2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

استدعت الجزائر سفيرها بمدريد من أجل التشاور، “بشكل فوري”، عقب الموقف الجديد والداعم الذي أبدته إسبانيا تجاه مقترح المغرب المتعلق بالحكم الذاتي بالصحراء المغربية، والذي اعتبرته الجزائر “تحولا مفاجئا” في موقفها الملف.
ويشكل تلقي النظام الجزائري لهذه الضربة الدبلوماسية من الحجم الثقيل، مثار تساؤل عن خلفيات هذه الخطوة التي أقدمت عليها الجزائر في ظل الوضع المتوتر الذي تشهده علاقاتها مع المغرب.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات الدولية، عصام لعروسي، أن “الموقف الذي اتخذته الدبلوماسية الجزائرية كان منتظرا، خاصة أن كل القرارات السيادية التي اتخذتها الجزائر، وأهمها قطع العلاقات مع الغرب، كانت بدعم من المحيط الإقليمي، على رأسه إسبانيا”
وأوضح لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الجزائر كانت تستفيد كثيرا من المقاربة الإسبانية لملف الصحراء، حيث أن إسبانيا لديها مفاتيح الحل لقضية الصحراء المغربية ولكنها لم تكن تريد ذلك، وظلت تلعب بهذه الورقة في علاقتها مع المغرب والجزائر”.

وأبرز محدثنا أن “الاختلال الحاصل الآن في المعادلة لصالح المغرب، بعدما تبين خلال سنتين من القطيعة أن علاقة المغرب بإسبانيا علاقة استراتيجية، بحكم الجوار والمصالح المشتركة، علاوة على مصالح إسبانيا التي تهددت طيلة سنتين”.
وأشار إلى أن “موقف النظام الجزائري موقف طبيعي، لكونه يفقد ورقة من أهم أوراق الضغط في المحيط الإقليمي وهي إسبانيا، وهو لا يعتمد على فرنسا، لكونها مؤيدة منذ وقت بعيد للطرح المغرب المتمثلة في مقترح الحكم الذاتي المطروح منذ سنة 2007”.
واعتبر الخبير في العلاقات الدولية نفسه أن “الجزائر تدق ناقوس الخطر الآن فيما يتعلق بوضعها كفاعل أساسي في قضية الصحراء، وأن هذه القضية ربما قد تذهب في اتجاه الحل الذي يرضي جميع الأطراف الإقليمية بما فيها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية”.
ولفت الانتباه إلى أن “وضع الجزائر أصبح شاذا، كجار شرقي يرفض علاقات الجوار والمهادنة مع المغرب خاصة فضية الصحراء المغربية التي تعتبر الجزائر وصنيعتها الجزائر من وراء الاضطراب والقلاقل في منطقة شمال إفريقيا والساحل جنوب الصحراء”
وشدد المتحدث على أن “إسبانيا تدرك كل هذه المحاذير وتدرك أيضا أهمية المغرب بالنسبة لها، ما يعني أن الجزائر فقدت أهم شريك، خاصة بعد كل ما قامت به، إن كان من الناحية الاستراتيجية والعسكرية، وإن كان من الناحية الاقتصادية”.
وخلص لعروسي أن “من الأشياء التي عجلت برجوع إسبانيا إلى المقاربة الصحيحة ورجعت إلى جادة الصواب، بعدما تبين لها أنه حتى مقاربة الجزائر في قضية الغاز كانت خاسرة جدالك الشركان، خاصة منهم إسبانيا، بعدما قامت الجزائر بتوقيف العقد المتعلق بأنبوب الغاز المغاربي”.