لماذا وإلى أين ؟

“نساء في حياة الرسول”.. أفصح زوجات النبي التي تتلمذت على يده (ح 7)

لعبت النساء دورا محوريا في حياة الرسول محمد (ص)، بدءا من زوجاته فبناته ثم حفيداته، وتجاوزن هذا الدور إلى المساهمة في انتشار الدعوة الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام، فكانت أول من آمنت بالنبي امرأة، وهي خديجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول.

قصص عديدة، ستحاول “آشكاين” سردها في هذه السلسلة الرمضانية التي اختير لها عنوان “النساء في حياة الرسول”، والتي من خلالها سيتم تسليط الضوء أيضا على الحياة العاطفية للنبي وكيفية تعامله مع زوجاته وتعاملهن معه، بالإضافة إلى علاقتهن ببعضهن البعض مع سبر أغوار حياتهن الإجتماعية والسياسية من خلال الإعتماد على عدد من المراجع كالأحاديث والقرآن وكتب الثراث أو باحثين في تفاصيل.

الحلقة السابعة:  حفصة بنت عمر أفصح زوجات النبي تعلمت على يد النبي

هي أمّ المؤمنين حفصة بنت عُمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأُمّها هي زينب بنت مظعون؛ أُخت عثمان بن مظعون، وهي من السابقين إلى الإسلام في مكّة، تعد 4 زوجات الرسول بعد أم المؤمنين،  عائشة ابنة أبي بكر.

تزوجها النبي محمد،  بحسب عدد من الروايات،بعد وفاة زوجها خُنيس بن حُذافة بن قيس السهميّ، الذي توفي بعد هجرتهما إلى المدينة، وكان ذلك عند عودة الرسول من غزوة بدر.

وبعد وفاة خنيس تاركا حفصة وراءه،  عرض عمر بن الخطاب زواجها على كلٍّ من أبي بكر، وعُثمان، فرفضا الزواج بها، وشكى الأمر للنبيّ الذي وافق على الزواج منها.

وذات يوم جاء اسم حفصة في القرعة التي يقوم بها النبي لاختيار إحدى زوجاته التي سترافقه في إحدى غزواته، ورافقته حيث بقيت في خيمتها أثناء المعركة، حتى إذا انتهت المعركة ذهبت لتسقي العطشى، وتداوي الجرحى، وتُخفّف من ألم المُصابين.

وحفظت أم المؤمنين عن النبي بعض الأحاديث، والأقوال التي كان يُوجّهها لها ولأُمّته، وكانت تتّبعها كما هي، وعندما تُوفّي الرسول بَكت عليه بُكاءً شديداً، ولَزِمت بيتها، وكانت لا تخرج منه إلّا إلى الحجّ، والتزمت بطاعة الله وبالعبادة، والصدقة على الفقراء والمساكين.

وعندما جُمِع القرآن في عهد الخليفة أبي بكر بعد إصرار عمر بن الخطّاب على ذلك، اعتمد الصحابة على النُّسَخ التي عندها في ضَبط المصحف الكريم، ومراجعته.

وبالإضافة إلى ذلك،  رَوت حفصة عن النبيّ عدداً من الأحاديث التي اتّفق البخاريّ ومُسلم على رواية أربعة أحاديث عنها من أصل ثمانية، وانفرد الإمام مُسلم برواية ستّة أحاديث عنها، إذ رَوت في وجوب الغُسل يوم الجُمعة على كُلّ مُحتلم، وفي استخدام المسلم يده اليُمنى للطعام والشراب.

وبخصوص الصلاة، رَوت في صلاة ركعتَين خفيفتَين إذا نُودِي للصبح، وهي من السُّنَن النبوية،  وعن الصيام، فقد رَوت حديث وجوب تبييت النيّة قبل الفجر، وصيام النبيّ ثلاثة أيّام من كُلّ شهر، ورَوت في تقبيل الصائم، وحديث إتمام الصيام لمَن يُصبح جُنباً، وحديث صيام الاثنين والخميس، وصيام عاشوراء.

ومن أشهر ما روت حفصة،  وفق العديد من المراجع، الحديث الذي يتحدّث فيه النبيّ عن ابن الصائد وخروج الدجّال من غضبة يغضبها، وكانت لها مجموعة من الأحاديث التي اختصّت بروايتها دون باقي نساء المؤمنين، كحديث ابن الصائد، وخروج الدجّال، ورُقية النملة، والدوابّ التي يُباح قتلها.

  وقد عرف على حفصة كثرة الصيام، والقيام، وكانت كثيراً ما تلوم نفسها وتتّهمها بالتقصير، وزيادة على ذلك كانت المعنية بالأمر من القلة القلائل الذين يعرفون الكتابة ويوصفون بالبلاغة والفصاحة، وقد اهتمّ النبيّ بتعليمها، وقد ورد ذلك في حديث الشفاء بنت عبدالله عندما كانت عند حفصة ودخل النبيّ عليهنّ، فقال لها: ( ألا تُعلّمينَ هذهِ رُقيةُ النملة* كما علّمتيهَا الكتابةَ).

وتُوفِّيت حفصة في شهر شعبان من السنة الخامسة والأربعين للهجرة، في عهد معاوية بن أبي سُفيان، وكانت تبلغ من العمر حين وفاتها ستّين عاماً.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x