هل سيُخرق مبدأ “المساواة” بإدماج الطلبة المغاربة بأوكرانيا في الجامعات العمومية؟

يتجه المغرب لتمكين الطلبة المغاربة الفارين من الحرب الروسية على أوكرانيا، من استكمال دراستهم من خلال دمجهم في منظومة التعليم العالي بالمغرب، بعدما شرعت في إحداث منصة خاصة لجرد و إحصاء الطلبة المعنيين وتخصصاتهم في الجامعات الأوكرانية.

الإشكال في مسعى الوزارة، بحسب عدد من المراقبين، يتمثل في أن الكثير من هؤلاء الطلبة أو كلهم لم يتوفقوا في ولوج الجامعات المغربية بالتخصصات التي يدرسونها بأوكرانيا، بما في ذلك قطاع الطب، وهو ما يطرح مسألة المساواة بين الطلبة الحاصلين على معدلات تؤهلهم لدخول تخصصات ذات الاستقطاب المحدود وزملائهم ممن لم يتوفق في ذلك.

نقابة تطرح حلول

في هذا الإطار، قال الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للتعليم؛ أحمد منصوري، إن إحداث منصة خاصة لجرد و إحصاء الطلبة المغاربة بأوكرانيا مبادرة محمودة تستحق التنويه، خاصة أنها تروم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستقبل هؤلاء الطلبة، إلا أن الكثير من هؤلاء لم يحصلوا على نتائج تسمح لهم الولوج للمؤسسات ذات الاستقطاب المحدود بالمغرب، كما أنهم درسوا بلغة مختلفة ومنهاج دراسي مختلف.

واعتبر منصوري في تصريح لـ”آشكاين”، أن إشكالية إدماج هؤلاء الطلبة المغاربة بأوكرانيا في الجامعات المغربية سببه النظام التعليمي الوطني الذي يضم مؤسسات ذات الاستقطاب المحدود ومؤسسات أخرى مفتوحة للجميع، وهو ما يجعل الكثير من الأسر المغربية خاصة في الطبقة الوسطى تعمل ما في وسعها لضمان مستقبل أبنائها عبر تمويل نفقات دراستهم في دول تضم مؤسسات مفتوحة في وجه الجميع وفي جميع التخصصات، مثل أوكرانيا.

وأكد المتحدث، أن الحكومة يجب أن تفكر في إحداث مؤسسات خاصة لهذه الفئة، حتى لا يفرض عليها البحث عن مؤسسات خارج البلاد وتستثمر أموالا هاما لهذه الغاية، كان المغرب سيستفيد منها، مبرزا أنه بهذا الخيار يمكن للمغرب أن يستقطب طلبة من العديد من الدول التي كانت تتجه صوب أوكرانيا وغيرها من الدول التي تضم مؤسسات مفتوحة للتكوين في تخصصات مختلفة.

وطرح منصوري مجموعة من الطرق التي يراها مناسبة لاستكمال الطلبة المغاربة بأوكرانيا دراستهم بالمملكة، من قبيل التواصل مع السلطات الأوكرانية لدراسة استكمال الدراسة عن بعد، أو إمكانية استقبال أساتذة بعض التخصصات في أوكرانيا بالمغرب، داعيا إلى مواكبة الطلبة على المستوى النفسي.

تنسيقية طلبة الطب تراقب الوضع

من جهة أخرى، كشف عضو التنسيقية الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب؛ حسام بوعيشي، أن الطلبة يناقشون هذا الموضوع منذ تداوله على وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن تنسيقية طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان لم تبلور بعد موقفا بهذا الخصوص.

وأشار بوعيشي في تصريح لـ”آشكاين”، أن الحكومة لم تصدر بعد المعطيات الكافية لمناقشة هذا الموضوع، ولم تعلن بعد كيفية إدماج هؤلاء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا.

وخلص عضو التنسيقية الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، إلى التأكيد على أن هذه الاخيرة تراقب تطور الأحداث، وستصدر موقفها في المواضيع التي تعنيها في الوقت المناسب.