لماذا وإلى أين ؟

فَضيحة “فتح الأندلس”.. إِطعام طارق بن زياد فاكِهةً لم تُكتشف إلا بعد وفاته بـ8 قُرون

مازال مسلسل “فتح الأندلس” لمخرجه الكويتي محمد العنزي، يفاجئ المغاربة بما يقدمه من مغالطات وتحريف للوقائع التاريخية”.

ففي الحلقة الثامنة من مسلسل فتح الأندلس، تأكد أن هذا المسلسل بعيد كل البعد من أن يكون مسلسلا تاريخيا بصيغة درامية لأحداث واقعية وموثقة في عدة مصادر، وأن تكون قد أشرفت على مراجعة نصه لجنة علمية متخصصة.

فلو كان نص المسلسل قد تمت مراجعته ولو من طرف طالب سنة أولى تاريخ ما كان ليقع في مغالطة تاريخية من قبيل إدراج فاكهة الأنناس في أحد مشاهد المسلسل، التي استُقبِل فيها طارق ابن زياد من طرف الكونت جوليان، رغم أن اكتشافها تاريخيا في الكرايبي لم يتم إلا بعد ثمانية قرون من تاريخ الأحداث التي يدور حولها المسلسل.

مشهد استقبال ابن زياد بفاكهة الأناس في الحلقة المذكورة كان النقطة التي أفاضت كأس الانتقادات الموجهة تجاه هذا المسلسل، والتي وصلت حتى قبة البرلمان.

في هذا السياق، وجه المهدي الفاطمي، النائب بالبرلمان المغربي عن حزب “الاتحاد الاشتراكي” (معارض)، سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل مهدي بنسعيد، بخصوص المسلسل، الذي تعرضه قناة “الأولى” الرسمية بالمملكة.

وطالب النائب الفاطمي، الوزير بنسعيد بالكشف عن “الإجراءات التي ستتخذها الوزارة بغاية صون وتخليد تاريخ المغرب بعيدا عن جميع المغالطات والسرقة وتزوير الحقائق التاريخية والمجد المغربي بالأندلس”.

وأضاف أن المسلسل “لا يولي أهمية للتراث المغربي، وللحقيقة التاريخية للبطل، ولم يشارك فيه سوى ممثل مغربي واحد، ولا يعطي تفاصيل عن شخصية طارق بن زياد الأمازيغي”.

وأكد أن هذا العمل الفني “مليء بالمغالطات المعرفية و يحمل في كثير من حلقاته تزويرا لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة”.

وأفاد بأن المسلسل أُنتج “خارج المغرب ومن دون مشاركة المغاربة في التأليف ودون استشارة المؤرخين لتدقيق المعطيات”.

وتابع أن فتح الأندلس تم عبر “شمال المغرب و بجيوش شمال إفريقيا قوامها المغاربة بالأساس، ولغة طارق بن زياد وثقافته مغربية أمازيغية بامتداداتها الإقليمية هو وجنوده”.

واتهم المسلسل بتصوير “المغرب الكبير مجرد طريق جغرافية لجيوش المشرق الأموية، والمغاربة مجرد (كومبارس) تحت قيادة شخصيات شامية، بينما التاريخ المدون عندنا كله عكس ذلك”.

فما الذي يؤخر المسؤولين عن المشهد الثقافي المغربي والحافظين للموروث التاريخي من توقيف هذه المهزلة التاريخية المسماة “فتح الأندلس”؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
abouimrane
المعلق(ة)
10 أبريل 2022 14:40

خذا العبرة من مسلسل ( عمر ابن عبد العزيز ) المرحوم نور الشريف لما سؤلوه عن الإتقان في تجسيده لدور عمر قال بالحرف قد قرأت اكثر من خمسة عشرة مجلدا لاجسد الدور اما هؤلاء مع احترامي لم يقرؤوا حتى مقدمة اي كتاب

شهم
المعلق(ة)
10 أبريل 2022 14:33

يجب ايضا التحقيق مع المسؤولين عن شراء هذه الجريمة في حق ثقافه المغاربة وبثه في تلفزة تسير بأموال المغاربة، يجب التحقيق في هذه الصفقة و من مررها، وعلاقته بالمدعو العنزي وكذلك التحقيق في شوهة الملاحم التي انفق عليها الملايين دون مراعاة لعقول المغاربة.

Zeggo Amlal
المعلق(ة)
10 أبريل 2022 10:30

إضافة إلى هذه الأخطاء التاريخية التي لا يجوز قبولها لأي اعتبار كان، هناك الجانب السياسي اللحظي حيث وافق بثه زمانيا أياما يحاول فيها المغرب وجارته إسبانيا تجاوز خلافات عصفت بعلاقاتهما بشكل لم يسبق له مثيل. ومن شأن هذا التذكير الذي يسميه المسلمون فتحا بينما يسميه المؤرخون غزوا واحتلالا؛ أن يبعث الكراهية الدفينة التي يكنها الإسبان خاصة والمسيحيون عامة لكل ما له علاقة بالضفة الجنوبية للمتوسط ولو كان ذلك من مصلحتهم. فمن الذكاء السياسي لحظيا إيقاف هذا المسلسل الفضيحة الذي من شأنه تقويض جهود إعادة الدفء إلى علاقنا بإسبانيا سيما وأعداؤنا قد يستغلونه جيدا للتأثير على مواقف الطبقة الشعبية الإسبانية الخطيرة. C’est un piège avant que ce feuilleton soit autre chose.

ياسير
المعلق(ة)
10 أبريل 2022 00:34

البرتقال أيضا لم يكن قد بلغ المنطقة آنذاك حيث تم إدخاله إسبانيا من طرف العرب قادما من الصين بعد أن استوطنو إسبانيا.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x