لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يكشف علاقة انعقاد القمة المغربية الموريتانية بالحرب الأوكرانية الروسية

التقى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، والوزير الأول للجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد بلال مسعود، أمس الجمعة بالرباط، في إطار الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المتوقفة منذ ما يقارب 9 سنوات.

و تهدف المباحثات التي أجراها المسؤولان المغاربيان، بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى “تقوية العلاقات المغربية الموريتانية ” التي أضحت ضرورة بالنظر للتحديات التي تواجه المنطقة المغاربية، ولإبراز الدور الهام الذي يضطلع به البلدان في تعزيز الإستقرار والأمن الإقليميين”. وفق بلاغ سابق لرئاسة الحكومة المغربية، نشرت “آشكاين” محتواه.

وتأتي هذه القمة المشتركة في نسختها الثامنة، بعد حوالي ثمان سنوات من انعقاد آخر دورة لها في نواكشوط يومي 23 و24 أبريل 2013، ما يجعل التساؤل مشروعا عن دلالات هذا اللقاء الذي جاء بعد سنوات من الإنقطاع.

عصام لعروسي ـــ أستاذ العلاقات الدولية والخبير في العلوم الأمنية وتسوية النزاعات

ويرى أستاذ العلاقات الدولية و الخبير في الشؤون الأمنية و تسوية النزاعات الدولية، عصام لعروسي، أن “المستجد الذي حصل في الفترة الأخيرة، هو وجود نوع من التقارب الموريتاني المغربي، خاصة أن الموقف الموريتاني معروف من قضية الصحراء المغربية، وهو ما يسمونه في موريتانيا بالحياد الإيجابي”.

وأوضح لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “ما يحصل الآن يدل على أن القيادة الموريتانية ربما أنها تحاول أن تستدرك حقيقة الخلاف المغربي الجزائري وتصطف عادة إلى جانب الكفة الراجحة، وهي كفةُ مصالحها المشتركة مع المغرب، وهي بالتأكيد أكثر بكثير مما يربطها بالجزائر”.

وأضاف أن “هذه الأهمية تأتي من منظور المصلحة والعلاقات المتبادلة بين المغرب وموريتانيا، خاصة على مستوى مراقبة الحدود والتنسيق الأمني والمبادلات التجارية بعد استعادة المغرب السيطرة على معبر الكركارات، الذي يكتسي أهمية كبيرة لدى موريتانيا لإيصال الإمدادات الغذائية والمنتجات المغربية من الخضروات والفواكه والمواد الغذائية”.

ولفت محدثنا الإنتباه إلى أن “الإعتبار الأساسي الذي ساهم في انعقاد هذه القمة، هو التحولات الإستراتيجية الحاصلة في المنطقة، خاصة مع اعتراف العديد من الدول بالصحراء المغربية وفتح القنصليات والسفارات بها، وكل هذا الدعم الدبلوماسي لقضية الصحراء يعطي لموريتانيا إشارات بكون الجزائر في عزلة دولية كبيرة”.

وشدد المتحدث على أنه “مع المستجد الدولي المتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية فالعالم في تحول مستمر، خاصة أن المنطقة المغاربية لم تشهد في الفترة الحالية أي تصعيد عسكري مماثل لما يشهده العالم، علما أنه حتى على مستوى المواجهات و النزاعات المسلحة لا يمكن أن تفتح جبهة جديدة في دول تدعم روسيا”، مشيرا إلى أن “المغرب كسب روسيا من خلال عدم مشاركته في التصويت و مراعاته لمصالحه الجيو-سياسية”.

وخلص لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “كل هذا تراكم في ذهنية القيادة الموريتانية التي تتقارب مع المغرب، وهذا التقارب يترجم في شكل لجنة مشتركة توقفت طيلة ما يزيد عن ثمان سنوات، علما أنه خلال الفترة السابقة إبان هذا التوقف كان هناك تقارب موريتاني جزائري مع بضع المؤاخذات على الطرف الموريتاني في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية”، معتبرا أن “هذه مبادرة جيدة ستذيب الجليد في العلاقات نظرا لوجود مصالح مشتركة بين البلدين”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
karim
المعلق(ة)
12 مارس 2022 23:18

باينة العلاقة وايلي، حيث المغرب و موريطانيا من أكبر الإقتصادات ف العالم و عندهم شي 100000 قنبلة نووية ، إوا كايشوفو عل و عسى يجبرو شي طريقة يوقفو بها الحرب، و تصبحو على خير و تغطاو مزيان.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x