) ” بأن المملكة المغربية تتابع بقلق تطورات الوضع بين فيدرالية روسيا وأوكرانيا. وأنها تجدد المملكة دعمها للوحدة الترابية والوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. مع التذكير بتشبثها بمبدأ عدم اللجوء إلى القوة لتسوية النزاعات بين الدول، وتشجيعها لجميع المبادرات والإجراءات التي تسهم في تعزيز التسوية السلمية للنزاعات”.

توفيق عبد الصادق، أستاذ باحث بجامعة محمد الخامس بالرباط، قال إن “المغرب يرى أن النزاع من حيث الموقع الجغرافي هو بعيد عنه وعن مجال فضاء تحركه وارتباطات مصالحه الجيوسياسية الكبرى، كما هو الشأن في منطقة الشمال الافريقي وجنوب المتوسط بالدرجة الأولى أو أنه يهم دولة حليفة بالتحديد أو يمس مباشرة إحدى الدول العربية الشقيقة”.

وأضاف عبد الصادر في حديث لـ”آشكاين”، أن “طبيعة الصراع والتنافس الاستراتيجي بين القوى الغربية وروسيا كقوة دولية، يتطلب الحذر وعدم التسرع في الانحياز لأحد الطرفين، وبالنظر أيضاً لنهج سياسته الخارجية منذ مدة ليست بالقليلة، والذي اتسمت بالتحرك المتوازن بين مختلف العواصم الدولية الفاعلة في الساحة الدولية والمؤثرة في النظام الدولي، وهو الحريص على إيجاد مخرجات لقضيته الوطنية وحشد الدعم لمواقفه ورؤيته لحل النزاع في الصحراء المغربية”.

وعن تأثيرات هذا الصراع على المغرب يقول الأكاديمي نفسه “بطبيعة الحال هذا الصراع سيكون لديه تأثيرات وتبعات بالنسبة للاقتصاد في المغرب والعالم أجمع فيما يخص موضوع ارتفاع أسعار الطاقة وبعض الواردات من الأسواق الدولية، الأمر الذي سيلقي بثقله على السياسة الداخلية واستقرار أسعار المواد المعيشية للمواطنين، وسط الوضعية الصعبة التي يعيشها جزء كبير من الطبقات والشرائح الاجتماعية على المستوى الاقتصادي، لا سيما في ظل أزمة كورونا منذ سنتين والموسم الفلاحي الجاف هذه السنة، والاحتمال الكبير بارتفاع أسعار القمح المستورد من أوكرانيا.”

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
ملاحظ
المعلق(ة)
26 فبراير 2022 19:28

عندما تسمع بصفة المحلل يخطر ببالك انه سيقدم تحليلا أكاديميا عميقا يقرأ ما بين السطور ، فاذا بك تصاب بالخيبة حينما تجده يكرر كلام وسائط التواصل الإجتماعي.
ما الجدوى من هكذا محللين لا يضيفون جديدا الا تكرار المكرر واجترار المجتر.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x