شقير يُعلِّـق على قطْع البوليساريو علاقاتِها مع إسبانيا

عقِبَ التحوُّل التاريخي لموقف إسبانيا تجاه ملف الصحراء المغربية، و اعترافها بمُبادرة الحُكم الذاتي التي اقترحها المغرب منذ 2007، كحلٍّ جِدّيٍّ و واقعي للنزاع المُـفتعل حول الصحراء المغربية، أعلنت جبهة البوليساريو، في بيانٍ لها أمس السبت 9 أبريل الجاري، عن قطع جميع اتصالاتها مع الحُـكومة الإسبانية ردًّا على الموقف الجديد لإسبانيا”،

واعتبر محمد شقير،  المُحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية،  أن قطْع الجبهة علاقاتِها مع إسبانيا كان أمرا متوقعا وهو رد فِـعْل على الصدمة التي تلقتها البوليساريو و حليفتها الجزائر.

وأوضح شقير في تصريح لآشكاين أن البوليساريو لم تتوقع الموقف الإسباني الأخير الذي أقر بواقعية مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية،  خصوصا بعد عام من الفتور السياسي و التراجع و التوتر الذي طبع العلاقات المغربية الإسبانية بسبب زعيمها ابراهيم غالي.

وأضاف المتحدث أن صدمة البوليساريو كانت قوية للغاية،  و لم يكن لها أن ترد سوى بهذه الطريقة، وهي وقفُ علاقاتها مع الجـارة الشمالية،  مبرزا “خصوصا وأن الموقف الإسباني يُـعدُّ الأكثر وضوحا و لأول مرة في تاريخ المُسْتَعْمِرة السّــابقة للصحراء.

وسجّل المتحدث أن اعتراف إسبانيا بالحُكم الذاتي كحل لفضّ النزاع الذي عمر طويلا يُـعتبرُ من أكْــثر الضربات الدبلوماسية والسياسية الموجعة التي يمكن أن تتلقاها البوليساريو.

البوليساريو لَمْ توجعها مواقف ألمانيا و فرنسا،  يردف شقير، بقدر ما أوجعتها إسبانيا نظرا لكونها إحدى المُستعمِرات السابقة وموقفُها حسّـــاس من هذا النزاع،  مُشددا على أن البوليساريو تفْـقدُ آخـــر المعاقل الدبلوماسية و تتلقّى هزيمة سياسية كبيرة.

وفي المقابل،  اعتبـر شقير أنّ المغرب ربِـــحَ ورقـةً حسّـــاسة في مَلَـفِّ الصّحراء المغربية،  وهو ما يجعل البوليساريو لا تسْـتسيغُ هذه المسألة و تُـقرِّر قطْـع علاقاتِــها مع إسبانيا.