لماذا وإلى أين ؟

الفاتحي: إشادة إسبانية بالحُكم الذاتي تحوُّل مفصلي في تاريخ مواقفها تجاه نزاع الصحراء

شكل موقف إسبانيا الجديد من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية نقطة تحول لافتة في الوضع الإقليمي، من خلال دعهما لمقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب منذ سنة 2007، وهوما يعطي هذا الملف بعدا إقليميا ودوليا جديدا نظرا لأثر إسبانيا المحوري في هذا الملف الذي عمر لأربعة عقود ونيف.

وأجمع عدد من المحللين على أن هذا الموقف الجديد من إسبانيا ستكون له انعكاسات مستقبلية على تطورات حل الملف وعلى المشهد الإقليمي بالمنطقة المغاربية عموما.

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي، ومدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح الفاتحي، أن “رسالة الإعتراف الاسباني الرسمي بوجاهة مبادرة الحكم الذاتي تعد نقطة مفصلية في تاريخ مواقف الحكومات الإسبانية من نزاع الصحراء”.

واعتبر الفاتحي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذا يعني تحولا عميقا في أسلوب التعاطي المستقبلي لإسبانيا من نزاع الصحراء بتقدير سمو قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية كضمانة لامتداد نفوذها الجيو-استراتيجي نحو عمقها الإفريقي”.

وأكد محدثنا أن “الموقف الاسباني الجديد تمت صياغته بعد نقاشات و جدل كبير بالقدر الذي يجعله مقبولا لدى الفعاليات الإسبانية في أغلبية حكومة بيدرو سانشيز و المعارضة”.

موردا أن “حكومة سانشيز قدرت بجدية المصالح الإستراتيجية الإقتصادية و السياسية مع المملكة المغربية، وقاسَت ذلك بميزان الربح والخسارة و انتصرت للإعلان عن موقف واضح يسهم عمليا في ترجيح حل النزاع حول الصحراء ويعيد التأسيس لعلاقة شراكة متوازنة ومريحة مع المملكة المغربية”.

وشدد الفاتحي على أنه “من المؤكد أن الموقف الإسباني الجديد حول واقعية ومصداقية الحكم الذاتي  من شأنه أن يخلق تغييرات في مواقف الأحزاب الإسبانية الراديكالية من المملكة المغرب، وعليه فمن المرتقب  أن نشهد تحولا في مواقف الأحزاب السياسية بالقدر الذي يسمح بتقريب وجهات النظر بين البلدين ويؤسس لشراكات أكثر إنتاجية وفعالية”.

وخلص المحلل السياسي نفسه، إلى أنه “من شأن هذا الإعتراف أن يسرع  بتوالي اعترافات أوربية اخرى في المستقبل القريب، و الذي سيتوج باعتراف مماثل لثاني أكبر تنظيم إقليمي بعد الأمم المتحدة هو الإتحاد الاوربي بوجاهة الحكم الذاتي كأساس لحل نزاع الصحراء، أي سنعيش قريبا تحولا في موقف الإتحاد الأوربي من نزاع الصحراء”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
siraj
المعلق(ة)
20 مارس 2022 13:52

je ne comprends pas l’attitude de l’Espagne ancien colonisateur des territoires marocains, fallait il attendre tout ce temps après l’accord de Madrid en 1975 entre Le royaume du Maroc et le gouvernement espagnol , pour dire que le Sahara fait parti intégrante des territoires du Maroc. Le Maroc devrait saisir l’Onu et la cour pénale internationale pour les crimes commis par l’Algérie contre la population marocaine kidnappées et séquestrée à tinfouf, et responsabiliser l’Algérie de tous les crimes commis depuis 1975

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x